بسام زكارنة يكتب لوطن .. حقيقة ما يحدث في شينجيانج

05.04.2024 04:49 PM

جمهورية الصين الشعبية دولة فيها 56 قومية تتعايش بسلام وتحترم معابدهم وأماكنهم الدينية وتحافظ على احترام حرية العبادة لكل الأديان وتحترم حقوق الإنسان و تسعى بكل جهدها لإيصال شعبها بكل قومياته إلى الحياة الرغيدة وحجم التطور في منطقة شينجيانغ مهول يتقدم على معظم المناطق و لديهم حكم ذاتي والمساجد تم تسجيلها كإرث عالمي يتم الحفاظ عليها.

زرت مع وفد عربي يضم ١١ دولة واطلعنا على كل مناحي الحياة واختلطنا بالسكان وتحدثنا معهم وزرنا معهد إعداد الأئمة ومنهم من يحفظ القرآن، والمعلمون هم خريجين من الأزهر الشريف وايضا حفظة القرآن و لهم مكانة مرموقة في منطقتهم حيث الاغلبية من الإيغور المسلمين دخلوا الإسلام منذ القرن التاسع و ما زالوا يتمتعون باحترام شديد واهتمام للدولة حيث المدارس كأنها متاحف، وهذا موجود في مناطق أخرى مثل مقاطعة ننغشيا التي زرتها ايضا وصلينا في مساجدها العريقة كما صلينا في مسجد في العاصمة بكين وتجد المساجد في كل منطقة تزورها ، و تقدم لهم سنويا الالاف المنح للحج في مكة المكرمة، اذن ما حقيقة الدعاية الأمريكية والغربية التي تقول ان هناك استهداف للإسلام و المسلمين ؟!؟  وهل هناك اضطهاد لهم ؟ الإجابة ببساطة لا .

طبيعة ما يحدث ببساطة أن هذه المنطقة لها حدود مع ثمانية دول و مركز طريق الحرير منذ القدم و عند إعلان الصين عن مشروع الحزام و الطريق جن جنون أمريكا والدول الغربية وبدأت بتحريض السكان للانفصال عن جمهورية الصين الشعبية و لكن الصين ترفض الانفصال وتواجه بصرامة و تعاقب من يحاول التعاون مع الاعداء لضرب وحدة البلاد ، ولا تستهدف ديانه معينه ، وقد يقبل البعض فكرة دولة منفصلة و يقول حق الشعوب ان تقرر مصيرها إذا كان هناك اجماع و لكن ال ٥٦ قومية التي تعيش هناك واغلبها من الإيغور المسلمين ترفض هذا الانفصال و تقف مع وطنها ، حيث قالوا نعم نحن مسلمون ولكن وطنيون نريد ان نبقى جزء من دولتنا جمهورية الصين الشعبية و نرفض تقسيمها لخدمة أمريكا ودول الغرب، ويعلم الجميع ان جمهورية الصين الشعبية لها من القدرة على اخماد اي حركات انفصالية و لن تنجح امريكا في مسعاها كما نجحت في ادخال المسلمين في حرب مع روسيا في افغانستان و عندما خرج الروس قامت امريكا بذبحهم والسيطرة على كل مواردهم الطبيعية و فرضت عليهم قيادات تابعة لهم مثل كرازي،  قتلت ملايين بقصفها بطائرات ال بي ٥٢ فهل هذه الدولة تسعى لنصرة الاسلام و المسلمين، وهل ننسى ما فعلت في العراق و اليمن و ليبيا و سوريا و لبنان وليس آخرها حرق شعبنا وحرب الابادة الجماعية في غزة و هدم معظم مساجدها و حتى كنائسها و مستشفياتها و دمرت اكثر من ٣٠٠ الف منزل على رؤوس ساكنيها من المدنيين نساء و شيوخ و أطفال و ترفض حتى وقف اطلاق النار هناك ، فهل أمريكا مؤهلة ان تعطي دروس للصين بالأخلاق وهي الدولة التي لم تعتدي طوال حياتها على اي شعب او تحتل اراضي الغير و دوما تطرح المنفعة المتبادلة لكل الشعوب و اهم مبادئها المصير المشترك للبشرية  ونصرة الشعوب المحتلة و هل ننسى انها اعترفت بإسرائيل بعد اعتراف منظمة التحرير بها، هيهات .

جمهورية الصين الواثقة من سلوكها وأخلاقها والتزامها بالقوانين الدولية و الإنسانية فتحت حدودها للجميع لزيارة منطقة شينغيانج الايغورية ذاتية الحكم و لكل من يؤمن بحقوق الانسان و الوفود تزور المنطقة بحرية و تختلط بالسكان وتشهد ان الصين قدوة ونموذج بالأخلاق، و لديها نجاح في استقطاب ٥٦ قومية تلتف حول علم واحد في حين أن أمريكا و غيرها جعلت دول اخرى فيها ديانتين تشتبك فيما بينها، حتى ان هناك دول مسلمة خلقت أمريكا بينهم صراع سني شيعي و الحروب دمرت بلادهم وحرمتهم من التطور و التنمية و حتى الاستقلال.

ليس هدف الدعاية الأمريكية فقط تحريض سكان شينجيانغ على دولتهم و اشغالها بالإرهاب الداخلي بل تحاول بث دعايات كاذبة ان الصين تستهدف الإسلام لكي تضرب العلاقات المميزة بين الصين و الامة العربية و الاسلامية و تضرب التجارة بينهم فهل ينسى العرب دعم الصين للثورة الجزائرية والثورة الفلسطينية وكل الشعوب المظلومة، و هل ينسى العرب أن الصين كان لها الدور الرئيسي في منع حرب بين السعودية و ايران و وفقت بين الاخوة، امريكا اصبحت مفضوحة و تريد محاربة الصين و ان تستخدم العرب و المسلمين حطب لحربها و لكن الأمة العربية أصبحت تدرك تماما ان الامبريالية الأمريكية دولة نازية أيديها و أرجلها و كل ما فيها ملطخة بدماء المسلمين و دماء المضطهدين و الضعفاء في العالم .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير