حمدي فراج يكتب لوطن: شريعة هولاكو

20.10.2023 01:24 PM

 

لا نستطيع العيش في الضفة، اقصفونا كبقية اخوتنا في غزة، فنحن كما تعرفون شعب واحد، وهنا لن تجدوا صعوبة في طردنا، فمفاتيح الجسر في يدكم.

في عام 1948، عام النكبة، او عام ما يسمى "استقلال إسرائيل"، لم تكن "حماس" موجودة، و لا فتح او الجبهة ، لكن النضال كان موجودا ، و جذوته كانت مشتعلة ، اليوم ، و بعد 75 سنة تريد "إسرائيل" إبادة حماس لكي تأمن ان لا تكرر طوفانها ، ألا يتطلب ذلك القضاء على أخواتها ؟ كالجهاد و الشعبية و فتح المتمردة ؟ في الواقع فإن "إسرائيل" بدأت استهداف أخوات حماس في الضفة قبل استهدافها في غزة على مدار العامين الماضيين ؛ كتيبة جنين ، عرين الأسود ، عقبة جبر ، مسح حوارة ، مسح جنين ، مسح ترمسعيا ، مسح الشيخ جراح ، مسح المسجد الأقصى ، مسح الكنائس والاديرة ، بل و مسح المسيحيين كلهم من فلسطين (في معرض إبادة غزة قصفت كنيسة ارثذوكسية و مستشفى معمداني ، و قبلها استخدموا البصق في القدس).

تعرف "إسرائيل" بالتأكيد، ان حماس لها من يدعمها بالمال والسلاح ، وبالتحديد حزب الله و من ورائهما ايران ، و تعرف انهما "متورطان" في "الطوفان" ، و بالتالي يتوجب عليها معاقبتهما والنيل منهما بعد ان تبيد حماس ، لانهما سرعان ما سيعيدان بناء حماس من جديد ، واذا كانت إسرائيل قد قررت إبادة غزة ، لان الشعب كله متورط مع حماس ، او لانهم مجرد "حيوانات بشرية" ، فكيف ستفعل مع ايران ؟

لقد قصفت غزة من الجو والبر و البحر على مدار الساعة طوال أسبوعين ، ليلا و نهارا ، جوا و بحرا ، قتلت الاف الأطفال والنساء والشيوخ على الهواء مباشرة ، قصفت المنازل و الأبراج و المقرات و المساجد والمدارس و الكنائس و المستشفيات فوق رؤوس سكانها ، سوّت مناطق كاملة بالأرض ، و لاحقت النازحين الى "المناطق الآمنة" ، منعت الدواء و الكهرباء و الغذاء و الماء ، قصفت معبرها الوحيد ، قتلت طواقم الأطباء و الإسعاف و الإغاثة و الصحفيين ، طلبت منهم الهجرة الى مصر ، ناسية ان معظم هؤلاء الناس لم يكونوا في غزة ، بل لجأوا اليها إثر النكبة ، و كما قال الرئيس المصري : ستلاحقونهم بعد بضع سنوات في العريش و سيناء ، لانهم لن يسكتوا عما فعلتموه بهم . وزير الخارجية الأردني  بدوره ، استنبط الموضوع واعتبر مأساة غزة بروفة لتفريغ الضفة و تهجير شعبها الى حياضه ، لن يسكت و ستقومون بملاحقته على تراب الأردن  . فإذا لم تكن كل هذه الممارسات الرهيبة في هذا الوقت القياسي إجرامية وارهابية و تنتمي للشريعة الهولاكية ، فماذا تكون شريعة هولاكو .

من ضمن الوجوه التي جاءت تبايع الضيف على ضفاف الطوفان خليل الوزير و سمير القنطار و شيرين أبو عاقلة و الشيخ امام يغني باللهجة المصرية : يا فلسطينيه والبندقاني رماكو / والصهيونيه تقتل حمامكو حداكو / يا فلسطينيه وانا بدي اسافر حداكو / ناري في ايديّه ، وايديّه تنزل معاكو / على راس الحيه وتموت شريعه هولاكو .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير