خاص 'لوطن' بالصور... مصنع مخللات يؤرق أهالي عتّيل والاقتصاد تقول إنه 'مستوف' للشروط

05.10.2013 02:15 PM

طولكرم - وطن - سامي الساعي: اشتكى سكان "جبل شحادة- المصرية" جنوب بلدة عتيل (شمال طولكرم)، من الظروف الصحية والبيئية "الصعبة" التي يعيشونها منذ أعوام، جراء الدخان والغازات والروائح الكريهة، المنبعثة من مصنع "دليلا" للمخللات، الواقع أسفل وادي مصّين القريب منهم.

ويقع المصنع على 16 دونمًا من أراضي دير الغصون ويقابل جبل شحاده - المصريه بعتّيل، ويستفيد منه آلاف المزارعين الذين يزودونه بمنتجاتهم الزراعية، لكن أهالي عتّيل يقولون لـ"وطن" إن إدارة المصنع "تتخلص من المخلفات في الوادي، بدلا من تجميعها والتخلص منها في مناطق بعيدة عن السكان، ما يشكل ضررا بيئيًا وصحيًا خطيرًا على سكان المنطقة، إضافة إلى أنها مرتعٌ للحشرات والقوارض".

وتوجهت بلدية عتيل بطلبات عدة للجهات المسؤولة، وتحديدًا لرئيس الوزراء السابق سلام فياض، ووزير الاقتصاد الوطني السابق جواد ناجي، من أجل الكشف عن مكان مخلفات المصنع، لكن "دون حل جذري، وتعامل جدّي، ينهي معاناة مئات العائلات المتضررة" حسب وصف مصدر في البلدية.

وقال مفتش صحة البيئة في بلدية عتيل فارس ناصر لـ"وطن"، إنه تابع القضية منذ بدايتها، وتوجه بطلب لوزارة البيئة والحكم المحلي والمحافظة، بضرورة إرسال لجنة مختصة تقف على الأضرار البيئية والصحية الخطيرة التي يتسبب بها المصنع.

وأكدّ أن محافظ طولكرم السابق طلال دويكات، أبلغه أن لجنةً ستحضر إلى المكان وتصطحبه للاطلاع على المكان، وفوجئ أن اللجنة حضرت دون مرافقته، حيث تواصل مع المحافظ بهذا الشأن، الذي أبلغه أنها اطلّعت على المكان.

بدوره، قال مدير عام مديرة صحة طولكرم سعيد حنون لـ"وطن": تم إخطار إدارة المصنع بضرورة معالجة المصدر والضرر، وفي حال لم يتم الالتزام سيتم إحتالته للجهات القانونية، وبالفعل تمت إحالته للقضاء سابقًا.

وقال إن "معالجة الخلل فقط بوجود مجاري للتخلص من مخلفات المصنع، لا أن يتم التخلص منها في الوادي".

توجهنا لبعض العائلات التي تقطن قبالة المصنع، وهي المتضررة بشكل مباشر نتيجة مخلفاته.

ومن المواطنين التقينا عروة دقة، الذي يقطن قبالة المصنع منذ أربعة أعوام، ويستقبل ضيوفه في غرفة مغلقة تماما، رغم أن بنايته تقع على جبل، وفيها نوافذ كثيرة من شأنها جعل غرف منزله مرتعًا للهواء النقي..

طلبتُ منه فتح النوافذ، إلا أن الروائح كانت سيئة جدًا، ولا يمكن تحملها لفترة طويلة، حتى أن صداعًا يصيب الرأس نتيجة استنشاقها.

يقول دقة: لا نفتح نوافذ منزلنا، ونخجل من استقبال الضيوف، كأننا نعيش في زنزانه حقيقية.. توجهنا إلى أكثر من جهة لتخلصنا من هذه الآفة، دون جدوى.

المواطن نادر العلي، يقول إن عائلته تغسل المنزل جزئيًا بشكل يومي، وبشكل كامل كل أسبوع جراء الدخان المنبعث من المصنع، عدا عن الأوجاع التي تصيب أفراد العائلة في الرأس، وضيق في التنفس.

وتحدث المواطن هشام ظاهر عن أصوات مرتفعة للماكنات والمعدات، وحتى صراخ للعمّال داخل المصنع، إضافة لما يسببه من روائح وأضرار صحية وبيئية.

وأضاف ظاهر أن إصابات عديدة بمرض السرطان رُصدت في الحي الذي يقطنه، وصلت إلى خمسة، ومن الممكن أن يكون المصنع أحد المسببين لها.

بدوره، قال مدير مكتب وزارة الاقتصاد الوطني في طولكرم كمال غانم لـ"وطن"، إن (شركة علي إخوان الزراعية- مصنع دليلا للمخللات)، مستوفية لمعظم الشروط المطلوبة منه، وحاصلة على ترخيص يجدد سنويًا، ووقّعت على تعهد خطيّ يلزمها توفير كل ما طلب منها، ومنها معدات النضخ التي تستخدم لتجميع المخلفات ونضخها في مكان بعيد عن السكان.

وقال، إن هناك شكوى من بلدية عتيل ضد المصنع، تتحدث عن مخالفة وضرر صحي وبيئي في المنطقة، لافتا إلى أن لجنة مختصة توجهت للمكان في 14/1/2013 وخرجت بتوصيات ومعطيات عديدة.

وأكد غانم أن المصنع يتابع ميدانيًا بشكل مباشر، مضيفًا "المصنع يحمل جزءًا من الخلل، والبلدية تحمل جزءًا آخر، إضافة إلى المواطنين الذي اعتدوا على حرم الوادي، كما قاطني المنطقة الشرقية الذين يتخلصون من مياه الصرف الصحي فيه، وهذه مخالفة يجب متابعتها من الجهات ذات الاختصاص".

وعلمت "وطن" أن بلدية عتيل، تدرس التحرك بشكل جدي، من خلال سكّان البلدة، حيث ستعمل على تنظيم اعتصامات وتحركات من شأنها الالتفات لهذا المصنع وأضراره الصحية والبيئية على المنطقة.

تصميم وتطوير