فارس الصرفندي يكتب لوطن.. العاروري البزة العسكرية وامكانيات المحور

30.08.2023 07:49 AM

اثارت الصورة التي انتشرت في الساعات الاخيرة للشيخ صالح العاروري وهو يرتدي البزة العسكرية ويجلس الى مكتب امامه بندقية الكثير من الاسئلة ، السؤال الاهم كان هل الصورة هي رسالة الى قادة الاحتلال الذين هددوا رسميا باغتياله بوصفه العقل المدبر للعمليات الفدائية في الضفة الغربية ؟

واضح تماما ان الرجل بعد الرسائل التي ارسلها في مقابلتين منفصلتين- لصالح الميادين والاقصى - اراد ان يوجه رسالة عملية فحواها انه مستعد للحرب المقبلة ، وتنازل السياسي عن بدلته لصالح البزة العسكرية لا يتم الا في المعارك وهذا يعني ان الرجل اعتبر التهديد الاسرائيلي ورده عليه هو بداية المعركة التي تبدو قريبة جدا، ووجود السلاح على المكتب الذي يجلس عليه رسالة بانه مستعد للموت الذي يعدونه به والصورة شبيهة بالتي انتشرت في العام ٢٠٠٢ للرئيس الراحل ياسر عرفات وهو يجلس على المكتب وسلاحه امامه ويتحدث بالهاتف ، في تلك الفترة كان شارون يهدد باغتيال عرفات وخرج عرفات على قناة الجزيرة ليرسل رسالة يومها انه مستعد للموت شهيدا ولن يكون اسيرا او مطاردا.

الزميل الصحفي علام صبيحات اعتبر الهواتف المتعددة على سطح المكتب رسالة ان المحور على اتصال دائم، والحقيقة قد تكون قراءة المشهد صحيحة لكن يضاف اليها ثقة الرجل التامة عندما اعتبر ان اي عملية اغتيال ستشعل حرب على كل الجبهات ولا اظن ان العاروري ساذج كي يتحدث عن حرب متعددة الجبهات ما لم يكن واثقا من حلفاءه الذين اصبحت لديهم امكانيات قادرة على دك مواقع الاحتلال الاستراتيجية، ولو ربطنا تهديد العاروري بخطاب السيد نصر الله قبل اسبوعين والذي هدد خلاله الاحتلال باعادتهم الى العصور الحجرية وذكره جزءا من بنك الاهداف للمقاومة سنفهم تماما ان العاروري يتحدث بناء على اطلاعه على قدرات محور المقاومة وبناء على التنسيق العالي بين كافة الاطراف ، بكل حال من الاحوال من تابع صفحات وسائل التواصل الاجتماعي سيدرك حجم التاييد الذي حصده الرجل خاصة في صفوف الحركة التي يقف على راسها ، وفي مقال سابق قلت ان العاروري رجل المحور الاستراتيجي وهذا ما اكدته الاسابيع الاخيرة بان العاروري ليس رجلا عاديا في المحور بل هو جزء من قيادته الحالية .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير