أهل فلسطين يطالبون الاونروا: انشري تقريرك الداخلي حول تعذيب موظفيك في المعتقلات الإسرائيلية وشكلي لجان تحقيق

12.03.2024 04:14 PM

كتب *سامي مشعشع :  تقرير من ١١ صفحة أنجزته الاونروا فصلت فيه احتجاز السلطات الإسرائيلية لعدد من موظفيها وتعذيبهم والإساءة والاعتداء الجنسي عليهم وتعريضهم بالخصوص لإجراء "الإيهام بالغرق" (وهو نوع قاسي للغاية من ضروب التعذيب) وانتزاع اعترافات منهم تحت الإكراه بضلوعهم بأعمال مقاومة. وأشارت الاونروا تعليقا على التقرير ان هذه الاعترافات المنتزعة قسرا تم توظيفها بشكل فعال لشيطنة الاونروا ونشر اخبار مضللة بحقها بهدف اضعافها وحجب التمويل عنها وأملا بانهائها.

ذات التقرير والذي إطلعت عليه بعض وكالات الإعلام العالمية (وحاشا أن يتم اطلاع الاعلام الفلسطيني على التقرير مثلا فالوكالة لا تعيره اهتماما!) أفاد بان الانتهاكات بحق الفلسطينيين في غزة، والعاملين مع الاونروا من ضمنهم، شملت انتهاكات "جسدية ونفسية واسعة النطاق". واكتفت الوكالة بالإشارة بانها ستشارك تقريرها الهام هذا مع "وكالات داخل وخارج الأمم المتحدة " ذات الاختصاص.

الا يحق لنا نحن أصحاب القضية ان نرى التقرير؟ السنا "أصحاب اختصاص "!؟ الا يحق لأي جهة تمثيلية فلسطينية مثلا ان ترى التقرير؟ الا يحق لاتحاد العاملين بالاونروا ، كممثل قانوني للزملاء الذين تم تعذيبهم ، ان يطلعوا على التقرير أسوة على الأقل مع رويترز!؟ الا يحق للكيانات الفلسطينية كهيئة شؤون الاسري الاطلاع على التقرير؟

ادعاءات إسرائيلية باطلة بحق ٨ الى ١٠ من موظفي الاونروا، وبدون أي دليل ملموس، تلقفتها صحافة العالم بهوس عجيب وادعاءات باطلة تبنتها بحماسة ١٧ دولة داعمة للاونروا وعلقت تبرعاتها بسرعة البرق، وهى ذات الادعاءات التي شغلت ذهن الأمين العام وصدمت المجتمع الدولي وقيل انها صدمت حتى جامعة الدول العربية!! ادعاءات تسيدت المشهد لاسبوعين ويزيد كانت كافية لارتكاب مزيد المزيد من المجازر والقتل المفتوح — قتلا وذبحا بالكاد حاز على ذات التغطية التي حازت عليه حدوتة ال ٨-١٠ موظفي الاونروا من اصل ٣٠ الف موظف. لقد كانت هذه المسرحية غطاءا دمويا للابادة الجماعية المستمرة دون هوادة والتجويع. وكدلالة ان هذه الادعاءات كانت غطاءا للمجازر انظروا الى عديد الدول التي أرجعت تبرعاتها للوكالة "لغياب أي دلائل تثبت تورط حفنة من عاملي الاونروا". ما هذه الخفة؟ ما هذا التواطؤ؟

اذن يا وكالة غوث دولية :نريد ان نرى التقرير!
مرة اخري: من حقنا ان نرى التقرير. إننا نطالبكم بنشره على صفحتكم الإلكترونية. نطالبكم أن تعقدوا مؤتمرا صحفيا وان تعلنوا عن تفاصيله. نطالبكم أن تنتصروا لموظفيكم وان يكون صوتكم اكثر وضوحا وان يكون خطابكم الإعلامي والجماهيري والشعبي مع اللاجئين أكثر جرأة وانفتاحا.

ومن بعد نطالبكم ونطالب المؤسسة الام ،الأمم المتحدة، بتشكيل لجنتي تحقيق: واحدة للتحقيق بما تضمنه تقريركم هذا لتحديد ابعاده وتداعياته وطبيعة الاعترافات القسرية المنتزعة تحت التعذيب ومن المسؤل وكيف المحاسبة؟ ونطالب بلجنة تحقيق ثانية — كما طالبنا مرارا وتكرارا— للنظر في استشهاد ١٦٢ موظفا أمميًا فلسطينيا وعوائلهم قضوا في غزة منذ ٧ أكتوبر من العام الماضي والمطالبة بتعويض من نجوا من أفراد عائلاتهم ومحاسبة قاتليهم.

ادعاءات باطلة ضد حفنة صغيرة للغاية من العاملين تشكلت حولها ولها ٣ الى ٤ لجان تحقيق وفرق عمل ومراجعة سياسات وضوابط وتكثيف إجراءات الرقابة على الاونروا لدرجة خنقها، ولكن لم يضرب على الصدور ولم تتقدم أي جهة كانت بتشكيل اللجنتين المذكورتين أعلاه! أليس هذا بازدواجية فاقعة؟ اليس هذا يصنف بالكيل بمكيالين ؟ هل دماءنا أرخص ؟!

الاونروا مطالبة الان - وبذات الوقت الذي تشن عليها وعلينا حربا ضروس وكي لا يقال لنا تبريرا بان امامها تحديات أهم مما اطالبه بها — أن لا ترتجف وان لا يرتجف مسؤليها وان يقفوا بقوة ويردوا الصاع صاعين وان يدافعوا بشراسة إعلامية وقانونية وديبلوماسية جادة وبجهد مجتمعى (وهو شبه غائب اذ لا أحد داخل الاونروا يخاطب جموع اللاجئين الا فيما ندر) ليفندوا ويتهموا الطرف الاخر ويدينوا من يريد اذلال الاونروا وعامليها وتركيع غزة وتفكيك الاونروا والقضاء الى حق العودة.

تساؤلات مشروعة برسم الإجابة ومطالب عادلة برسم التنفيذ.

 * مختص بشؤون الاونروا

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير