فيديو: مخيم الجلزون.. تَجَهَزَ للعيد فكان للاحتلال فعل آخر

01.09.2017 09:19 AM

رام الله- وطن- رولا حسنين: لا يعدو أن تكون فلسطينياً حتى تحاول مراراً سرقة الفرح من كل فرصة تستيطع فيها الى ذلك سبيلاً، فكل بيت فلسطيني إما يفتقد شهيداً أو أسيراً أو جريحاً، فتتلصص المناسبات لتترك في نفسك ولو بصيص أمل أن حقاً ثمّة شيء على هذه الأرض يستحق الحياة، فيأتي عيد الأضحى اليوم الجمعة، ليكون شاهداً على عنجهية الاحتلال الاسرائيلي الذي يصرّ على التنكيل بنا، والقبض على أحلامنا.

مخيم الجلزون للاجئين شمال رام الله والذي يقطنه نحو 15 ألف نسمة، تجهز منذ ليلة أمس لفرحة العيد، أطفاله رتبوا ثيابهم وانتشروا في أرجائه، إلا أن الاحتلال لا يروق له ذلك، فقرر أن يكون عيده بنكهة حرمان أم من عريسها الجديد، وأخرى من فتاها الذي شبّ على رائحة اللجوء وعبق المخيم الذي لا يهدأ في ثوريته مع المحتل، كونه ملاصق لمستوطنة "بيت ايل" الاحتلالية.

صباح اليوم الجمعة -أول أيام عيد الأضحى-، استيقظ أهالي مخيم الجلزون على صوت "رصاص" ظناً منهم أنها ألعاب طفولية ابتهاجاً بالعيد، ليتفاجأوا بقوات كبيرة من جيش الاحتلال معززة بالكلاب البوليسية ووحدات المشي والمستعربين، تقتحم المخيم وتعيث فيها خراباً وتقلب نهار عيده الى نهار بؤس وتشتت.

وقالت مراسلتنا إن قوات الاحتلال داهمت منزل المواطن رياض فايز الطيراوي، واعتقلت عريسهم منذ أشهر "عامر" (25 عاماً) والذي ينتظر مولوده الأول بعد اشهر، فيما اعتقلت الفتى معتصم محمود غوانمة  (16 عاماً) بعد أن نكلت بعائلته واعتدت على أشقائه بالضرب المبرح اضافة الى اعتقال الشاب مالك رباح نخلة.

واندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال التي أطلقت رصاص الصوت والغاز والمطاط، تجاه الأطفال والشبان والمواطنين الذين كانوا يملأون أرجائه، عائدين من صلاة العيد مبتهجين بيوم يشعرون فيه بأنه مختلف عن كل الأيام، ولكنه كان يشبه الأيام كلها في عنجهية الاحتلال.

"خليك زلمة يما" لم يكن مشهد اعتقال الشاب عامر الا فاجعة مؤلمة لوالدته التي ما زالت تذكر تفاصيل زفافه على لسانها كونه بكرها، خرجت والدته خلفه لحظة اعتقاله تبكي وتوصيه أن يكون رجلاً شهماً كما عرفته وعلّمته، فقالت له هذه الكلمات، فعادة الأم الفلسطينية أن تشدّ أزرها رغم وجعها، لتظل قوية، ويظل أبناؤها بها أقوياء.

عيد وبأي حال عدت على الجلزون يا عيد.. الجلزون الذي ما زال يبكي شهدائه الذين ارتقوا قبل اشهر بمجزرة على مدخل مستوطنة "بيت ايل"، محمد الحطاب وحيد أمه، وجاسم نخلة، اليوم يأسر الاحتلال عيده وينزع فرحته، فماذا يعني أن تكون لاجئاً في وطن محتل، سوى أنك مشروع استهداف متواصل من قبل الاحتلال الذي لا يراعي أدني حقوقك الانسانية.

تصميم وتطوير