يبقى الفلسطينيون اللاعب الرئيسي في عملية السلام في الشرق الأوسط

30.06.2019 04:28 PM

 كتب كامل حواش- ترجمة خاصة لـوطن- آلاء راضي: اختتم مؤتمر "السلام من أجل الازدهار"، الذي يشار إليه باسم ورشة المنامة، مع موظفي الإدارة في ترامب جاريد كوشنر وجيسون جرينبلات، اللذان ادعيا نجاحه، أما المعارضون له فقاموا بانتقاد محتوى الورشة ونتائجها.

السؤال الآن بالنسبة للفلسطينيين، والذي كان مطروحاً قبل انعقاد الورشة، هو "ماذا بعد؟".

تعرضت ورشة المنامة لانتقادات شديدة في العديد من الأوساط، خاصة من قِبل القيادة الفلسطينية والمجتمع المدني، وقاطعتها القيادة الفلسطينية وجميع رجال الأعمال باستثناء عدد قليل منهم.

اتُهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوضع العربة أمام الحصان في عقد ورشة "السلام من أجل الازدهار" في المنامة، باعتبارها الشق الاقتصادي لما يسمى "صفقة القرن" قبل تحديد الجزء السياسي من الصفقة.

وكانت الحُجّة أنه سيكون من غير المؤكد بالنسبة لأولئك المهتمين بالاستثمار في المناطق الفلسطينية أن يفعلوا ذلك ما لم يكن من الممكن ضمان وضع مستقر يستثمرون فيه.

من سيفكر أن يستثمر في الخليل بينما مركز المدينة هو عبارة عن مدينة أشباح، تنمو فيها المستوطنات والاشتباكات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية بانتظام، والتي يمكن أن تتصاعد فجأة إلى مواجهة كاملة، وتغلق المدينة وبالتالي نشاطها التجاري؟ من الذي سيستثمر في وادي الأردن، الذي تعتزم إسرائيل الاحتفاظ به  لكن الفلسطينيين يرون أنه امتداد لأراضيها؟

أجرى كوشنير وجرينبلات والسفير الأمريكي في "إسرائيل"، ديفيد فريدمان، سلسلة من المقابلات، حيث انطلق المشاركون إلى البحرين بدعوى عدم مناقشة القضايا السياسية، ومع ذلك  أعرب فريدمان عن دعمه لوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل الانتخابات بضم أجزاء من الضفة الغربية، قائلاً "إن لبلاده الحق في القيام بذلك".

زعم كوشنر أن الخطة السياسية لن تكون مبنية على مبادرة السلام العربية، بل ستكون في مكان ما بين أمريكا وإسرائيل، مما يعكس شعار  "لا" لدولة فلسطينية و "لا عودة" للاجئين.

بالنسبة لكوشنر، لن تكون هناك عاصمة فلسطينية في القدس بعد اعتراف ترامب بالمدينة كعاصمة لـ"إسرائيل"، لذلك، فالعنصر الوحيد الذي ستأخذه إسرائيل وكوشنر من مبادرة السلام العربية هو "التطبيع"!

التقى رجال الأعمال الإسرائيليين والعرب وللمرة الأولى، سُمح للصحفيين الإسرائيليين بدخول البحرين، ومع ذلك، كان الأمريكيون يأملون بالحصول على مشاركة أوسع من الدول العربية، وعلى مستوى أعلى، فقد نجح غياب الفلسطينيين ودعوتهم الدول العربية إلى المقاطعة في الحد من مشاركة الدول العربية وإعاقة مشاركة المسؤولين الإسرائيليين.

ما يمكن للفلسطينيين أن يأخذوه من ورشة المنامة هو أنهم سيظلون اللاعب الرئيسي في عملية السلام في الشرق الأوسط، وكانت الرسالة التي سمعها الأمريكيون، بصوت عالٍ وواضح، هي أن الحديث عن السلام الاقتصادي يظل كذلك، حتى يتم التوصل إلى حل سياسي مقبول لكل من الفلسطينيين و"إسرائيل".

إن هدف التطبيع الذي تتوق إليه "إسرائيل" ويدعمه الأمريكان مبني على تنفيذ مبادرة السلام العربية، خاصة إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة تكون القدس الشرقية عاصمتها وايجاد حل عادل للاجئين الفلسطينيين.

تتمثل الوجهة القادمة للفلسطينيين بقضايا وطنهم، فلا بد من إنهاء الانقسام الذي أدى إلى مساوىء لا حصر لها، كما وحدت ورشة المنامة الفلسطينيين في رفضهم للورشة وعليهم أن يبنوا على ذلك.

يبدو الحديث عن الرخاء الاقتصادي حلماً مع بقاء السلطة الفلسطينية على حافة الانهيار بسبب نقص الأموال، في أعقاب قرار أمريكا قطع كل التمويل عن الفلسطينيين وحجب الضرائب التي تجمعها "إسرائيل" نيابة عنها.

يجب تثبيت السفينة الفلسطينية قبل أن تبحر باتجاه السلام والازدهار، ويجب ان ترويض الموقف الاسرائيلي المتعنت حول تحقيق السلام أولاً. يمكن للإدارة الأمريكية الحالية أن تلعب دوراً حيوياً في هذا الشأن، لكن هل يمكنها أن تنهي تحيزها لصالح "إسرائيل" من أجل السلام؟ في الحقيقة ليس هناك علامة تدل على أنها سوف تفعل ذلك.

المصدر: The Arab Weekly

تصميم وتطوير