نعم يا سادة، كومة اللحم تلك لي!! - بقلم: مجدي العدرة

23.07.2014 11:17 AM

وطنلا تجزع ايها العربي ولا تلق اي بال لهم، اجلس على اريكة العز خاصتك، وكلّ تمرك عند اذان المغرب بشراهه، تحت مكيفك البارد، وتابع حلقتك الجديدة من صاحب السعادة، ولا تلتفت لهؤلاء الذين غدا دمهم رخصيا في نظرك الحقير.

قلب قنواتك وابتعد، فما شاهدته على شاشتك الفارهة من اكوام اللحم هي لنا، قدمناها قرابين لشرفكم وكرامتكم التي ضاجعتها كل امم الارض منذ زمن سحيق.

لا تُتّعبوا اذاهانكم يا سادة في قصصنا، فهي ليست بهذا القدر من البشاعة التي بمقدورها وكز ضمائركم المحنطة في ثلاجاتكم تحت خبزكم، فوق شرابكم، وبين موائد سحوركم اللذيذة.

لا تندهشوا كثيرا لارطال لحمنا الممزقة المشوهة التي اختلطت بتراب الارض ورائحة البارود بحي الشجاعية ومخيم جباليا، فهي ليست منكم ولا يشرفها اصلا ان تكون على علاقة بكم. فرؤوسنا المتفحمة وارجلنا التي اختطلت بقطع ايدينا وتاهت عن رقابنا وتفتت تحت جلدها بفضل صمتكم، نعم هي لنا يا سادة!!!

اطفالنا الذين جمعنا اشلائهم في اكياس الطعام واوراق الصحف ليسوا منكم يا سادة، نسائنا اللاتي رحلن تحت ملايين اطنان الركام والحديد لسن من رحمكم، وعجائزنا الذين ركضوا بركب الشهادة على عكاز الكرامة لم يؤمنوا بعروبتكم منذ اكثر من 60 عاما، فانسلخوا عنكم بكرامتهم الفلسطينية الوحيدة..

اكوام اللحم تلك يا سادة العرب واهلها، تتمنى لكم صياما مقبولا، وافطارا هنيئا، وعيدا سعيدا ومزيدا من الرفاهية في الخليج، واضعاف من الصمت الجميل في بلاد المغرب العربي الطويل.

لكنه والى حينٍ يا سادة، ستبقى تلك الارواح التي لم ولن تستجدي احدا، تلاحقكم في حرب الحساب واهوال يوم القيامة، وستغفر ذنب صمتكم لسبب واحد.... هو أن تراكم في النار.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير