متى ستغادر القوى العربية والفلسطينية دائرة البكاء على اطلال مبادرة السلام العربية واتفاق اوسلو؟

13.02.2023 01:36 PM

 


كتب عبد الرحيم الريماوي:

الشعب الفلسطيني بكل مكوناته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأكاديمية والثقافية الشعبية وحزب الكنبة، عليهم ان يدقوا جدران الخزان والخروج عن حالة الصمت ودعوة "الموالاة والمعارضة" وفصائل العمل الوطني للبدء بحوار وطني شامل لإنهاء الانقسام وتوحيد وتصليب الجبهة الداخلية وتقديم مبادرة وطنية تخرج الكل الفلسطيني من ازمة الانقسام المستعصي الراهن، ومطالبة الأنظمة العربية والإسلامية والشعبية "انهاء الازمات البينية" وتجنيد وحشد الطاقات السياسية والإعلامية والاقتصادية واللوجستية للقوى والدول الصديقة للعرب والمسلمين والفلسطينيين، ودعوة مجلس الامن وهيئة الأمم المتحدة "في حالة طوارئ وانعقاد دائم" للعمل على تطبيق وتنفيذ الشرعية والقانون الدولي على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وحسب قول سيدة الغناء العربي فيروز، فلتقرع أجراس العودة الان الان وليس غدا" والفلسطينيون يقولون، حان الوقت لتنفيذ وتطبيق ما صدر عن الهيئات والمؤسسات الأممية والدولية من قرارات لحل القضية الفلسطينية و"تحقيق الامن والسلام الدوليين" وإنهاء مأساة وطنية وإنسانية طال عمرها الزمني.

مبادرة السلام العربية والمفاوضات الثنائية واتفاق أوسلو بعد مرور 30 عام اصطدم بالرفض والجدار والبؤر الاستيطانية التي اقامها "الاحتلال الاحلالي" على ارض فلسطين التاريخية، لمنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ورفض تنفيذ وتطبيق حق تقرير المصير  الذي اقرته المؤسسات الدولية والاممية، فالمخططات والمشاريع الاستيطانية المنفذة على الأراضي الفلسطينية تهدف "لإقامة الدولة التلمودية الكبرى"  وتدمير قرارات الشرعية والقانون الدولي إزاء القضية الفلسطينية.

القوى العربية والإسلامية والفلسطينيين والدول الصديقة ، يجب ان لا تبقى مكتوفة الايدي والفعل امام التغول الاستيطاني وتدمير حل إقامة الدولتين، وعليها التحرك الشعبي وتنشيط دور المنظمات الشعبية والمهنية لـ"تنظيم مظاهرات أسبوعية في العواصم العربية والإسلامية والمدن الفلسطينية متسلحة بالحقوق والهوية الوطنية العربية والفلسطينية والوعي والإرادة الصلبة، وتقديم الدعم السياسي والدبلوماسي واللوجستي لمساندة الشعب الفلسطيني في تجسيد وتحقيق الحقوق الوطنية الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 كما اقرتها الشرعية الدولية والقانون الدولي "الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
القوى العربية والإسلامية والدول الصديقة مطالبة بالتوجه للدول المطبعة مع دولة الاحتلال " كقوة عسكرية احتلالية مسلحة بالفكر التلمودي"، ودعوتها لتجميد كل اتفاقيات التطبيع "الذي يقوي الموقف الاحتلالي الرافض لتطبيق وتنفيذ قرارات الشرعية والقانون الدولي" ووقف الزيارات المتبادلة "في ظل مواصلة دولة الاحتلال تنفيذ مخططاتها ومشاريعها الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وتجريد الفلسطينيين من قوتهم السياسية والاجتماعية والقانونية والتاريخية"، وتجنيد قوتها وطاقاتها السياسية والإعلامية واللوجستية والاقتصادية في مواجهة دولة الاحتلال وتقديم الدعم للقوى العربية والإسلامية والتوجه لمجلس الامن وهيئة الأمم المتحدة، ودعوة المؤسسات الدولية بممارسة الضغط الفعلي والعملي على دولة الاحتلال لتطبيق وتنفيذ إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

الكل العربي والإسلامي والفلسطيني مطالبون بـ"التوقف ومغادرة حالة البكاء على اطلال مبادرة السلام العربية واتفاق اوسلو" التي نسفتها دبابات دولة الاحتلال عام 2002 في عملية "السور الواقي" لفرض السيطرة والسيادة الكاملة على ارض فلسطين التاريخية ومواجهة سياسة الاعدامات اليومية في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي ينفذها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين، فدولة الاحتلال تعمل ليل نهار على تكثيف الاستيطان مستخدمة "الجج الأمنية، لاحلال المستوطنين محل الفلسطينيين على الأراضي الفلسطينية، لفرض سياسة الامر الواقع السياسي على الأرض بمفاهيم توراتية دينية بقيادة المستوطنين ولمنع إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، الاحتلال وضع الفلسطينيين في معازل منفصلة ومقسمة وتحت السيادة الاحتلالية الفعلية.

الدول العربية والإسلامية والقوى الصديقة مطالبة بالعمل عل "انهاء حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي" والتركيز على البعد الوطني في مقاومة الاحتلال والاستيطان، وممارسة الضغط السياسي والدبلوماسي الفعلي والجدي على الولايات المتحدة والدول الغربية ودعوتها لـ"مغادرة سياسة الكيل بمكيالين" ومساندة التحرك السياسي والدبلوماسي في مجلس الامن وهيئة الأمم المتحدة، لتطبيق وتنفيذ قرارات الشرعية والقانون الدولي إزاء القضية الفلسطينية وفق برنامج واليات عملية مسقوفة بمدد زمنية محددة "لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967" وغير ذلك عامل الزمن وفرض سياسة الامر الواقع الاستيطاني لا يصب في مصلحة الفلسطينيين، والحديث عن العودة للمفاوضات والتفاهمات بين الفلسطينيين والاحتلال "سراب في سراب واضغاث أحلام ووهم" لكسب المزيد من الوقت لتكثيف البناء الاستيطاني وفرض سياسة التهويد والأسرلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، الكل الفلسطيني يخوض اليوم معركة جغرافية وسياسية ومصيرية ووجودية ومواجهة "فرض الأسرلة وتهويد القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وضم القدس والضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين".

المكونات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأكاديمية والثقافية الشعبية وحزب الكنبة، مطالبون بالعمل بأقصى سرعة وبكل الطرق والوسائل والبدء بحوار وطني شامل بمشاركة "الموالاة والمعارضة" من اجل انهاء حالة الانقسام، وبلورة توجهات استراتيجية كفاحية ونضالية للحالة الوطنية الفلسطينية الراهنة والاعتماد على النفس في الداخل والشتات والتمسك بالهوية والحقوق الوطنية الفلسطينية بمساندة القوى العربية والإسلامية والصديقة في دعمها السياسي والدبلوماسي الدولي وتقديم الدعم الاقتصادي واللوجستي للفلسطينيين في مواجهة السياسية الحكومة ثلاثية الرأس (بنيامين نتنياهو وايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش) التي تشن حربا مفتوحة "ضد الشعب الفلسطيني، فبالأمس شرعنت 9 بؤر استيطانية وتنوي بناء الاف الوحدات الاستيطانية و شرعنة سائر البؤر الاستيطانية العشوائية، وجيش الاحتلال اعدم 48 فلسطينيا منذ بداية العام الجاري ويواصل سياسة هدم المنازل والبيوت في القدس والضفة الغربية،  وتدفع الحكومة الاحتلالية جيش الاحتلال لنشر وحدات هجومية في أنحاء الضفة الغربية تستهدف الشعب الفلسطيني و"كتائب جنين وعرين الأسود وكتائب بلاطة وكتائب الأقصى وغيرها من التشكيلات الكفاحية الشبابية الفلسطينية، مخلب الحرية والاستقلال".

الشعب الفلسطيني في انتفاضة عام 1987 قاوم وواجه بطش جيش الاحتلال وممارساته العدائية في الميدان بوحدة وطنية متماسكة رغم التباينات السياسة ورفع في حينه شعار الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق الرؤية الفلسطينية والشرعية والقانون الدولي، الغائب دوليا واقليما دائما في موضوع انهاء الصراع "العربي الفلسطيني-الاحتلالي الاستعماري".

اسئلة موجهة للقوى العربية والإسلامية، الي متى ستتركون الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية ضحية للاستعمار الاحتلالي الاحلالي؟ ومتى ستطالبون القوى الدولية والإقليمية بتنفيذ وتطبيق قرارات الشرعية والقانون الدولي؟ ومتى ستصحون من وهم "مبادرة السلام" بعد اعلن الاحتلال بان القدس عاصمة "الدولة التلمودية" وإعلان ضم الضفة الغربية؟ فهل الإدانات ورفض الإجراءات الاحتلالية الممنهجة تقود الى وقف سياسة الضم وتهويد واسرلة القدس والضفة الغربية؟ وما هي البرامج واليات العملياتية والميدانية العربية والاسلامية لتجسيد "الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتحقيق حق تقرير المصير"؟  

اسئلة موجهة "للموالاة والمعارضة" الفلسطينية، متى تنوون وتبدؤون التفكير بالتعاطي مع بعضكم البعض كأبناء شعب ووطن واحد وتربطكم قضية وهوية وقضية وطنية عادلة وجامعة؟ هل المكونات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأكاديمية والثقافية الشعبية وحزب الكنبة قادرة على فرض الانتماء للوطن على "الموالاة والمعارضة"؟ الى متى سيبقى الشعب الفلسطيني يعيش مأسي الاحتلال وكوارثه التي يرتكبها كل يوم ضد الشعب الفلسطيني؟ وما هي الاستراتيجية والبرامج واليات العمل لـ"الموالاة والمعارضة" لمواجهة التحديات والمخاطر الاحتلالية على الوجود الجغرافي والديمغرافي والتاريخي والوطني للقضية الفلسطينية؟

أسئلة تحتاج لإجابة من جهابذة القوى السياسية العربية والإسلامية والفلسطينية من اجل انقاذ الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية من براثن الاستعمار الاحتلالي الاحلالي؟

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير