حمدي فرّاج يكتب لوطن: من ارتدادات الطوفان بعد خمسة اشهر .. كش ملك

05.03.2024 01:17 PM

بين السابع من أكتوبر "طوفان الأقصى"  و الآن ، مرت خمسة أشهر ، كانت كفيلة بأن يرفع المرجفون اياديهم عن عيونهم و ان يسحبوا اصابعهم من آذانهم لكي يقفوا عند حقائق الأشياء و مسلماتها بدلا من يظلوا أسرى قراءاتهم الخاطئة او تمنياتهم الوردية المغرقة في الوهم النرجسي ، والبيات الانتظاري ان يقضي نتنياهو على حماس قضاء اجتثاثيا مبرما من غزة و الإقليم  وتتسلمها حكومة تكنوقراط تابعة للسلطة او للمنظمة و كلتاهما تابعتان للولايات المتحدة بمباركة النظام العربي.

لو صرخ او همس احدهم أيا كان بأي لغة كانت : "كش ملك"، ترى من هو هذا الزعيم الذي سيظن انه هو المقصود فيقوم بتحسس عرشه من تحته ؟ أظن انهم كل زعماء العرب ، و كلهم كما نعلم ملوك لهم عروش ، و لن ندخل هنا في تفصيلات التواطؤ و التآمر و الصمت المجرّم ، فيكفي حقيقة دامغة واحدة تاريخانية ، و هي انه بعد مضي خمسة اشهر لم يتمكن زعماء هذه الامة من محيطها الى خليجها بما تملك من جيوش و مقدرات و خيرات و أموال من ادخال أطعمة تسد الأود و الرمق  ليتحول مليوني عربي و مسلم الى شعب من الجياع . بالطبع ، سيتحسس عرشه الرئيس المسلم الذي كأنه اسقط من دينه الحنيف حديث الرسول "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" .

بين السابع من أكتوبر و اليوم ، أصبحت حماس كحركة وطنية ، قادرة على مواجهة جيش عالمي مدعوم بكل مقومات الدعم الدولي برئاسة الدول العظمى من أمريكا الى بريطانيا الى فرنسا الى المانيا الى هولندا ، الى حلف النيتو الى الاتحاد الأوروبي ، و بعد خمسة اشهر تنصل كل هؤلاء – على الأقل كلاميا - عن دعمهم و مساندتهم لهذه الدولة التي حطت رؤوسهم في الوحل و الحضيض .

لم يستطع هذا الجيش الذي لا يقهر ان يهزم كتائب هذه الحركة على مدار خمسة اشهر ، بل استمرت تقاومهم و توقع فيهم الخسائر البشرية اليومية ، حتى صبيحة هذا اليوم ، تنتظرهم و تتربصهم . لم تكن الخسائر البشرية او المعدات العسكرية هي فقط التي سجلتها المقاومة في صالحها ، و لا الفترة الطويلة التي استغرقتها و استنزفت من خلالها هذا الجيش الذي طالب بملحاحية زيادة مدة الخدمة الاجبارية النظامية و الاحتياطية ، تجنيد المتدينيين الذين ظلوا معفيين من هذا "الشرف" غير المشرّف بالنسبة لهم فخرجوا في مظاهرات لرفضه و لفظه "نموت و لا نتجند"، و أخيرا تجنيد نحو سبعة الاف جندي جديد لتعويض من قتلوا او اخرجوا من الخدمة "حيّدوا" في الأشهر الخمس .

كش ملك ..    من ضمن من سيتحسس عرشه ، جو بايدن الذي لا تعطيه استطلاعات الرأي ما يمكّنه من الاحتفاظ بعرشه . أما نتنياهو ، ملك اليهود الجديد ، فانه لن يكون له عرش يتحسسه ، ان لم يذهب الى السجن الاممي جراء محاكمته في العدل الدولية ، بتهمة تحويل "إسرائيل" الى داعش أو الى ما هو أسوأ على ذمة رئيس البرازيل و كولومبيا و تركيا ، فسوف يذهب الى السجن الإسرائيلي .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير