هل سينجح ؟؟؟

11.01.2016 08:39 PM

وطنكتبت تمارا حداد .

في ظل التطورات السياسية العاصفة والأوضاع الراهنة هل سينجح المؤتمر المنوط انعقاده دوليا من اجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي الجاثم على اراضي الضفة الغربية منذ سنوات طويلة ؟ وبالذات نحن في ظل صراع وطني وإقليمي ودولي ، باعتقادي ان هذا المؤتمر لو انعقد قبل الانقسام الوطني بين حركتي فتح وحماس وقبل الثورات العربية القائمة لنجح ذلك المؤتمر ، ولكن في ظل الاوضاع الصعبة والمحن التي توالت على المنطقة والتي هدفها تقسيم الوطن العربي الى شرق اوسط جديد الى دولة سنية وشيعية ودولة اسرائيل الكبرى وهذا حلم امريكا وإسرائيل ، سيصعب نجاح هذا المؤتمر .

فوجود العناد بين حركتي حماس وفتح وانقسامها سيؤثر تأثيرا سلبيا على القضية الفلسطينية ، فهذا الانقسام سيلقي بظلال سوداء على مجمل ساحات العقل الاجتماعي السياسي  ، وسيزيح المشروع الوطني باتجاهين متعاكسين ليكرس المصالح دون الوطن فيصبح الانقسام كمقبرة للمشروع الوطني ، فصراعهم غلب عليه سلوك السيطرة على القيادة والتمثيل اكثر من التركيز على مواجهة المخطط الصهيوني ، فوجود شأن داخلي متوتر ومتأزم في منهاجه وأدواره ادى الى موت السياسة في حل القضية الفلسطينية وإرساء القضايا والمطالب الاساسية للمجتمع الفلسطيني ، لذلك نجحت الحركتان في حرف الاهتمام عن الاجندة الفعلية للشعب الفلسطيني . فإذا لم يكن استراتيجية موحدة وبرنامج موحد ورؤية خالصة للوطن لطرفي الانقسام لن ينجح مشروع الخلاص من الاحتلال .

اما العائق الاكبر للقضية الفلسطينية هو الصراع العربي الاقليمي فانشغال الامة العربية بحروبها ادى الى تهميش القضية الفلسطينية فلم تكن هذه القضية ضمن اولويات الجامعة العربية . فالمد الثوري الراهن لم يأخذ بعدا وطنيا بل العكس تلك الثورات العربية اربكت العقل السياسي العربي ، كأن العالم العربي يعيش مخاضا لا نهاية له سوى تخوفات واردة في كل حين ، وتلك الثورات نشرت روح اليأس والإحباط ونشرت حالة عدم الاستقرار بين الشعوب العربية كأنها تعيش ثورة لأجل استعمار جديد ، فتجردت تلك الشعوب العربية من كافة مفاهيم ايدولوجية الثورة الديمقراطية التحررية  ، بل العكس زاد شلال الدم المستباح فيما بينهم وازدادت التبعية والتحكم بالثروات وزاد الفكر الديكتاتوري ، فأمريكا دعمت العصابات المتطرفة باسم الاسلام السياسي لنشر الفوضى الخلاقة وكون امريكا تعلم ان بعض المسلمين المتعصبين لا يمكن بوجودهم انشاء دولة حضارية قدمت لهم السلاح والدعم المالي لخلق حرب لا نهاية لها ، فتلك الثورات العربية اعادت القضية الفلسطينية الى نقطة الصفر .

اما على الصعيد الدولي فأمريكا تمسك بزمام امور دول العالم ، فهي تسيطر على اقتصاد العالم من خلال الذهب والنفط وتحكمها بالدولار ومن خلال اضعاف الانظمة الرأسمالية للدول ادى الى تحكم اقتصاد امريكا بكافة اقتصاد العالم اجمعه . وطالما امريكا تسيطر على العالم اقتصاديا وسياسيا وثقافيا واجتماعيا ، وأمريكا تنحاز مع اسرائيل سيصعب ايحاد حل ينصف الفلسطينيين .

اما على صعيد الكيان الصهيوني وبالذات في ظل حكومة متطرفة بقيادة نتنياهو سيجعل القضية في مهب الريح نظرا لعدم اعتراف تلك الحكومة بالفلسطينيين ، اذن مع كل تلك الصعوبات هل ستستطيع القيادة الفلسطينية ايجاد حل لتلك المعطيات الصعبة ؟ وبالذات ان هذا الشعب قدم الكثير من النضالات والتضحيات من اجل حرية فلسطين وحرية ابنائه . .
 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير