في العام الجديد..الانتفاضة خشبة خلاص

01.01.2016 11:14 AM

وطن - كتب:حمدي فراج

ما يجب ان يهمنا كشعب فلسطيني ونحن نطوي عاما جديدا من اعوامنا العجاف العديدة، بين ضوارس هذا الاحتلال الكريه، انتفاضتنا التي تطوي بدورها ثلاثة اشهر من العمل الايثاري المقاوم.

فبها وباستمرارها وتطورها سنجد مقدمات الخلاص، بعد ان ثبت لنا كلنا بالملموس، يمينا ويسارا ووسطا، سقوط المراهنات على اي سبل اخرى، ووهم ان تمنحنا اسرائيل بعض من حقوقنا رغم اعتراف العالم قاطبة بأحقيتنا لها، بل العكس تماما، كلما جنحنا للسلم، كلما جنحت اسرائيل للتجاهل والتمادي والافتراس، واذا كانت اسرائيل تردد لازمتها المعهودة حول القدس، التي تحمل الانتفاضة الحالية اسمها، من انها عاصمتها الموحدة والابدية، نرى رئيس وزرائها اليوم ينتقل الى الخليل، موطيء ابيهم ابراهيم وامهم سارة منذ اربعة الاف عام، وليس من قوة تستطيع اخراجهم منها بعد ان سيّجها بالمستوطنات الكبرى، وخلال بضع سنوات سينتقلون للتغني ببيت لحم التي تمنى شامير قبل رحيله ان تستعيد اسمها القديم "افراتا".

المراهنة على العرب لتحرير فلسطين يجب ان تكون مع حلول العام الجديد قد سقطت، فهؤلاء ليسوا اكثر من ظاهرة صوتية، لا كلامية او لغوية، كالتجشوء والزعيق والحشرجة والشخير، وعندما "تطوروا" بعض الشيء، اعملوا الذبح والقتل والحرق والتدمير في مقدرات بعضهم بعضا، فدمروا ليبيا وسوريا والعراق ومصر والسودان وقبلها الصومال ولبنان، لكن الابشع من ذلك انهم اساءوا الى الاسلام اكثر من اي جهات غير اسلامية اخرى، وذلك من خلال الاجسام الاجرامية والتكفيرية الاخرى التي شكلوها وتبنوها ورعوها حتى اصبحت عصية عن الاحتواء، فقاموا بتشكيل احلاف عربية ودولية وشنوا حروبهم على اشقائهم بدل من اعدائهم، حروب تبدو انها بلا نهاية، كالحرب على اليمن التي تقارب على دخول سنتها الثانية، في حين على ليبيا وسوريا تقارب سنتها الخامسة، دون ان تطلق رصاصة واحدة على اسرائيل، بل ان بعض هذه القطريات بدأت تفكر جديا باقامة علاقات علنية معها حذوا بالاخت الكبرى المصرية والصغرى الاردنية ومن لف لفهما من فوق الطاولة ومن تحتها.

السلطتان الحاكمتان في الضفة وغزة، وما هما بحاكمتين، وكذلك من لف لفهما من الفصائل، يكتفون بما قسّمه الله لهم، بعضهم لا يريد هذه الانتفاضة، وبعضهم يريدها من بعيد، ويراهن عليها ان تحقق له اهدافه، بما في ذلك تحقيق وحدته المشروخة منذ سنوات وفتح المعبر ومنع تقسيم الاقصى، وإلغاء تقسيم الابراهيمي، بريدون منها دون ان بريدونها، دون ان يدعموها بأي شكل من الاشكال، ولهذا لم نر من ضمن الاف المعتقلين احدا قياديا، بعكس الانتفاضة الاولى التي اعتقل فيها مئات القيادات من كل الاطياف. لنحاول تخيل الامور بدون انتفاضة كما كان الحال عليه قبل اندلاعها.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير