جنرال احتلالي: التوغل البري والقصف الجوي لن يمنعا تساقط صواريخ حزب الله

19.05.2016 03:29 PM

وطن: كتب  زهير أندراوس:

سلاحا الجو والبر الإسرائيليين لن يكفيا للحسم في مواجهة عسكرية ضد حزب الله، هذا التأكيد، صدر على لسان مصدرٍ عسكريّ إسرائيليّ رفيع، والذي حذّر من أنّ التوغل البريّ والقصف الجويّ، في حرب لبنان الثالثة، لن ينهيا تساقط صواريخ حزب الله على عمق الدولة العبريّة.

وفي السياق عينه، أقرّت إسرائيل بشكلٍ رسميٍّ أنّ التوغل البريّ والقصف الجويّ في أيّ مواجهةٍ عسكريّةٍ مقبلة لن يُنهيا تساقط صواريخ حزب الله على المدن الإسرائيليّة. التأكيد، بلغة جازمة، ورد على لسان رئيس شعبة الاتصالات في هيئة الأركان العامّة للجيش الإسرائيليّ الجنرال عوزي موسكوفيتش، الذي تقاعد من منصبه الشهر الماضي بعد 34 عامًا من الخدمة العسكرية. وكان موسكوفيتش، بحكم منصبه، مطلعًا على خطط الجيش الإسرائيليّ وقدراته الفعلية في الحرب المقبلة مع حزب الله.

وكانت إسرائيل قد شكّلت، بعد فشل حربها على لبنان عام 2006، عشرات لجان التحقيق لتبيّن مكامن الفشل. وتمخضت اللجان عن توصيات، باتت تعرف بدروس الحرب وعبرها، وفي مقدمها أن الحسم لا يتحقق بالنيران عن بعد، أيْ بواسطة القوة الجوية الإسرائيلية وحسب، مهما كان تفوقها.

وتقرر، بناءً على هذه العبر، أن تتشارك “طائرة أف 16 مع بندقية أم 16″، في إشارةٍ إلى الغزو البريّ المُرافق للقوة الجوية، لتحقيق الحسم في الحرب المقبلة. وقيل في ذلك الكثير، وأطلقت وعود بتحقيق إنجازات تعذر تحقيقها سابقًا. تأكيدات موسكوفيتش وردت في مقابلة مع صحيفة “هآرتس″، شدد فيها على ضرورة العمل على مدماك ثالث، إلى جانب القوتين الجوية والبرية، في الحرب مقابل الساحة اللبنانية. وأوضح أنّ الجيش قام بتفعيل عامل الاستخبارات والجمع الاستخباري، كإحدى أهم الركائز في المواجهة المقبلة التي لن تكون في مقابل جيوش، كما في الماضي، بل أمام تنظيمات وشبه جيوش، كما هو الوضع مع حزب الله، الذي يملك قدرة نارية هائلة شبيهة بقدرات دولة، إن لم نقل قدرات دولة عظمى، بحسب موسكوفيتش.

ويعني تفعيل عامل الاستخبارات، كمدماك أساسي في الحرب المقبلة، أن هناك نقصًا في المعلومات الاستخبارية عن العدو وقدراته واستعداداته في زمن اللا حرب، وعن تكتيكاته القتالية في زمن الحرب، ما يستتبع طلبًا للاستخبارات بفعالية أكبر.

صحيح أنّ إسرائيل تشدد على أنها تجمع المعلومات عن حزب الله وأهدافه، وهي في السماء اللبنانية ليل نهار لهذه الغاية، بل تقول إنّها جمعت الآلاف من الأهداف، إلا أنّ مستوى هذه الأهداف وصحتها يبقيان موضوعًا للتساؤل والشك إلى حين تحقق المواجهة، وخصوصًا أنّ الجهة التي يُوجه إليها الجمع الاستخباري (حزب الله) تدرك جيدًا هذا المسعى وغير غافلة عنه.

وقد عبّر موسكوفيتش عن ذلك بصورة غير مباشرة، إذ أشار إلى أنّ لدى الجيش الآلاف من الأهداف، وتابع: إذا كنا متفائلين، فإنّ غالبية الجمهور المدني (في جنوب لبنان) ستفرّ شمالاً. لكن حتى لو هاجمنا معظم الأهداف المجمعة لدينا، فإنّهم سيُواصلون إطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، الأمر الذي يتطلب منك، خلال الحرب، الاستمرار في الجمع الاستخباري والعمل على إيجاد حل لراجمات الصواريخ التي تغير أماكنها، والتي لا تنكشف إلا بعد أن تقوم بإطلاق الصواريخ، قال الجنرال الإسرائيليّ. مع ذلك، طمأن موسكوفيتش الإسرائيليين بأنّ نشوب الحرب في مواجهة حزب الله ليس خطرًا داهمًا وفوريًا، بسبب انشغاله في الحرب السورية، إلّا أنّ الساحة اللبنانية تبقى التحدي العسكري الأساسي الذي يستعد له الجيش الإسرائيلي، وإذا نظرت إلى ساحة جنوب لبنان، فستجد ما بين 150 إلى 170 بلدة وقرية مع منظومات قتالية بناها حزب الله منذ عام 2006. وبحسب التقدير الحذر، في كل بلدة بين 40 و50 نقطة احتكاك عسكرية، يجب التعامل معها خلال الحرب. بالإضافة إلى ذلك، أكّد أنّ استعدادات الجيش الإسرائيلي لخوض الحرب ممتازة وهو أكثر جاهزية، لكن دونه عقبات غير سهلة. وساق قائلاً في معرض ردّه على سؤال الصحيفة: ما عاد بالإمكان تكرار تجربة أسلوب الجرافة، التي انتهجها الجيش عام 1982 (خلال الاجتياح)، بأنْ يُحدد رئيس الأركان، رفائيل إيتان، لقادة الوحدات العسكرية أنّه خلال أسبوع سنصل إلى هذا الخط أو ذاك. اليوم، بات العدو مختلفًا ومنتشرًا وموزعًا، وإذا تجاوزت منطقة يطلق منها الصواريخ مع قوة برية، لا يعني أنّهم سيتوقفون عن إطلاق الصواريخ منها. فالطريقة القديمة لن تقلص خلال فترة معقولة التهديد الموجه إلى الجبهة الداخلية الإسرائيليّة. والمشكلة، برأي الجنرال، هي أنّ العمق الإسرائيليّ سيُواصل تلقي الصواريخ وسيُواصل النزف، بحسب تعبيره.

في السياق عينه، قال وزير الأمن موشيه يعلون أثناء مشاركته في “مؤتمر النار” الدولي الخامس عشر الذي عقد في زِخرون يعقوب: لن نتسامح مع أيّ خرقٍ لسيادتنا، سواء جرى من دون قصد أوْ كجزء من حروب المنطقة أوْ من أجل التسبب بالأذى.
وسنستخدم فورًا القوة للقضاء على التهديد. ورسم يعلون “خطوطه الحمراء”، مشيرًا إلى أنّ إسرائيل لن تسمح بانتقال عتاد عسكريّ من إيران إلى أطراف مارقة مثل حزب الله، كما ستمنع أيضًا انتقال مواد كيميائيّة إلى أيّ طرفٍ معادٍ، على حدّ تعبيره.

رأي اليوم

تصميم وتطوير