الكاتب أبراش: يبدو ان القرضاوي أصبح مقدسا ومن ثوابت حماس

28.05.2013 01:48 PM
وطن - وكالات : أكد الدكتور إبراهيم أبراش المحلل السياسي ووزير الثقافة الفلسطيني الأسبق، بأن "حركة حماس تعيش حالة من الالتباس جراء وقفها المقاومة من خلال الهدنة الموقعة مع إسرائيل، مما دفعها لممارسة القمع الداخلي وتكميم الافواه"، موضحًا بأن اعتقاله من قبل الأمن الداخلي التابع لحماس، جاء على خلفية انتقاده للدكتور يوسف القرضاوي الذي زار غزة مؤخراً.

وأضاف أبراش قائلا لـ"القدس العربي"، "يبدو بأن القرضاوي أصبح أحد الثوابت الوطنية الفلسطينية التي لا يجوز لأي فلسطيني المساس بها"، منتقداً ممارسات حركة حماس في قطاع غزة، وقال "عندما يتم استدعاء مثقفين وكتاب على خلفية ما يكتبون، فهذا أمر خطير جداً، ويبين حقيقة الازدواجية التي تتصرف بها حركة حماس، فهي تارة تقول بأنها مقاومة وأنها تعيش مرحلة مقاومة، وتارة أخرى تقول بأنها تخاطب العالم الخارجي وأنها جاءت عن طريق صناديق الانتخابات، واصفة نفسها الحركة الديمقراطية، وبالتالي لا نعرف كيف نتعامل معها".

وكان الأمن الداخلي التابع لحماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007، اعتقل الأحد أبراش من منزله في منطقة تل الهوى في مدينة غزة بسبب مقال انتقد فيه زيارة القرضاوي لغزة.

وحول اسباب اعتقاله وفق التحقيق الذي جرى معه، قال أبراش "عندما تم استدعائي يوم الخميس الماضي ذهبت لهم، وتساءلوا لماذا أنا انتقد القرضاوي"، كما وانتقد أبراش تصرف حماس قائلاً: يبدو أن القرضاوي أصبح ثابتاً من ثوابت القضية الفلسطينية أو مقدسا من المقدسات التي تدافع عنها حماس، حيث سألني المحققون، لماذا تنتقد المقاومة؟ فقلت لهم أنا لا انتقد المقاومة، أنا انتقد الحكومة في غزة، وهناك فرق بين الحكومة والمقاومة.

ويضيف أبراش " وبما أن القرضاوي أصبح ثابتاً أو مقدساً لدى حماس، بالتالي كان مطلوباً مني أن أكتب وأتعهد بالتأسف عما بدر مني بحق القرضاوي وبحق المقاومة، وقلت لهم، أنه من حقي أن انتقد القرضاوي والحكومة وحركة حماس في غزة، وأانا لست من حركة حماس، فأنا معارض، ومن حقي أن أعبر عن رأيي، فتركوني على أساس أن أعود لهم مرة أخرى يوم الأحد فرفضت وكتبت مقالاً عبرت فيه عن رفضي لهذا الأسلوب في التعامل، وقلت "لن أعود"، وإن أراد الأمن الداخلي أن يأتي ويعتقلني فليأت، وهذا ما جرى.

وأوضح كيفية اعتقاله،قائلاً "جاء الأمن الداخلي لي الساعة الرابعة وأخذوني من البيت، ولكن في هذه المرة وبعد ردود الفعل على معاملتهم السيئة الاولى- الخميس – قابلني ضابط تكلم بأدب وبأسلوب أفضل من المرات السابقة، التي كان فيها نوع من الإهانة في مخاطبتي والتحدث معي، ولكن تم إعادة القول بأنني أحرض".
تصميم وتطوير