حمدي فرّاج يكتب لوطن: التهديد باغتيال العاروري.. وذكرى اغتيال أبو علي مصطفى

28.08.2023 10:25 AM

عدت الاغتيالات محورا أساسيا في العقلية الصهيونية ليست بالضرورة مرتبطة بواقع الكيان اللحظي ، كما يحاول البعض السياسي الفلسطيني تبرير و تخريج التهديدات المشتعلة اليوم باغتيال القائد الحمساوي صالح العاروري ، من انها تعود لحالة تآكل الردع لدى الكيان من ناحية ، وارتفاع وتائر المقاومة المسلحة في الضفة الغربية من ناحية أخرى . و بالنظر الى تاريخ الاغتيالات الإسرائيلي الحافل و الذي تجاوز المئة منذ احتلال 67 بحق القيادات الفلسطينية ، نجد انه جزء أساسي من العقلية الانتقامية الدموية .

ابتدأت الاغتيالات في و قت مبكر ، نذكر من ابرزها غسان كنفاني 1972، النجار والكمالين عدوان و ناصر 1973 ، باسل الكبيسي ، علي سلامة في لبنان ، زهير محسن في باريس ، باسم سلطان في قبرص ، خالد نزال في أثينا   ، خليل الوزير في تونس ، فتحي الشقاقي في مالطا ، سمير القنطار في دمشق . و خلال الانتفاضة الثانية تمت تصفية معظم قيادات الصف الأول في حركة حماس ؛ يحيى عياش ، صلاح شحادة ، إسماعيل أبو شنب ، الرنتيسي ، حتى طالت الشيخ القعيد أحمد ياسين الخارج لتوه من صلاة الفجر ، و لم تتوانى يد الاغتيالات ان تمتد - بعد السلام - الى ان تطول محمود المبحوح في دبي و محمد الزواري في تونس و فادي البطش في كوالالمبور ، اما في السنوات القليلة الماضية فتركزت يد الاغتيال في صفوف الجهاد الإسلامي .

لا تعبأ المقاومة ، قديمها و حديثها ، بالتهديدات المعادية ، و لا بالاغتيالات ، بل ترى ان استهدافها يميزها و يقويها في أوساط الجماهير الفلسطينية و العربية على حد سواء ، و يكسبها احتراما يصل حد التقديس الروحي و المعنوي من جهة ، و تقديم استحقاقات مادية "مالية و عينية" علنية او سرية ، و ما قضية مهندس الطيران التونسي محمد الزواري الذي تم اغتياله في صفاقس الا مثالا صغيرا على ذلك .  لكن قضية قاسم سليماني موضوع آخر ، فقد اعتمده إسماعيل هنية "شهيد القدس" ، و عباس زكي جيفارا الشرق الأوسط .

اما التهديدات المضادة من قبل الفصائل كافة ، ردا على اغتيال العاروري او أي قيادي فلسطيني آخر ، فهو لم يرق بعد الى ان يتم اختيار قائد إسرائيلي بعينه و القيام باغتياله ، و لن تتردد إسرائيل في اغتيال العاروري اذا ما تأكد لها ضلوعه في عملية الخليل و قبلها عملية حوارة ، فقد وصل الامر بنتنياهو ان يهدد ايران اذا ما ثبت انها تقف خلف مثل هذه العمليات تمويلا و تسليحا . لكن لن يتجرأ نتنياهو على اغتيال العاروري في لبنان بعد تهديد حسن نصر الله إسرائيل من مغبة القيام بذلك على ارضه .

اليوم ، تتصادف تهديدات اغتيال العاروري بالذكرى السنوية الثانية و العشرين لاغتيال أمين عام الجبهة الشعبية أبو علي مصطفى ، و لربما انه القيادي الفلسطيني الوحيد الذي تم الرد على اغتياله باغتيال قيادي إسرائيلي برتبة وزير بعد اقل من شهرين على قصف مكتبه في رام الله ، و الوحيد الذي اسمي الجناح العسكري للجبهة على اسمه بعد عز الدين القسام الذي استشهد قبل انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير