القدوة: يجب منح المرأة فرصة اكبر ودعم تعزيز مشاركتها في الحياة السياسية

03.05.2020 01:43 PM

رام الله- وطن: ناقشت الحلقة الاخيرة من الموسم الأول لبرنامج "شوفونا" التوصيات المتعلقة بمشاركة المرأة في الحياة السياسية ومراكز صنع القرار واستعرضت عدة رسائل من منصة "شوفونا" تطالب الجهات الرسمية واصحاب القرار بتعزيز دور المرأة في الاحزاب السياسية والحياة السياسية عامة.

وقال عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح" ناصر القدوة، إن الاسباب المتعلقة بتدني نسبة مشاركة المرأة وتمثيلها السياسي في مراكز صنع القرار، هي ذاتها نفس الاسباب التي تضع عقبات امام المرأة الفلسطينية في كل المجالات، فالمسألة تبدأ بالتعليم والثقافة هو الكفيل بتغير العقل والرؤيا، والاحزاب السياسية تعكس الواقع الاجتماعي الذي نعيشه.

ويأتي البرنامج لرفع الوعي لمشاركة المرأة في الحياة السياسية وحوارات المصالحة بدعم من برنامج الامم المتحدة الإنمائي، برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني بالشراكة مع شبكة وطن الإعلامية ومؤسسة مفتاح.

وأشار القدوة الى أنه ليس من أنصار "الكوتا" سواء للمرأة او المجموعات المهمشة، "انا بقوة مع التمييز الايجابي فيجب ان تُعطى المرأة فرصة أكبر وندعم تعزيز مشاركتها، "الكوتا" تحجز مقاعد معينة بغض النظر عن الاصوات والكفاءة، اما التميز الايجابي يُجبر الجميع على مسلك معين يأخذ بعين الاعتبار ضرورة تمثيل المرأة لكن يعتمد في النهاية على الكفاءة وهذا يضمن ان لا يكون هناك نتائج مصطنعة."

ولفت إلى أن الأطر الوطنية وضعها أفضل من الاحزاب السياسية، فنسبة التمثيل للنساء فيها اعلى.

وأردف "ولتصحيح الامور يجب ان نقوم بعدة امور بداية من تغير الثقافة والاستعانة بالمرأة واظهار دورها حتى لو لم يكن بالشكل الانتخابي، لكن من المهم مواجهة الافكار الخاطئة التي تقول ان المرأة يجب ان تبقى في البيت وتُحرم من العمل".

وفي سياق الحديث عن مشاركة المرأة في حوارات المصالحة، أكد القدوة أنه ذات السبب الذي يمنع تواجدها في الاحزاب السياسية منعها من التواجد في حوارات المصالحة، مؤكدا ان وجودها في هذا الامر مهم أكثر بكثير من اي مكان اخر، لأنه امر متعلق بحياة ومستقبل الشعب الفلسطيني، المرأة مسؤولة بشكل جدي أكثر ولديها انسانية أكثر من الرجل لذا تأثيرها سيكون أكبر في استعادة الوحدة والتوصل الى المصالحة.

وتوجه بالحديث لحركتي فتح وحماس بالقول: يجب على "حماس" ان تتخلى على السيطرة الاحادية الجانب على قطاع غزة والسماح للقطاع بالعودة للنظام السياسي والاداري الفلسطيني، وفي المقابل، على فتح ان تقبل بشراكة سياسية حقيقية في كل المجالات سواء في السلطة او منظمة التحرير على اساس توافق سياسي برامجي، محوره الاستقلال الوطني.

ولفت إلى أن مشاركة المرأة في الدبلوماسية الفلسطينية بشكل عام أكثر وأفضل من مشاركة المرأة في اي قطاع اخر.

وفي رده على سؤال، هل تعتقد ان ممثل فلسطين في الامم المتحدة يجب ان يكون امرأة؟ اجاب القدوة: "إذا توفرت الكفاءة اللازمة لدى المرأة فإنها قادرة على تولي هذه المسؤولية، واعتقد ان السفيرة فداء عبد الهادي قادرة على تولي هذه المسؤولية، فهناك معرفة فنية يجب ان تتوفر سواء لدى الرجل او المرأة، المنصب صعب جدا وحساس جدا ويحتاج لمعرفة تفصيلية".

وأشاد بالسيدات بأنهن أكثر التزاما وجدية واخلاصاً في هذه المناصب، يجب ان تفتح الابواب لهن لمشاركة جيدة، وعلى المرأة نفسها ان تبذل الجهد لتنافس وتصل لمناصب ومراكز عليا.

وشدد القدوة مجددا على انه يجب ان يكون هناك آلية اتخاذ قرار وقواعد عمل، وصولا الى الية صناعة القرار، الاشكالية الاكبر انه يجب ان ننظر للواقع الفلسطيني بنظرة متفحّصة، لدينا مشاكل كثيرة ونحن مقبلون على مشاكل أكبر كجائحة كورونا والخطر المحدق لخطوات الضم الاسرائيلية، وهذا يفرض علينا ان نفكر بشكل مختلف ونعمل مع بعض ونضع تصورات بما فيها التغيير الاجتماعي.

وقال إن أحد التغيرات الممكنة والمتوقعة برغم من حالات العنف الحالية ستكون لمصلحة تعزيز دور المرأة في ظل جائحة كورونا.

وأكد أن المنظومة القانونية يجب ان تبدأ بشكل صحيح، وان تبدأ بنصوص واضحة تنهي ظواهر سلبية جدا ضد المرأة والتمييز السلبي الذي يجبرها على الزواج المبكر وامور اخرى، وتعاقب العنف الاسري.

وشدد على ان رؤية القيادة الفلسطينية للمرأة متقدمة عن الوسط المحيط بنا.

وختم القدوة حديثه بالقول: "سأحاول انقل الرسائل وأؤكد أن نقطة البداية تبدأ من منزل كل شخص، فيجب ان يكون هناك حرية وتعامل باحترام لان هذه الارضية الحقيقية التي تقود لتنفيذ هذه المطالب".

ودعا منصة "شوفونا"، للاستمرار بعناد لان القصة كبيرة ومتعلقة بكل المجتمع الفلسطيني ومستقبل الشعب الفلسطيني عموما، يجب ان يكون هناك اصرار على المضي قدمًا في هذه الرسالة وتحقيق العدالة للمرأة وتوفير الثقافة المناسبة والارضية القانونية التي تحميها وتفتح لها الابواب وثم تعزيز دورها السياسي وعلى مزيد من المشاركة في مراكز صنع القرار".

تصميم وتطوير