بين الركام والأحلام

23.04.2024 10:21 PM

كتبت أ.سلمى جرادات: 

في أرض غزة المنكوبة، تتراكم الأنقاض وتتساقط قطرات الألم، تحضر الإرادة من كيان طفل صغير مُحتبَس في زنزانة الحرب، يبرز صوت بسيط يهمس بالأمل، وهو صوت طفل يبيع منتجات بسيطة فوق الركام، محاولاً بذلك تحقيق قوت يومه ليعتاش به هو وعائلته.

فأبسط الحقوق التي يتغنى بها أطفال العالم يُحَرم منها أطفال غزة، ماذا جرى ليستحقوا ذلك؟

أطفال غزة بلا ملجأ بلا مأوى بلا معيل بلا كفيل، فأين حقوق الأطفال؟ أم أن أطفال غزة تم استثناؤهم من فئة الأطفال؟ أين دور منظمات حقوق الإنسان عن توفير الحماية لأطفال غزة؟ هل بقي شيء من الثقة بدور المنظمات أن تخلت عن أطفال غزة؟ أم أنها ستتخلى أيضاً عن أطفال العالم كله؟

ينمون كزهور في وسط الصحراء، كوني صحراء يا حرب غزة، وكونوا زهورا يا أطفالها.

حسب الاحصائيات لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، أكثر من 80% من أطفال غزة يعانون من فقر غذائي حاد، حبر على ورق!

في أحد شوارع غزة، بين الأنقاض التي لا تزال تحمل بصمات الدمار، طفل صغير يقف شجاعاً وسط هذا المشهد المأساوي، يبيع منتجات بسيطة بحثاً عن لقمة عيش، بينما يرفع يديه الصغيرتين، رافعاً شعار القوة والإصرار، ينظر إلى المارة بعيون مليئة بالأمل، رغم تحديات الحياة وتداعيات الصراع، يبدو وجهه مشرقاً بالطموح والعزيمة، فرغم صغر سنه إلا أن روحه تتلألأ بالطموح.

في هذا السياق المأساوي، يتجلى الإبداع في شخصية هذا الطفل الصغير الذي يبني أحلامه على أطلال الدمار، يبتسم بوجه الصعاب واقفاً بكل فخر، فهذا المشهد يتجاوز حالة الصعاب والمشاق، ويأخذنا إلى حالة من الإرادة القوية والأمل الدائم، ويلهم الجميع بإصراره وعزيمته على النجاح. بين أنقاض غزة يتألق هذا الطفل كنجم لامع في سماء اليأس، ويذكرنا بأن الحياة تحمل دائماً فرصاً للابتكار والإبداع حتى في أصعب الظروف. أطفال غزة لن يقفوا عند هذا الحد، بل سيواجهون قيد الاحتلال والحرب كذلك.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير