"حاول تفتكرني " ....... فاين نحن من دهاليز ذاكرتنا ؟!

20.04.2024 05:24 PM

 

 

كتبت: الطالبة سجى قراقع من جامعة بيت لحم

لما غنى عبد الحليم اول مرة حاول تفتكرني ، خلانا نسال حالنا هو في حدا بنسى حدا حبو من كل قلبو ؟
بس لما اخدتنا الحياة وسرقتنا من حالنا عرفنا انو احنا كشعب مدمن عالنسيان ، لهيك عبد الحليم غناها بكل لهفة ورجا ، وكانو كان يترجاها تتذكرو لو شي مرة بالغلط .
بس احنا يا عبد الحليم مثل ما خبرتك صفينا مدمنين نسيان ، نسينا أيام كنا معجونين بمية العفاريت ، وأحلامنا مفصلة أكبر من قياسنا بقياسين ثلاثة ، نسينا نتذكر أيام كنا نسبح فيها عكس التيار ومفكرين حالنا محد قدنا ومش هممنا اشي ، نسينا نتذكر الألوان اللي خربشنا فيها أحلام الصبا ، والغيوم اللي كنا نغفى بحضنها واحنا ننسج هاي الأحلام .

نسينا نتذكر انو نولدنا بحضن الوجع ، بوطن مسلوب وإرادة جبارة للحياة رغم كلشي ، نسينا نتذكر انو الأحلام ملهاش مكان الا بزوايا عقولنا ، وما بتتعدى أعتاب القفص الصدري للواحد منا ، نسينا نتذكر انو احنا أصل المجد واللي أعطينا العالم كل بدايات الطرق للتطور ، بس منسيناش نقلدهم تقليد أعمى للأسف ، نسينا نتذكر هويتنا واعتنقنا هويات بنعرفهاش بس عشان نعرف نكمل ونعيش ،
نسينا نحاول حتى من كثر ما حاولنا وعافرنا ولقينا غيرنا بيوخد تعبنا عالبارد المستريح ، نسينا نتذكر انو احنا شعب الجبارين وفش اشي بالكون بيقدر يكسر عزيمتنا .

نسينا نتذكر نحب حالنا عشان نعرف نحب اللي حوالينا ، نسينا نتذكر انو العيلة منبع الدفا وصار كل واحد فينا يفكر بحالو بس ، نسينا نتذكر انو الجار للجار وصرنا اغراب مش بس عن بعض عن حالنا كمان .

نسينا نتذكر كل الأحلام والأماني اللي نسجناها واحنا صغار ، وصرنا نقبل بأي اشي متاح عشان نمشي الحياة ، لأنو بكل بساطة الذاكرة تبعتنا لئيمة ومش حترحمنا لو استسلمنا الها ،و حتضل تجلد فينا لمية سنة لقدام ومش حنعرف نهرب من حالنا وقتها .

بحس مرات انو نعمة كبرى انو قادرين ننسى ونتناسى عشان نعرف نتماسك شوي ، نعرف نخلي حالنا كثير أقوياء من برا ، ونلعق جراحنا لحالنا خلف الأبواب المغلقة ، مرات كثيرة ذاكرتنا بتكون اقوى مننا وبتجبرنا نتذكر وبتسحبنا وسط دهاليزها وبنضيع جواتها ، فبكون اريح النا انو نملك ذاكرة بثقوب كبيرة جدا جدا ، بتسقط كل شي بسهو متعمد .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير