حمدي فراج يكتب لوطن.. وحدة ساحات أم ان كل ساحة تقلع شوكها وحدها

18.08.2023 09:25 AM

وطن:  إذا ما استفحلت أمور السجون ، و استمرأ السجان في ممارساته واجراءاته العدائية ضد الاسرى ، و ذهب الألف اسير بعيدا في اضرابهم المفتوح عن الطعام ، دون ان يكون هناك ردا فلسطينيا نوعيا يرقى الى نضالهم المتقدم ، فاعلم ان "وحدة الساحات" ما هو الا مجرد شعار فارغ ، طرحه امين عام فصيل لمجرد اعتقال أحد رموزه في جنين قبل سنة ، و ما زال هذا الأسير اسيرا حتى اليوم .

أولا : لا ينفع طرح شعار كبير مثل هذا الشعار ، إزاء فعل صغير ، كالذي يتمثل في اعتقال شخص ، في حين نشهد اعتقال عشرات الأشخاص في كل يوم ، بل و نشهد قتلا و اغتيالا بالجملة و المفرق .

ثانيا : لا ينفع اطلاق مثل هذا الشعار من فصيل واحد ، على اعتبار ان كل الساحات تختزن في صفوفها أعضاء و قيادات و متماثلين مع معظم الفصائل ان لم يكن مع كلها .

ثالثا : لا يفترض ان يفهم من طرح الشعار الكبير "وحدة الساحات" ان يكون الرد بالصواريخ من غزة ، و التي ستكون ممنوعة من قبل الفصيل الحاكم ، فغزة فيها شعب يحتضن المقاومة و المقاومين ، و على رأس هؤلاء المقاومين الاسرى الذين يتعفر المئات منهم في قيدهم منذ عشرات السنين ، جزء كبير من هؤلاء هم اسرى غزيون ، يمتازون سلبا عن بقية اخوتهم من الضفة انهم ممنوعون من زيارة ذويهم .  أين ذهبت مسيرات العودة بالالاف وعشرات الالاف ، اين ذهبت البلالين الحارقة .

رابعا : رام الله جزء أساسي من الساحات ، و تستطيع ان ترد ردا موجعا و مؤثرا إزاء ما يحدث مع الاسرى ، و تعرف رام الله أكثر من غيرها ، ان ما يحدث مع الاسرى ليس ما انتهى اليه الوضع قبل يومين في النقب ، بل منذ تسلم بن غفير مصلحة السجون قبل ثمانية اشهر و بدأ بقطع المياه عن الاسرى و تقنين الحمام ، بل يفترض في رام الله ان تتذكر الأسير القائد ناصر أبو حميد الذي رفضت حكومة "بينيت / لابيد" اطلاق سراحه ليعش آخر أيامه في حضن امه  ، فلم يطلقوه حيا و لا ميتا .

خامسا : وحدة ساحات فلسطين ، حقيقة واقعة وبديهية ، لم نكن بحاجة لتأكيدها او لتذكيرنا بها ، و كان الشعب الفلسطيني يهب بطرائقه الخاصة لينتصر الى البقعة / الساحة التي تقوم إسرائيل بارتكاب فظائعها بحقها و حق أهلها ، لكن الأمور تغيرت دراماتيكيا بعد مجيء السلطة و بعد "تحرير غزة" وامتلاكها صواريخها ، و بعد تصريحي "سيف القدس" و "وحدة الساحات" .

سادسا : في خضم معركة الاسرى و التي ابتدأت باضراب الف اسير عن الطعام ، اما ان نثبت لهم اننا في وحدة ساحات ، و انهم في الساحة الامامية المتقدمة ، والبقية عبارة عن ساحات ثانوية ، او ان كل ساحة مستقلة بحد ذاتها ولا يهمها ما يحدث في بقية الساحات حتى لو كانت ساحة الاسرى .

قال مظفر النواب عن حزبي البعث في سوريا و العراق : قالوا بالوحدة / لكن زادوا القطرية ذيلا قبليا .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير