الصحافي رامي ريان.. انتظره والداه "14 عامًا" وقتلته قذائف الاحتلال بــ"غمضة عين"

02.11.2014 02:43 PM

غزة- وطن - عمر فروانة: "جاء عندي الجيران, ليعزوني بابني, لكني لم أصدق, وقلت لهم إنه لم يمت.. ما زال حيًا"، هذا كان الحال تمامًا في بيت الصحافي رامي ريان، حين وصل نبأ استشهاده لوالدته وعائلته، في الــ 29 من تموز/ يوليو المنصرم.
وطن التقت بوالدة رامي, كريمة ريان، للحديث عن ظروف استشهاده واللحظات الأخيرة من حياته معهم، فتقول: ابني كان يخرج للعمل أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدًا أن هذا واجبه لتصوير وفضح ما يرتكبه الاحتلال من جرائم ضد الإنسانية، للعالم.
وكان رامي (27 عامًا) يخرج صباحًا خلال العدوان, وأحيانا يعود لبيته في المساء المتأخر, ويظل على اتصال مع والدته ويخفف من قلقها عليه، وفق ما تقول، مضيفةً: قبل خروجه من البيت، كان يُشعرنا بالأمان, ويأتمنني على أطفاله وزوجته عندي.
واستشهد الصحافي ريان أثناء توثيقه الجرائم التي ارتكبت بحق عائلة السلك في حي الشجاعية (شرق غزة)، بعد استهدافه من قبل طائرات الاحتلال, مع عدد من المسعفين, في الوقت الذي أعلنت تهدئة, لكن الاحتلال نقضها.
ورامي، هو الابن الوحيد لعائلته، حيث أنجبه والداه بعد انتظار 14 عامًا من الزواج، وكان بدأ العمل من سن صغيرة قبل أن يدرس الإعلام في الجامعة ويعمل مصورًا صحافيًا فيما بعد مع الشبكة الفلسطينية للصحافة.
أما زوجة الشهيد رامي، زينات ريان (24 عامًا)، فتقول لــ وطن: في كل مرة يعود رامي إلى البيت خلال تغطيته العدوان، كان يقلب الصور التي التقطها, فيرى الشهداء والجرحى, ويتأثر مجددًا, ويصمم على إكمال مسيرته في فضح تلك الجرائم, ليوصل الرسالة إلى العالم.
بينما أطفاله (فتحي 3 أعوام/ شهد 5 أعوام/ ريماس 4 أعوام/ كرم 9 شهور) ما زالوا يرددون أسئلتهم حول أبيهم، حيث كلما شاهدوا صوره سألوا أمهم "أين أبي؟" أو يتحدثون إلى الصور نفسها بالقول "أين أنت؟"، وفق ما تخبرنا زوجته.
حاولت وطن التحدث إلى والد الشهيد، فتحي ريان، لكنه رفض التصريح بأي شيء لأنه ما زال "مصدومًا" ولا يستطيع احتمال الخوض في تفاصيل استشهاد نجله، كما انه عاطل عن العمل.
ورامي، قصة واحدة من 17 قصة لصحافيين قضوا خلال العدوان وأثناء عملهم في نقل الحقيقة وتوثيق الجرائم الإسرائيلية، كما أصيب نحو 25 صحافيًا, واستُهدفت أكثر من 23 مؤسسة صحافية، وفق أرقام نقابة الصحافيين.
يقول نائب نقيب الصحافيين في قطاع غزة تحسين الأسطل، لـ وطن، إن "استهداف الاحتلال للصحافيين أثناء تأديتهم لواجبهم المهني والإنساني فترة العدوان, كان لإخفاء جريمته, وحتى لا يشاهدها العالم".
وأَضاف أن  النقابة "تواصلت فترة العدوان مع الاتحادات والنقابات الدولية, و تم تشكيل لجنة تحقيق في استهداف الاحتلال للصحافيين, وتقديمه للمحاكمة الدولية".

تصميم وتطوير