التمييز في دولة الاحتلال ضد العرب جعل اليهود اطول عمرا وأفضل صحة

28.12.2017 01:23 PM

ترجمة خاصة-وطن: نشر "مركز تاوب لأبحاث السياسات الاجتماعية" في "إسرائيل"، اليوم الأربعاء، تقريره السنوي عن وضع أنظمة الصحة، والتعليم، والرعاية الاجتماعية، والإسكان، ومستويات الأسعار في دولة الاحتلال. كما أفرد جزءاً خاصا تحت عنوان "مُحَدِّدَات العمر المتوقع بين اليهود والعرب، والفوارق في معدل وفيات المواليد بينهما":

متوسط العمر: ذكر التقرير إن متوسط العمر المتوقع "للعرب في إسرائيل" يبلغ (79) عاما، وهو أعلى من متوسط العمر المتوقع للمواطن في العالم العربي-الإسلامي، وفق مصطلح التقرير. غير أن متوسط العمر المتوقع "للعرب الإسرائيليين" أقل من متوسط العمر المتوقع "لليهود الإسرائيليين" البالغ (82.7) عاما. ما يعني أيضا أن متوسط العمر المتوقع "لليهود الإسرائيليين" أعلى منه في الدول المتقدمة، حيث يبلغ فيها (81.6) عاما.

وفيات المواليد: بين التقرير وجود فروق ملحوظة بين سكان "إسرائيل" فيما يخص وفيات المواليد. فبينما وجِد أن معدل وفيات المواليد اليهود هو (2.7) حالة وفاة لكل (1,000) حالة ولادة، كان معدل الوفيات بين المواليد الدروز (3.4) حالة، وبين المواليد المسيحيين (3) حالات، لتصل إلى (7.5) حالة بين المواليد المسلمين. وعلى الرغم من امتلاك المواليد المسلمين لأعلى معدل وفيات للرضع بين مختلف فئات السكان في "إسرائيل"، إلا أن هذ المعدل ما يزال الأقل بين معدلات وفيات المواليد المسلمين في البلدان العربية والإسلامية الأخرى.

أسباب الوفاة: تختلف الأسباب الشائعة للوفاة بين اليهود والعرب في "إسرائيل" أيضا. فقد بين التقرير أن الاضطرابات الخِلْقِيّة/الجينية، وحوادث السير، وحوادث العمل، والأمراض المزمنة، تعتبر من أبرز أسباب الوفيات بين السكان العرب في "إسرائيل".

تفسير أسباب الوفاة: وفي تفسير ذلك، بيّن فريق البحث، بقيادة البروفسور بشارة بشارات، أن الاختلاف في مُسبّبات الوفاة بين العرب واليهود، وارتفاعها بين العرب على وجه التحديد، يُعزى إلى الاختلافات في الأنماط الاجتماعية للسكان العرب. وقد أعطى بشارات مثالين على ذلك هما: الزواج بين الأقارب، وهو ما يزيد من احتمالية حدوث الاضطرابات الخِلْقِيّة/الجينية، وثانيهما المعدّل المرتفع للتدخين بين الرجال العرب حيث بين أن (44%) من الرجال العرب هم مدخّنون، بينما تنحدر النسبة إلى النصف بين الرجال اليهود (أي 22% بالضبط، وفق التقرير).

يلخص البحث، في الجدول التالي، مقارنة بين أسباب الوفاة بين العرب واليهود، حيث يتبين وجود تفاوت بين اليهود والعرب في هذه الأسباب:

طبيعة المناطق السكنية: بيّن التقرير أن المناطق ذات الكثافة العالية للسكان العرب، مثل حيفا والقدس والمناطق الشمالية، تعاني من نقص حاد في الأطباء، ونقص في موظفي التمريض، كما هو الحال في المعدات الطبية أيضا. فضلا عن ذلك، وجد التقرير أن متوسط المسافة إلى مستشفى في المجتمعات العربية أكبر منه في المجتمعات اليهودية، حيث تصل إلى (22) كيلومترا، بينما لا تصل إلى (14) كيلومترا في المجتمعات اليهودية، وهو ما يُضفي سهولة كبيرة على حركة المرضى والطواقم من المستشفيات وإليها، في الأحياء اليهودية.

مستويات الأسعار: ظلّت التكلفة العالية للمعيشة في دولة الاحتلال، مقارنة بنوعية الحياة المنخفضة نسبيا، موضوعا لنقاشات ساخنة منذ موجة الاحتجاجات الاجتماعية التي اجتاحت البلاد في العام 2011. وهما (أي ارتفاع الأسعار وجودة الحياة) مؤشّران تؤثر كل منهما على الاخر أيما تأثير. كما أنهما يشكّلان ويحددان نمط حياة معظم الإسرائيليين. وعندما يترجم متوسط الأجر العام إلى القوة الشّرائية للقطاع الخاص، تبدأ الصورة القاتمة بالظهور.

وأظهر تقرير "تاوب" أن الدّخل السنوي للموظف الإسرائيلي المتوسط-عند ترجمته إلى قوة شرائية-يعتبر أقل بالمقارنة مع معظم البلدان التي قارنها التقرير. كما أنه أقل بالمقارنة مع تلك الدول التي تعتبر أكثر فقراً من "إسرائيل"، من حيث "الدخل المُتَرجم إلى الأسعار الحالية" في تلك الدول.

وفي تفسير ذلك، قال التقرير: "كقاعدة عامة، فإن مستويات الأسعار تكون منخفضة نسبيا في الدول الأكثر فقرا، مما يجعل القوة الشّرائية لدخل الفرد أعلى". ويمكن تعميم وملاحظة نفس القاعدة في البلدان الغنية أيضا، حيث يكون الدخل عاليا، ولكن أقل من حيث القوة الشرائية بسبب ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية.

غير أن هذه الاتجاهات معكوسة في "إسرائيل"، وفق التقرير. فعلى الرغم من انخفاض نصيب الفرد من الدخل، إلا أن مستويات الأسعار مرتفعة جدا، مما ينحدر بالدخل الفردي إلى ما دون ذلك، جاعلا قوته الشرائية ضعيفة.

ترجمة: ناصر العيسة، عن: "واي نت" بالإنجليزية

تصميم وتطوير