بين قلنديا و"عرس الكراهية": يسمح بالقتل، يمنع الاحتفال

29.10.2016 02:57 PM

وطن: تكتب رافيت هيخت "هآرتس"

ان نيابة لواء القدس قدمت 13 لائحة اتهام ضد اشخاص شاركوا في "عرس الكراهية"، ولوحوا بالسلاح ورفعوا لافتات مع صور أبناء عائلة دوابشة الذين تم احراقهم حتى الموت. وقد اتهم احد المشاركين فقط، قاصر ابن 15 سنة، ايضا بارتكاب مخالفات تخريب مزارع وممتلكات فلسطينية. اما البقية فاتهموا بناء على شكل احتفالهم في العرس الذي شمل غرس سكاكين في صور ابناء عائلة دوابشة، خلال الرقص، واحراق صورة الطفل علي دوابشة.

ويوم الخميس نشرت النيابة ذاتها في لواء القدس، قرار اغلاق ملفي التحقيق مع الحارسين اللذين قتلا مرام ابو اسماعيل (23 عاما) وشقيقها ابراهيم طه (16 عاما) على حاجز قلنديا، وقد ادعت النيابة انه يستدل من التحقيق بأنهما اقتربا من الحاجز وهما يصرخان "الله اكبر"، وشتما الحراس، على الرغم من ان قوات الامن حذرتهما، مع ذلك، اعترفت النيابة بأنهما "اخذا بالتراجع الى الوراء فيما كان ابراهيم يمسك بيد مرام، وعندها استلت مرام سكينا والقته باتجاه رجال الامن".

حتى لو كان يمكن تفهم اطلاق النار على مرام – مع استثناء فظ جدا للمعاير الاخلاقية او القانونية، المرتبطة بإطلاق النار على شابة بعد ان رشقت السكين ووقفت على مسافة 20 مترا من رجال الامن (حسب جهات التحقيق التي شاهدت الشريط الذي يوثق للحادث) – فان اطلاق النار على ابراهيم كان يجب ان يشعل ضوء احمر، لقد ادعت النيابة ان ابراهيم سار "وهو يضع احدى يديه في جيبه، والاخرى تمسك بمرام، هذه الظروف كان يمكن ان تثير الاشتباه المعقول بشأن نيته مهاجمة قوات الأمن"، ولكن الى جانب ذلك، اضافت، انه "من زاوية تصوير الشريط يمكن مشاهدة محاولة ابراهيم جر مرام الى الوراء قبل قيامها برشق السكين، ولكن زاوية رؤية الشرطي والحراس في المكان تختلف عن زاوية التصوير"، كما ان اسباب اغلاق الملفين تميز بين الحالتين: الملف ضد مطلق النار على مرام تم اغلاقه بدون وجود تهمة، والملف ضد مطلق النار على الشقيقين، أي المسؤول عن موت ابراهيم، اغلق بسبب عدم وجود ادلة.

يسأل السؤال: لماذا تُطالب المحكمة بالتعامل مع السلوك المريض والمثير للاشمئزاز للمشاركين في عرس الكراهية، ولا تُطالب بالتعامل مع اطلاق النار وقتل الاخ واخته؟

لقد ترافق عرس الكراهية بشريط تم عرضه في التلفزيون، بفضل كشفه من قبل مراسل القناة العاشرة روعي شارون. وفيه يظهر الهامشيون في حركة الاستيطان. انهم يسببون العار للمستوطنين، واليمين وكل يهودي طبيعي يشاهدهم. بعضهم يقوم بأعمال عدائية ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، وقلة منهم، كما في حالة عائلة دوابشة، يقتلون. لكن هؤلاء الذين رقصوا في العرس، ورغم كل ما يثيرونه من اشمئزاز، لم يمسوا بأحد، كما كتبت.

مقابل ذلك، فان شريط اطلاق النار في قلنديا خضع لفترة ما لأمر منع النشر، الى ان صادقت المحكمة على طلب "هآرتس" (9.10) بإزالة امر المنع. مع ذلك منعت النيابة مشاهدة الشريط طالما كان ملف التحقيق مفتوحا، ولم يتم كشفه حتى الان. الان يتطلب الأمر القيام بإجراء قضائي آخر من اجل السماح بمشاهدة الشريط. الجهات التي شاهدته افادت بأن هناك عدة حقائق متفق عليها: ابراهيم لم يستل سلاحا، وحاول جر اخته، كما يبدو في محاولة لإبعادها من المكان. اطلاق النار عليهما بدا وكأنه تم بسهولة وبشكل متسرع – وهذا على الاقل يجب فحصه في المحكمة. والمشهد المثير للتقزز في العرس ليس كذلك. لقد حوكموا لأنهم قباح.

الاستنتاج المطلوب هو انه يجب محاربة العمل الإباحي لشبيبة التلال، اما قوات الأمن فيسمح لها بإطلاق النار بسهولة على كل من يبدو لها كظل لظل التهديد.

تصميم وتطوير