سبع أمنيات على بوابة السنة الجديدة !.. كتب: عبد الله أبو شرخ

31.12.2015 07:34 AM

تختلف أمنيات الناس حسب ثقافاتهم ودياناتهم وأعراقهم وقومياتهم، وكذلك حسب ما وصل إليه هذا البلد أو ذاك من تقدمٍ أو تخلف، فالمتفائلون في الغرب يتنافسون في تعداد مناقب وميزات السنة الماضية مثل الخروقات في مجال زراعة الأعضاء وخاصة عملية زراعة رئة كاملة لأول مرة.

يتحدثون عن سنة 2015 باعتبارها عاماً للسيارات ذاتية القيادة، أو يذكرون أسماء الكواكب الشبيهة بالأرض التي تم اكتشافها من خلال التليسكوبات التي تجوب مجرة درب التبانة. يتساءلون ماذا حققت البشرية من إنجازات في عوالم الإلكترونيات والفيزياء والفلك والطب وغير ذلك. أما المتشائمون فيضعون للمتفائلين قضايا تفاقم أمراض السرطان ويذكّرونهم بأننا لم نحقق الكثير في الدفاع عن حياة البشر، كما يذكرونهم بمشاهد الحروب الدينية والطائفية، وحتى الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية أصبح من المواضيع المطروحة في النقاشات، على اعتبار أن الاستيطان اعتداء مباشر على الأرض كمصدر لحياة الفلسطينيين، ولأول مرة في السنة المنصرمة، تعترف الدولة العبرية بأن عمليات المقاطعة وسحب الاستثمارات أصبحت تهدد جذرياً مستقبل البلاد الاقتصادي، حتى أن بعض المفكرين والصحافيين أمثال جدعون ليفي وعميره هاس وغيرهم، أصبحوا يتحدثون عن كساد وركود تاريخي للاقتصاد الإسرائيلي بما في ذلك إفلاس بنود وشركات عملاقة.

وبما أنني أعيش في شمال قطاع غزة المحاصر والمنكوب بقيادته، فإن كواكب ونجوم درب التبانة لا تهمني، فالعبد الفقير إلى الله، ينتظر يوماً كاملاً بلا كهرباء لكي أتمكن من طباعة مقال، أو قراءة أشياء تهمني، وبما أن الناس في الكرة الأرضية أصبحوا يتحدثون عن أمنياتهم المتفائلة والمتشائمة، فإنه يحق أيضاً لسكان غزة أن يضعوا أمنياتهم للعام الجديد. قد يتفق معي البعض وقد يخالفني وهذا شيء طبيعي، لكني لم أتعود أن أكتم أحلامي حتى لو كانت مزعجة للسلطات والحكومات، وهاكم أمنيات من غزة للعام 2016:

1- الأمنية الأولى لهذا العام، هو أن ينتهي الحصار، وأن يصبح بإمكان مرضى السرطان ( ومنهم أصدقاء وأقارب أعزاء على القلب )، أن يغادروا غزة إلى الخارج بهدف العلاج، وطالما أنها مجرد أمنيات، إذن دعونا نحلم ببناء مستشفى خاص بالأورام وسرطان الدم في غزة، مزود بكافة إمكانيات البحث والعلاج، دون أن يضطر المرضى وذووهم إلى المرمطة على المعابر.

2- أما الأمنية الثانية، فهي أن ينتهي الصراع الدامي على فلسطين بانتهاء الفكر العنصري المدمر للأصوليين ( اليهود والإسلاميين )، وبناء دولة واحدة ديمقراطية، أو دولتين باتحاد فيدرالي، لنتعاون في زراعة الحقول وتقليم أشجار الفاكهة والزيتون وتبادل أبحاث الطب والتكنولوجيا المتقدمة. أتمنى أن يعم السلام والحب والوئام كافة شعوب الأرض.


3- أتمنى أن تحكمني سلطة ديمقراطية  منتخبة كل 4 سنوات مرة. أتمنى حكومة بشرية يمكن محاسبتها كون البشر خطّاؤون ولا أتمنى سلطة إلهية تغتصب صفات الله جل وعلا لكي تنهبني وتسرق قوت أولادي وتدمر مستقبلهم باسم الدين. أتمنى فصل الدين عن ألاعيب السياسة وتجارها وأفاقيها.

4- ومن لا يتمنى زوال الفقر، وانخفاض معدلات البطالة، ووظائف للخريجين ؟!

5- ومن في غزة لا يرجو فتح المعابر والمطارات بلا قيود أمام الطلاب والمرضى وحتى للراغبين في السفر والترفيه ورؤية العالم من حولنا ؟!

6- أما الأمنية السادسة، فهي أن تتغير عقول الناس في غزة، ليكفوا عن التكاثر المنفلت من عقاله بلا تخطيط، فالأهم من الإنجاب هو تربية وتعليم من ننجبهم، أما مجرد التكاثر البيولوجي فهو وظيفة تؤديها حتى الكائنات الحقيرة كالصراصير والجرذان وحتى الذباب !

7- أخيراً، ودوماً، أتمنى تغيير ثوري بمناهج الأطفال لتصبح الفنون الجميلة المختلفة من مقررات الدراسة، ذلك أن الموسيقى والفنون تمني الوجدان وتصقل العواطف وتقلل من توحش الناس، خاصة في مجتمع مغلق هو الأشد ازدحاماً في الكون ..

وكل عام وأنتم بخير

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير