رحلة البحث عن علاج لأشجار اللوز توصلُ يارا إلى صداقة النحل

21.08.2021 02:24 PM

جنين- وطن - فيحاء خنفر

بابتسامة ترتسم على وجهها  تستذكر الشابة يارا أبو سليم أول لسعات تلقتها من النحل عندما أحضرت الخلايا الخاصة بها  وتقول لـوطن: "في البداية واجهت صعوبة بالتعامل مع النحل، خاصة أنه يأخذ وقتاً طويلاً للتعود على الأشخاص، فقبل أن يتعود يتعامل مع مالكه على أنه عدوّ، فكنت أتعرض للسع كثيراً حتى من فوق الكفّ الواقي، ولكنه فيما بعد يتأقلم ويميز رائحة من يتعامل معه".

يارا أبو سليم مهندسة زراعية من قرية السيلة الحارثية قضاء جنين، تعمل بمشروعها الخاص المكون من 27 خلية نحل تنتج منها العديد من منتجات النحل، وكانت بدايتها مع النحل هي بحثها عن فكرة لإنجاز مشروع التخرج من كلية الزراعة، فاختارت أن تنتج علاجاً طبيعيا لمرض يعاني منه شجر اللوز، وكان مصدر العلاج من منتجات النحل، فشكل بحثها بداية عملها في المشاريع الزراعية.

تقول أبو سليم: "كنت أبحث عن مادة طبيعية لعلاج مرض "التدرن التاجي" الذي تعاني منه أشجار اللوز، وسعيت لإيجاد علاج طبيعي لا يؤثر على البيئة بشكل سلبي، ولجأت للاستفادة من خبرة مؤسسات مختصة فأرشدتني جمعية مربو النحل للاستفادة من مادة "العكبر" التي ينتجها النحل في علاج البكتيريا المسببة للمرض فتعلمت كيفية تحفيز النحل لإنتاجها".

درست أبو سليم خصائص العكبر فاستدلت على فوائده لقدم السكري وأنتجت من العكبر المأخوذ من خلايا النحل مرهماً لعلاجه، والذي يتم جمعه من خلال وضع مصيدة على باب الخلية تتجمع فيها ذرات العكبر.

في أول خطواتها بعالم النحل تقدمت أبو سليم للحصول على منحة من الإغاثة الزراعية وبدأت من خلالها إنتاج منتجات النحل كالعسل وحبوب اللقاح، ثم أحضرت المزيد من الخلايا وطوّرت إنتاجها، فعملت على استخلاص منتجات عناية بالبشرة من منتجات النحل مثل صابون العكبر مع العسل.

تصف أبو سليم العمل مع النحل بأنه "متعب ويحتاج لدقة، ولكنه ممتع"، وتقول " واجهتني العديد من المشاكل خلال العمل ولكن كلما عالجت مشكلة شعرت بالإنجاز وفرحت، وبالبداية كنت أسأل أصحاب الاختصاص وكلما مر الوقت تعلمت أشياء جديدة عن النحل فقد اكتشفت أن لكل خلية صفات وطبائع مختلفة".

تطمح أبو سليم لتطوير مشروعها وإنتاج كل ما يتعلق بالنحل، وترى أن هذا المجال فيه الكثير، ولم يكن مشروع المنحل هو أول مشاريع يارا في المجال الزراعي، فكانت قد عملت على الزراعة في بيت بلاستيكي ونجحت بتحقيق الانتاج الجيد.

وتعتبر أبو سليم أن تخصصها في مجال الزراعة عامل اساسي في إنجاح عملها، وتقول "تخصصي في مجال الزراعة ساعدني لإنشاء عدة مشاريع زراعية، فأنشات بيتاً بلاستيكياً لزراعة الفراولة والورقيات ونجحت به وأسعى لزراعة المزيد منها على مساحة أكبر".

تصميم وتطوير