المرأة العاملة في قطاع العادلة.. أمام تحدي نظرة المجتمع والتنشئة الاجتماعية لها

15.06.2020 09:09 PM

 

 القاضية إيمان ناصر الدين لـوطن: واجهت رفض ضمني من بعض زملائي والمجتمع في بدايات عملي كقاضية

 المحامية راوية ابو زهري لـوطن: على نقابة المحامين تأهيل المحامية قبل حلف اليمين، حتى تصبح شخصيتها واثقة وقوية أمام القاضي

وطن: أكدت القاضية إيمان ناصر الدين والمحامية راوية أبو زهري أن أهم التحديات التي تواجه المحاميات والقاضيات هي نظرة المجتمع لهن والتنشئة المجتمعية للمرأة المختلفة عن الرجل والتساهل مع المحاميات المتدربات مقابل الحزم مع المحامي المتدرب، الأمر الي ينشئ محاميات أقل خبرة مقابل محامين أكثر خبرة.

جاء ذلك خلال برنامج "عدل" الذي يقدمه المحامي أنس الكسواني، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، بالشراكة مع الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان.

وقالت القاضية في المحكمة العليا إيمان نصر الدين، إنها واجهت في بداية عملها في القضاء رفض ضمني من بعض زملائها ومن الشارع لوجودها ككقاضية.

وأضافت أن ذلك الرفض منحها دافع وعزيمة، واثبتت نفسها كقاضية. مؤكدة على ضرورة التخلص من الفكر الذكوري في المنزل والمجتمع حتى تستطيع المرأة النجاح والابداع.

وحول تساهل المحامين المزاولين مع المحاميات المتدربات في التدريب وهو ما يؤثر سلبا على نجاحهن في العمل لاحقا، أكدت ناصر الدين أن المحامي المتدرب سواء الذكر او الانثى، يجب ان يثبت نفسه وليس المحامي الذي يقوم بتدريبه. مضيفة: العبرة في النجاح بصاحب المصلحة سواء ذكر أو أنثى، وإرادته ومجهوده الشخصي وليس مدربه.

وقالت إن قاعة المحامين في المحكمة كانت سابقا ملجأ للجدال والتباحث القانوني بين المحامين،الأمر الذي كان يفيد ويثري المحامين خاصة المتدربين، عكس اليوم حيث تشتهر قاعة المحامين بالتدخين والقهوة.

وأشارت إلى أنه خلال تجربتها الطويلة، ترافع عدد كبير من المحاميات أمامها، وكانت تميل لمساعدة المحامية المتدربة في الترافع، من حيث الصبر عليها والاستماع لها حتى تنهي مرافعتها، وليس قطع المرافعة عليها وتوبيخها واضعاف شخصيتها، لذلك هناك دور يقع على القاضي في إنجاح المحامية المتدربة.

وأكدت القاضية ناصر الدين أن على على المحامية او القاضية المتدربة ان تشق طريقها بنفسها وأن تصرّ على قرارها وأن تثق بنفسها، حتى تنجح في مهنتها.

من جانبها، اعتبرت عضو مجلس نقابة المحامين سابقا المحامية راوية ابو زهري إن المشكلة التي تواجه المحاميات تبدأ أثناء التدريب، إذ أن تساهل المحامين المدربين مع المحاميات المتدربات أثناء التدريب، مقابل الحزم مع المحامين المتدربين، يصبح التدريب غير عادل للمحاميات.

وأكدت على ضرورة أن تكون المحامية مقنعة لموكلها حتى تستطيع ان تحصل على ثقته اكثر من المحامي الرجل.

وأوضحت أبو زهري أن عدد كبير من المحاميات يغادرن المهنة لعدة اسباب، منها ان بعض القاضيات والقضاة لا يستوعبون المحاميات ولا يصبرون عليهن أثناء المرافعة.

وقالت إن التنشئة الاجتماعية للأنثى تختلف عن الذكر، من حيث الصوت المنخفض والناعم مقابل الصوت العالي والجهوري للرجل، الأمر الذي يظهر وكأن المحامي واثق ومقنع أكثر من المحامية أمام القاضي وهو ما يدفع بعض القضاة للحكم لصالحهم على الرغم من أنه قد تكون مرافعة المحامية قانونية ولديها علم اكثر من المحامي، لذلك يجب على القاضي أن يراعي ذلك.

ودعت نقابة المحامين لتأهيل المحامية قبل حلف اليمين، حتى تصبح شخصيتها واثقة قوية امام القاضي.

وأشارت أبو زهري إلى أن كثير من المحاميات ذهبن للعمل في الدوائر القانونية في الوزارات والمؤسسات، لأنهن لم يجدن الفرص الكافية لهن في مهنة المحاماة. مؤكدة أنه "لو كان هناك مجتمع عادل لوجدنا عدد كبير من الأسماء اللامعة للمحاميات في مهنة المحاماة".

تصميم وتطوير