نحّالو غزة وحيدون في مواجهة ظاهرة التغير المناخي

21.06.2023 02:29 PM

وطن-أمل بريكة-رفح: تعتبر مهنة تربية النحل من المهن التي تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل، حيث يحرص الآباء والأجداد على تعليم أبنائهم منذ الصغر على كيفية تربية النحل والعناية به؛ حتى تبقى تلك المهنة متوارثة داخل العائلة لسنوات عدَّة، خاصة وأنها باتت تشكل مصدرًا رئيسيًا للدخل الأسري.

وقال وليد أبو دقة " مدير جمعية النحالين " في قطاع غزة، إن بداية عمله في مجال تربية النحل وبيعه كان هواية قبل أن تتحول الفكرة إلى تجارة، كان هذا ع بداية العام 2000- 2001.

وتابع أبو دقة، أنه طوَّر من عمله في هذا المجال عن طريق شراء المناحل واستيراد معدات النحل الخاصة، حتى أصبح لاحقًا من كبار النحَّالين على مستوى قطاع غزة، الذي وصل عددهم من 500-700 نحَّال ما بين كبير وصغير من حيث عدد المناحل وليس العُمر.

وأشار إلى أنه يوجد في قطاع غزة حوالي من 15 إلى 22 ألف خلية، ورغم ذلك إلا أن النحَّالين على مدار السنوات الماضية من الحصار المفروض على قطاع غزة عانوا من ظاهرة التصحر نتيجة التجريف وإزالة الأشجار والحمضيات وأيضًا من شح المراعي وقلة إنتاج العسل، الأمر الذي أثر سلبًا على مستوى دخل النحَّال الذي يعتاش على بيع العسل.

وأضاف أبو دقة، أنهم عانوا أيضًا من العدوانات المتكررة على القطاع، حيث أن معظم المناحِل توضع في مناطق قريبة من الشريط الفاصل مع الأرض المحتلة، فإنها تتعرض للقصف والتجريف وجوع النحل بسبب عدم تمكُّن أصحابها  من الوصول إليها؛ خشية من الاستهداف والقصف المباشر، بالإضافة إلى  الكوارث الطبيعية (الحر الشديد والرياح) وغيرها، وفي ضوء ما سبق فلم يحصلوا عل  تعويض جراء الأضرار التي لحقت بهم، بسبب عدم وجود جسم يمثلهم، ولهذا السبب نسعى في الفترة المقبلة لتشكيل حاضنة للنحَّالين لتمثيلهم وجلب حقوقهم تحت مسمى "الجمعية التعاونية للنحالين في قطاع غزة".

أما عن ظاهرة التغير المناخي فهي أحدث مشكلة أصبح يعاني منها النحَّالين على مستوى العالم، فالنحل مخلوق يتأثر بالحر والبرد والجوع والتغيرات المناخية حيث أن الشتاء يتأخر والصيف يتقدم والخريف لا يأتي، فكل هذه المتغيرات تؤثر على إنتاج النحل للعسل، وأن الصناديق المتوفرة في القطاع لا تواجه تلك الظاهرة، الأمر الذي بات يشكل خطرًا على مصدر رزقهم الوحيد من العسل، حسبما أوضح أبو دقة.

وبيَّن، أن دول العالم تتعامل مع هذه الظاهرة على أنها مستجدة وبالتالي يتوجهون بعمل اختراعات؛ لحل هذه المشكلة، فتم اختراع صندوق يقاوم التغيرات المناخية ولكن للأسف النحَّالين في غزة لا يتمكنون من شرائه؛ لارتفاع أسعاره التي تتجاوز ما قيمته 1000 شيكل للصندوق الواحد.

وأضاف أبو دقة، أنه النحَّال الوحيد الذي تمكن من توفير جزءًا من تلك الصناديق المقاومة للتغيرات المناخية، وكان ذلك بدعم من الإغاثة الزراعية وجزء من نفقته الخاصة، ويطالب المؤسسات الكافة بدعم النحَّالين لمواجهة تلك الظاهرة.
 

تصميم وتطوير