صلاح موسى يكتب لوطن..سيادة الرئيس لا تُعيَن نائبا لك ولا تخضع للضغوط

01.07.2023 10:58 AM

الرئيس يبلغ من العمر 88 عاما امد الله بعمره، وما زال يتمتع بصحة جيدة واشاراته الحيوية افضل ممن يترقبون مرضه و/او وفاته، ومن الطبيعي ان يتعرض اي انسان بسن الرئيس لامراض واجهاد مستمر، الا ان الجهات الامنية والسياسية الاسرائيلية وبعض الجهات الاخرى تحاول ان تصنع من اي وعكة صحية يتعرض لها الرئيس الى ازمة، كي ينهار ما تبقى من منظومة، او للضغط عليه كي يسلم الحكم و/او يخرج من الحياة السياسية.

يدرك الرئيس ان "اسرائيل" لا تريد شريكا سياسيا فلسطينيا وانها هي من منعته من اجراء الانتخابات تحت تهديد ووعيد نقله له رئيس جهاز الشاباك في حينه، وان سعي "اسرائيل" يتركز حول تعميق حالة التمزق الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية، فانتقلت من مرحلة مأسسة الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة الى مرحلة تمزيق ما تبقى من وجود معنوي ووظيفي للسلطة في مناطق الضفة الغربية ، السؤال المطروح لماذا ما زال ابو مازن يرفض تعيين نائبا له؟

1. يدرك ابو مازن ان "اسرائيل"وبعد ان فصلت الضفة عن غزة والقدس عن محيطها الحيوي وطبعت مع عدد من الدول العربية انها تحضر وتجهز البنية التحتية المادية والمعنوية لفكرة الانفصال داخل الضفة الغربية من خلال شق الطرق وبناء رأي عام اسرائيلي واقليمي ودولي لتصفية القضية الفلسطينية وان الحل الوحيد لوقف حالة الصدام بين الفلسطينين والمستوطنين هو الانفصال الفيزيائي من خلال تخصيص طرق ومسارب بحيث لا يكون هناك اي احتكاك بينهما، وكأن الاحتلال وجيشه يقدم للعالم ان دوره الفصل بين مجموعتين بشريتين ليس الا، وينسى ان المستوطنين والاحتلال هما اساس الداء.

2. يدرك ابو مازن ان "اسرائيل" تبحث عن شريك فلسطيني يقبل سياسيا وامام الرأي العام الدولي بالانفصال داخل الضفة الغربية، وبذات الوقت لا يتحدث عن الوحدة السياسية للشعب الفلسطيني في كل من فلسطين التاريخية وفي الخارج.وعليه فقد يكون تعيين نائب للرئيس هو الملاذ لذلك اما في حال اجراء انتخابات فانه لن يكون هناك فلسطيني واحد يقبل باي صيغة غير وحدة الاراضي الفلسطينية وبناء الدولة.

3. "اسرائيل" ان لم تجد شريكا في مشروعها فانها ماضية فيه وتخلق الحقائق على الارض الى حين نضوج الحالة الفلسطينية وقبولها بذلك، كما حصل بعد ان اعادت "اسرائيل" احتلال الضفة الغربية بعد عملية ما عرف "بالسور الواقي" حيث ان السلطة بقية ترفض اي تعاون امني او نشر لقواتها في المدن طالما ان "اسرائيل" تستبيح المدن والقرى المصنفة مناطق (أ) الى ان حصل الانقسام ورضيت السلطة مذعنه بنشر قواتها في المدن رغم ان "اسرائيل" عمليا غيرت الملحق الامني من اتفاق اوسلو. وما زلنا نعاني من اثار هذا القرار.

4. ابو مازن يدرك ان تعيين نائب له يعني ان "اسرائيل تستطيع التخلص منه في اي وقت وفي اي فرصة بحيث تمنعه من العودة الى البلاد بعد ان يغادرها، فطالما ان هناك نائب يستطيع ان يدير الامور لحين عودة الرئيس، وهذا بالطبع لن يتم ومع الوقت سيصبح وجوده غير ذي صله.

5. يدرك ابو مازن ان "اسرائيل" والغرب حاولوا التخلص من ابو عمار عندما سوقوا فكرة انشاء منصب رئيس وزراء حيث قاموا بتعديل القانون الاساسي الفلسطيني من خلال المجلس التشريعي لتقليص صلاحيات الرئيس ابو عمار وكانت هذه الخطوة الاساس للتخلص من ابوعمار، وعليه يدرك الرئيس ابو مازن ان ما يطلب منه اكثر خطورة في ظل غياب المجلس التشريعي. .

6. يدرك ابو مازن ان "اسرائيل" وامريكا عندما يضغطون لغايات تعيين نائب للرئيس بهدف تابيد الانقسام السياسي وحرمان الشعب الفلسطيني من وجود جهات منتخبة سياسية يختارها الشعب الفلسطيني ، وعليه فان الرئيس برفضه المستمر بتعيين نائب له يهدف الحفاظ على ما تبقى من اشلاء النظام السياسي وعلى الاطراف كلها ان تقبل وعندما يحين القدر وعند الحاجة بضرورة اجراء انتخابات شاملة حتى يتم اختيار رئيس للشعب الفلسطيني عن طريق الانتخابات.

7. ابو مازن يدرك انه بمجرد تعيين نائب له قد يقود الى الانقلاب القانوني و/او السياسي عليه و/او تحييد دوره تحت شعار العمر و/او لاي سبب سينضج من في حالة معينه.

8. ابو مازن يدرك ان تعيين نائب له قد يؤدي الى اختلال في موازين القوى داخل حركة فتح واحداث مزيد من الانقسامات داخل حركة فتح ويدعو الى تحالفات جديدة بين اطراف داخل فتح مع حركة حماس والجهاد الاسلامي مما يؤثر على مستقبل الخارطة السياسية الداخلية.

وعليه يجب التنبه لابعاد تعيين نائب للرئيس، ويجب التوقف عن الضغط على الرئيس لتعين نائب له، ونقترح اطلاق حملة منظمة وواسعة شعبيا من قبل مؤسسات المجتمع المدني والقوى السياسية والمجتمعية عنوانها لا لتعيين نائب للرئيس والدعوة العملية لاجراء انتخابات حرة وشاملة ويجب احياء مبادرة الرجوب العاروري من جديد.

لذا سيادة الرئيس لا تخضع للضغوط واعلن ان من سيخلفك سياتي من خلال صندوق الاقتراع .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير