المرأة الفلسطينية تحت الحرب: جوع ونزوح بأدنى مقومات الحياة

17.04.2024 11:12 PM

 

وطن- خالد علي

في سياق النضال الفلسطيني، لعبت المرأة الفلسطينية وما زالت تؤدي دوراً حيوياً في عملية البناء الشامل، سواء من الناحية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، أو السياسية. كانت لها دائماً علاقة خاصة مع الأرض، إذ ارتبطت بها من خلال علاقات مادية وثقافية وروحية. ولعل عملها النضالي والكفاحي في دفاعها عن الأرض والكرامة والحقوق من أبرز سمات المرأة الفلسطينية التي شاركت الى جانب الرجال، سواء كزوجة، أو ابنة، أو أخت، أو قريبة، وهي تمثل جزءاً أصيلاً من الحركة الوطنية الفلسطينية.

يأتي آذار هذا العام والمرآه الفلسطينية تواجه ضغوطاً كبيرة، وتحديات عظيمة من الظلم والقهر والتهجير القسري وفقدان الحياة والاستقرار والمجازر الجماعية على يد آخر احتلال في الكون.

وحسب وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، سيما سامي بحوث فإنه "في كل ساعة تُقتل اثنتان من الأمهات الفلسطينيات في قطاع غزة المحاصر، وسبع نساء كل ساعتين، وما يقرب من 800 ألف امرأة نزحن من منازلهن في القطاع".
ومن تنجو من القصف والأنقاض، تخرج للنزوح بأقل الإمكانيات مع من تبقى على قيد الحياة من أقاربها، إذ نزح نحو 1.7 مليون شخص في مختلف مناطق القطاع منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

ووفقاً لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فإن "ما يقرب من 884 ألف نازح يقيمون في 155 منشأة تابعة للوكالة، في كل محافظات قطاع غزة الخمس، فيما يأوي نحو 724 ألف نازح في 97 منشأة في مناطق الوسط وخان يونس ورفح".

حرب التجويع

على الرغم من معاناة جميع النساء في قطاع غزة، إلا أن الوضع يختلف تماماً بالنسبة الحوامل، إذ أدى القصف الإسرائيلي إلى فقدان العديد من الحوامل لأجنتهن، فاستشهد العديد منهن وتعرض البعض الآخر للإجهاض، أما التي نجت من القصف فتواجه مخاوف الولادة في ظل غياب الرعاية الصحية، ونقص التخدير والمسكنات بعد خروج معظم المستشفيات عن الخدمة في القطاع.

وفي بيان مشترك صادر عن "اليونيسف"، ومنظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، والأونروا، بشأن النساء والمواليد الجدد الذين يتحملون الوطأة الأشد للحرب على غزة فإن "القصف، وتضرر المرافق الصحية أو عدم قدرتها على أداء وظائفها، والمستويات الهائلة من التهجير، وانهيار إمدادات المياه والتيار الكهربائي، إضافة إلى تقييد إمكانية الحصول على الغذاء والأدوية، تؤدي جميعاً إلى تعطيلات شديدة في الخدمات الصحية للأمهات والمواليد الجدد والأطفال (..) قرابة 50 ألف امرأة حامل القطاع، الذي يشهد أكثر من 180 حالة ولادة يومياً، ومن المرجح أن تتعرض نصف النساء اللاتي يلدن في هذه الفترة إلى مضاعفات صحية متصلة بالحمل أو الولادة، وهن بحاجة إلى رعاية طبية إضافية".

ويلجأ أكثر من نصف سكان غزة، إلى مرافق الأونروا وسط ظروف صعبة ومعقدة للغاية، فلا تتوفر إمدادات كافية من المياه والغذاء والدواء، ما ينجم عنه الجوع وسوء التغذية والجفاف وانتشار الأمراض. ووفقاً لتقديرات الأونروا الأولية، تعيش حوالي 4600 حامل و380 مولوداً جديداً في هذه المرافق وهم يحتاجون رعاية طبية، وقد سجلت في الأشهر الخمسة الأولى من الحرب أكثر من 22.5 ألف حالة التهاب تنفسي حاد، إضافة إلى 12 ألف حالة إسهال، وهو أمر مثير للقلق بصفة خاصة نظراً للمعدلات المرتفعة لسوء التغذية.

تشكل النساء 49% من إجمالي سكان قطاع غزة البالغ عددهم قرابة 2.3 مليون نسمة؛ معظمهن في سن الشباب والإنجاب، ما يزيد من تفاقم وضعهن الصحي والنفسي بسبب القصف اليومي والتشريد والحياة المليئة بالمخاطر بين الأزقة المدمرة والركام.

تظهر قصص الحوامل كواحدة من أكثر الجوانب مأساوية لحياة النساء في غزة، إذ يقدر صندوق الأمم المتحدة للسكان عدد الحوامل بأكثر من 50 ألفاً، وهن أكثر عرضة من غيرهن لخطر الموت أو الإجهاض، مع تفاقم المشاكل الصحية المتعددة التي تنتج عن ذلك. وتتفاقم الكارثة عندما تتحول المستشفيات إلى أماكن للموت، إذ تعج أروقتها وغرفها بالمرضى والمصابين الذين لا تتوفر لهم الأدوية والعلاج اللازم والظروف الإنسانية اللازمة للحماية من عدوى الأمراض.
وعشية اليوم العالمي للمرأة، قال المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، أشرف القدرة: "60 ألف سيدة حامل في قطاع غزة يعانين من سوء التغذية والجفاف وانعدام الرعاية الصحية المناسبة، ونحو 5 آلاف سيدة حامل في قطاع غزة يلدن شهرياً في ظروف قاسية وغير آمنة وغير صحية نتيجة القصف والتشريد".

صحفيات على خط النار

يتعمد جيش الاحتلال استهداف الصحفيين والطواقم الإعلامية وسط تجاهل إسرائيلي لدعوات دولية وفلسطينية، لتوفير الحماية لهم. وقال مكتب الإعلامي الحكومي في غزة: "ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 137 صحفياً وصحفية منذ بدء الحرب على قطاع غزة (حتى منتصف آذار/مارس) بعد استشهاد 4 صحفيين في غارات إسرائيلية متفرقة على أنحاء القطاع".

ونشر المكتب الإعلامي أسماء الصحفيات الفلسطينيات اللواتي استشهدن على يد الاحتلال الإسرائيلي وهن: إيمان جمال العقيلي، وسلمى مخيمر، ودعاء شرف الجبور، وسلام ميمة، وآيات عمر خضورة، وأمل حسن زهد، عوُلا عطا الله، وشيماء زياد الجزار، وحنان عيّاد، ونرمين قواس، وحنين علي القشطان، وأنغام أحمد عدوان، وآلاء حسن الهمص، وهبه فؤاد العبادلة، ونرمين نصر حبوش.

وفي بيانها، طالبت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، المؤسسات الدولية والعربية والفلسطينية كافة العاملة في القطاع النسوي والحقوقي، بمتابعة وملاحقة منظومة الاحتلال على جرائمها، بحق الصحفيات اللواتي يتعرضن للاستهداف بالقتل والاعتقال والملاحقة والضرب والاعتداء، على خلفية عملهن الصحفي.
وتجمع المؤسسات النسوية كافة على أن هذا العام كان الأكثر دموية للنساء على مدار سنوات الاحتلال، وذلك في ظل العدوان الشامل والمجازر البشرية ضد في قطاع غزة. وأشارت التقارير إلى تعرض الفلسطينيات لجرائم حرب وانتهاكات جسيمة، من بينها عمليات الإعدام الميداني والاعتقالات الممنهجة.

وبمناسبة يوم المرأة العالمي، قالت مؤسسات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان)، في تقرير مشترك إن "تاريخ استهداف النّساء الفلسطينيات شكل إحدى أبرز السّياسات الثّابتة والممنهجة منذ سنوات الاحتلال الأولى".
غالباً ما ينعكس ضعف النساء في سياق تطور الصراعات المسلحة كما هو الحال في غزة، إذ وجد المدنيون أنفسهم وسط هذا الحرب المدمرة، وتسعى المرأة جاهدة للحفاظ على الأسرة وتلبية احتياجاتها اليومية، وتتعرض بشكل خاص للفقر والمعاناة نتيجة القصف والدمار وفقدان مقومات الحياة، ما يزيد من العبء المركب على وضعهن الاجتماعي.

منذ السابع من أكتوبر، تتعرض الغزيات كافة لوابل من المخاطر التي تهدد حياتهن، وأمنهن، وصحتهن الجسدية والنفسية، وصحة أطفالهن.
أكثر من 70% من شهداء العدوان الإسرائيلي من نساء وأطفال. وتتعرض النساء -يعتبرن أصلا فئات هشة- إلى الهشاشة أكثر فأكثر، فلا خصوصية في الحرب ولا رحمة لأحد. المرأة تصبح فجأة رقماً لا أكثر، وتختزل كل خصوصيتها واحتياجاتها ومعاناتها بإدراجها كرقم خانة الشهداء أو الجرحى أو النازحين. لكن ماذا كسرت الحرب في قلوب النساء، وكيف أثرت على أحلامهن، وكيف أثرت مجريات الحرب على صمودهن؟

المرأة الفلسطينية الصابرة

تقول المهندسة البيئية رنيم مدوخ: "يفتقر سكان غزة إلى أساسيات الحياة الإنسانية، بفعل العدوان المتواصل ومنع ادخال المساعدات الإنسانية، إذ لا يتوفر الطعام، ولا الماء، ولا الكهرباء، ولا خصوصية للنساء في مدارس الإيواء المكتظة".

وتضيف مدوخ لـ "آفاق": يواجه السكان تحديات مركبة بين القصف والترويع وانتشار الأمراض والأوبئة الصحية والبيئية، نتيجة غياب معايير النظافة والصحة، ونقص مياه الشرب والمياه النظيفة، ما يجعلهم يبحثون عن أدنى مقومات الحياة بصعوبة".

وتتابع: "بينما تعاني النساء الحوامل والمرضى من نقص الرعاية الصحية بسبب استهداف المستشفيات وتوقف عيادات الرعاية الصحية الأولية، فإن خدمات الرعاية الصحية للمصابات بالسرطان والأمراض المزمنة توقفت أيضاً، ما أدى إلى تفاقم حالاتهن الصحية ووفاة بعضهن".
وتؤكد مدوخ على أن الأوضاع الإنسانية في غزة تجاوزت حدود الكارثة، وأن النساء والأطفال يتحملون عبء الأزمة بشكل أكبر، إذ يواجهون خطر الموت بسبب عجز المجتمع الدولي والعربي عن وقف المجازر الجماعية المستمرة وضمان حماية المدنيين، ووقف الجرائم والانتهاكات ضد الإنسانية.
وبحسب حصيلة غير نهائية (أواخر آذار)، صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي ب غزة، فقد ارتفعت حصيلة العدوان إلى أكثر من 32 ألف شهيد، بينهم أكثر من 6150 طفلاً و9 آلاف امرأة.

تجويع ممنهج

تقول الشابة أسماء علي (32 عاماً) لـ "آفاق إنها اضطرت للنزوح ثماني مرات خلال الحرب، كان آخرها من بيت حانون إلى مدرسة غرب مدينة غزة. وتصف المواقف التي مرت بها بأنها "مرعبة". وتضيف: " كانت أياماً صعبة اضطررنا للنزوح من مكان لآخر وفي جنح الظلام تحت القصف والنار، دون أن نتمكن من جلب أي أغراض من البيت، وفي كل مرة كنا نحاول أن نؤسس مكانا يؤوينا من جديد".
وفي ظل شح الطعام والمساعدات الإنسانية وسياسة التجويع الممنهجة، تقول أسماء وهي تبكي، إنها تحرم نفسها من لقمة الطعام من أجل إطعام أطفالها الخمسة، الذين كانوا يصرخون ويبكون طوال الوقت من الجوع والخوف، جراء الانفجارات العنيفة التي كانت تهز المنطقة.
أصعب لحظة كانت تمر بها "أسماء"، حينما يطلب أبناؤها الذين أصابهم الهزال ونقص المناعة، الطعام وهي لا تقوى على توفيره، وتحاول أن تلهيهم بأي شيء.

كانت تشجع ابنتها "صبا" ذات الثمانية أعوام على الرسم، وتقول: رسمت ذات مرة مع ابن عمها بحرا وفيه أطفال، وأمنيتها أن تنتهي الحرب و"تروح على البحر وتأكل دجاج مشوي". وتختم أسماء قائلة: "أول ما تنتهي الحرب، حلمي أن أحمم أولادي وألبسهم واطعمهم كل شي، ونجلس معا في بيت آمن مستقر".

انعدام مقومات الحياة

تقول ماجدة التي تخرجت من قسم الهندسة الحيوية، وعملت في التجارة مع عائلتها: "كنت أفعل الكثير خلال يومي بينما اليوم أقضي طوال اليوم في الغسيل والعجين والطهي، كان الخبز متوفرا في المخابز، كذلك الطعام في الأسواق، وكنا نستخدم الأجهزة الكهربائية، ما أتاح لنا التفرغ للعمل وممارسة الهوايات". أما في ظل الحرب فانقلبت الأمور "الآن نخسر وقتا لأننا نحصل على كل شيء بصعوبة بالغة، تسرق منا هذه الحرب فرصنا في أن نشعر بإنسانيتنا ونطور أنفسنا، نحن الآن نقضي كل اليوم ونبذل كل الجهد لأجل لقمة عيش وكوب ماء".

تنص المــادة (17) من اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12 آب/أغسطس 1949 على أن: يعمل أطراف النزاع على إقرار ترتيبات محلية لنقل الجرحى والمرضى والعجزة والمسنين والأطفال والنساء النفاس من المناطق المحاصرة أو المطوقة، ولمرور رجال جميع الأديان، وأفراد الخدمات الطبية والمهمات الطبية إلى هذه المناطق".

وجاء في المــادة  (18)من نفس الاتفاقية: لا يجوز بأي حال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء النفاس، وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الأوقات.


أما المواطنة رندة علوش (47 عاماً) من حي الشيخ رضوان، ولديها طفلان وثلاث بنات، نزحت خمس مرات منذ بداية الحرب، وآخرها كانت الى خيمة في مركز الإيواء في ملعب الجزيرة، تقول: "استشهد زوجي، وكانت صدمة نفسية لي ولأولادي عندما وجدنا جثته متحللة في أحد الشوارع بعد نحو اسبوع، مشهد لا يوصف جراء القصف والترويع والحصار وسوء التغذية وقلة مياه الشرب".

وتضيف: "اللحظة الأصعب قبل النوم، عندما أُفكر بكيفية توفير الطحين، والماء للشرب والغسيل (..) وفي ظل قلة الطعام والخضروات اضطررنا لشراء المعلبات باهظة الثمن، وكنا نفرح كثيرا عندما نحصل على بعض المساعدات البسيطة".
وتتابع، أن ابنها (17 عاماً) ذهب مرات عدة لانتظار وصول مساعدات الطحين، واستطاع أن يجلب لنا الطحين مرة واحدة، لكن بعد المجازر التي راح ضحيتها العشرات من منتظري المساعدات، أخبرها ابنها أنه لا يود الموت من أجل الطحين.

بدورها، تشرح رندة واقع الحال، وتقول: "كل شيء هنا في طوابير، يقف ابني من السادسة صباحاً حتى الخامسة مساء لتعبئة جالون أو حتى نصف جالون ماء، وإذا تأخر قليلاً عن الطابور، نحرم من المياه ليوميين متتاليين، ناهيك عن حمل المياه مسافات طويلة".
وتضيف: "نعاني من إشعال النار التي تأخد احياناً أوقاتاً طويلة بسبب الرطوبة والأمطار، وحاولنا بوسائل بدائية عمل الخبز، ونعمل أحياناً رقاق الخبز على الصاج، إن توفر الطحين الذي يكون عادة قاسياً، ونمكث بضع ساعات لتجهيز الفحم والنار والصاج".

نزوح متواصل

كانت الشابة صفاء عبد العال (25 عاماً)، من منطقة الجلاء، تعمل قبل الحرب كمساعدة طبيب أسنان. نزحت عشر مرات منذ بداية الحرب، وآخرها كان الى خيمة في مركز الإيواء في ملعب الجزيرة، تقول: "نصحو ونحن نفكر ماذا نأكل، وماذا نشرب، واقع من الصعب التعايش معه لكنك مضطر لذلك، نفطر على كوب من الشاي فقط، ونأكل وجبة واحدة مسائية، حتى نتمكن من النوم بلا جوع".

تضيف عبد العال: "لقد عشت في كل أماكن الإيواء والنزوح وفي كل مناطق  قطاع غزة من مسشتفيات ومدارس وعند الأقارب والآن في خيمة، لدرجة أن الشظايا  وصلت إلى مخدتي في أحد الانفجارات العنيفة القريبة، ونجوت -بفضل الله- مرات عدة من الموت المحقق، كنا ننزح تحت النار، ونمشي مسافات طويلة نحو المجهول حاملين بعضاً من ملابسنا، كان التفكير فقط أن أبقى على قيد الحياة لأنني أحبها، وأريد استكمال حياتي وشغلي".

وتتابع: "أشعر أنني اعيش معاناة أجدادي والقصص التي كنت أسمعها منهم عن نكبة 48، النزوح بالنسبة لنا كنساء صعب جداً، والمجاعة أثرت علينا كثيراً، لدرجة أن وزني نزل 10 كيلو في آخر 3 أشهر، آكل وجبة واحدة في اليوم، لما يكون في قبالك طفل يبكي من الجوع وأنتِ أصلا جوعانة كيف بدك تتصرفي!"
ورغم ويلات الحرب والنزوح والتشتت والمجاعة، تقول عبد العال "الحرب صهرتنا في علاقات اجتماعية ونسيج اجتماعي واحد بين أهل الشمال والجنوب، لقد تكونت لدي صداقات حقيقية ستستمر حتى بعد الحرب، كنت أطير من الفرح عندما كانت جارتي في الخيمة تفقدني برغيف خبز، وهذا هو المعنى الحقيقي للتكافل الاجتماعي". وتتابع بالقول: أحاول استثمار الوقت باللعب مع الأطفال في الخيمة للتخفيف عنهم ولو بالقليل.

وعن أمنيتها، تختم عبد العال: "نفسي أرجع لحياتي الطبيعية ولخصوصيتي، تعلمت واشتغلت لتكون لي حياة كريمة أعيش فيها بأمان، وأمنيتي أن اجتمع مع عائلتي على مائدة رمضان بسلام وهدوء".

 

خاص بآفاق البيئة والتنمية

تصميم وتطوير