د.محمود الفروخ يكتب لوطن ..المستوزرون الجدد وحكومة إشتية

03.09.2023 03:15 PM

مع تسارع وتيرة الحديث عن اجراء تغيير أو تعديل على حكومة الدكتور محمد اشتية، تسارعت معه وتيرة أهواء المستوزرين الجدد الطامحين الى الظفر بأي من الوزارات المستهدفة سواء بالتعديل أو التغيير الكامل على الحكومة، ولأن للإستوزار صفات ومواصفات ربما مختلفة نوعا ما عن المناصب العامة الاخرى أصبح الحالمون بهذا الكرسي كثر، وكلما طال أمد التغيير أو التعديل المزمع على اجراءه على الحكومة ارتفعت معه بورصة الاسماء والشخصيات المستوزرة، وانتشرت القوائم الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة مجموعات الواتس أب المغلقة كالنار في الهشيم، وغالبا ما يتم كتابة هذه القوائم في المقاهي والصالونات السياسية في مدينة رام الله  من باب تلميع بعض الاسماء وجعلها تتداول بين الجمهور لعل وعسى أن يكون لها حظوظا مستقبلية أو ترشيحها لمناصب أخرى، ولكن الملفت أن المستوزرين هذه الايام شحذوا الهمم ولبسوا البدل وربطات العنق المزركشة وهاموا بالمشاركة بكثافة في افراح الناس وأتراحهم وفي الندوات والمؤتمرات والوقفات التضامنية وورشات العمل خصوصا في بيوت عزاء الشخصيات السياسية والأمنية وأقاربهم لعلهم يصادفون أحد المسؤولين الهامين والمؤثرين الصانعين والمرشِحين لوزراء ومن الطباخين الاساسيين في أكلة الحكومة الفلسطينية.

لقد كنت في أحد بيوت الأجر الاسبوع الماضي لشخصية أمنية هامة رحمه الله واذا أمامي صدفة أحد "المؤالشين" أي الطامحين للوزارة كان "لابس ومتئنتك " ، ولحسن حظه أن شخصية من العيار الثقيل جدا كانت في استقبال المعزين وعندما وصل له وهو أمامي مباشرة همس في أذنه وقال له أنا فلان الفلاني لا تنساني معاليك ودير بالك علي في التعديل فضحك معاليه وهز رأسه له.

أكثر ما يقوم به المستوزرين الجدد هذه الايام هو الحجيج الى مكاتب المسؤولين المؤثرين حول الرئيس محمود عباس الذي له اليد العليا في نهاية المطاف بالموافقة على اسماء الوزراء بغض النظر كان تغييرا أم تعديلا، فتجدهم مرابطين منذ ساعات الصباح وحتى ساعات المساء في مكاتب هؤلاء المسؤولين ينتظرون ولو خلسة ولدقائق معدودة مقابلة هذا المسؤول أو ذاك أو حتى السلام عليه من أجل تذكيره بأنهم يستحقوا أن يكونوا مرشحين ويتملقون لهم طمعا في كسب ودهم في ان يكونوا من الحالفين اليمين.

ومع تفشي أنفلونزا التوزير بدى واضحا على العديد من المستوزرين الجدد أعراضا جانبية نتيجة تفاعلهم مع وهم الاستوزار فبعضهم من قام بنبش تاريخه النضالي والبحش فيه على صفحته الشخصية على الفيس بوك وبدأ ينشر صوره عندما كان أسيرا داخل سجون الاحتلال أو صورة لأخيه الشهيد او لبيته الذي هدمته اسرائيل أو عندما كان مطاردا أو عندما كان قائدا في الشبيبة والتنظيم وهؤلاء حظوظهم ليست قوية في الاستوزار لأن " موديلهم أنتهى" وأصبحوا موضة قديمة، أما البعض الاخر منهم فنشر له صورا مع مسؤول كبير من صانعي الوزراء والمحافظين والسفراء والوكلاء والمدراء ونعته ووصفه بأنه قائد بحجم وطن او قائد بحم كوكب وهؤلاء فرصتهم أقوى بكثير من المستوزرين المتباهين بتاريخهم النضالي لأنهم في الغالب من قوم تبع ويجيدون لغة التدبيك والتسحيج والتطبيل والرقص السياسي وزواج المصلحة بين المال والسياسة والانفتاح على الاخر وهؤلاء بالإمكان اطلاق عليهم مسمى " الوطنيون الديجيتاليون "  .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير