غزة: الطفل كريم قاوم السرطان والعدوان أعاده لنقطة الصفر

غزة – وطن - خاص – محمد عثمان: يعاني الطفل كريم الحطّاب (9 أعوام)، من حي الشجاعية (شرق غزة)، من مرض سرطان الدم الحاد المعروف بـ"اللوكيميا" منذ اكتشافه قبل نحو عام ونصف، فيما بدأ علاجه منذ ذلك الحين في المستشفيات الإسرائيلية حتى استقر في غزة قبل نحو عام، ليستكمل رحلة العلاج الطويلة.

ورغم المرض القاسي الذي بدأ يظهر على جسد كريم النحيل، والضعف العام الذي ينخر كافة أنحاء جسمه حتى عينيه، إلا أن إرادة الحياة لا تغادره.

يقول كريم لـ وطن: أحب اللعب مع أصدقائي في الشارع، وأشجع فريقي المفضل (اتحاد الشجاعية)، وحين أكبر أريد أن أصبح طبيبًا حتى أعالج الأطفال المصابين بمرض السرطان مثلي.

ورغم مرضه، لا يزال كريم متفوقًا دراسيًا، إذ أنه في العام الذي اكتشف مرضه، تفوّق على عديد أقرانه من بينهم شقيقه التوأم عمر، الذي يقطن معه على ذات الطاولة الدراسية.

من جهته، قال والد كريم، رجب الحطّاب، إن اكتشاف المرض عند ابنه الأصغر كان بمحض الصدفة، مضيفًا: كان هزيلًا، حينها توجهت به إلى المستوصف الحكومي، الذي فاجأنا باللامبالاة، لنتوجه إلى مستوصف وكالة الغوث، واكتشفنا المرض هناك بعد التدقيق وإجراء فحوص متكررة.

وعن رحلة العلاج المؤلمة، بيّن الحطّاب لــ وطن، أن كريم عانى من في بداية مشواره العلاجي من جرعات العلاج بالكيميائي "التي لا يستطيع الجبل تحمُلّها".
وتابع: عندما كنتُ أراه يتألم ويبكي، تمنيتُ أن يدخل (الكيماوي) إلى جسدي أنا.

وأشار إلى أن فترة علاج كريم الأولى ستستمر نحو عامين، غير أن هناك الكثير من الفتراتالتي شهدت عدم دخول الدواء إلى القطاع بسبب الحصار، ما يؤدي لنقص مناعته ويعيدنا من جديد إلى نقطة الصفر في علاجه، الشي الذي يطيل من مدة العامين المخصصة لعلاجه في مرحلته الأولى.

وفي لقائه مع وطن، قال مدير واستشاري علاج الأورام في مجمّع "الشفاء الطبي" بمدينة غزة زياد الخزندار، إنهم "يكتشفون نحو 70 حالة مرض سرطان جديدة شهريًا في المجمّع، ما يظهر زيادة نسبة الإصابة به بعد تكرار الحروب على القطاع".

وأكد وجود "4200 ملف أورام يعالج أصحابها في قسم الأورام، 29% منهم إناث مصابات بسرطان الثدي، بينما 19% ذكور مصابون بسرطان الرئة".

وقال الخزندار إن "معدل الإصابة بسرطان القولون زاد بنسبة 11%، ولوحظت الزيادة بعد الحروب الثلاثة التي تعرّض لها قطاع غزة ولا تحتملها أعتى القوى".