ماذا بعدك؟

30.12.2015 09:11 PM

وطن-كتب عصمت منصور: هل كانت نبؤة ؟ ام كشف تجلت فيه حقيقتنا بكامل عريها الفاضح في لحظة تجرد فيها بهاء فلسطين(كما يحب ان يطلق عليه والده ونحب معه) من كل ما يحجبنا عن الحقيقة التي تكاد تفقأ اعيننا دون ان نبصرها , لقد اعمتنا غشاوة التعصب الحزبي ,وكراهية الاخر ,وعدم الثقة وقصر النظر عن روية الوحل الذي وصل الي انوفنا وطمر حواسنا .

"لا تحزنوا على استشهادي,احزنوا على ما سيجري لكم بعدي " هذه ليست وصية وليعذرني بهاء فلسطين ,انها دعوة لنا كي نفيق ,وخز للضمير النائم ,تحريك لمياهنا الراكدة,جلد لفكرنا الميت وخيالنا المريض وانعدام الرؤية, انها اصبع اتهام معروس في اعيننا التي تصر ان لا ترى سوى ما اعتادت وما الفت واستراحت على رؤيته.

خلال اسبوع واحد قمعت اجهزة الامن مسيرة بيت ايل مرتين , وفي المرتين كنت تلشاهد/المشارك الحزين حد التمزق ,كنت اتمنى ان تنبت لي الف يد كي اتحرر من عجزي واجمع شتات ذاتي , لا كي ادفع عني الهراوة الباردة حد البلادة بل كي امسك بايدي اخوتي حامليها واشير لهم الى الامتار القليلة التي تفصلنا /توحدنا والتي يفترض ان نجتازها معآ باتجاه العدو الذي كان بوحدنا .

اسبوع واحد دفن فيه رفاقك الذين تبعوك يا بهاء فلسطين في الظلمة وكانهم ما كانوا , او وكأن هناك من لا يريد ان يترك لهم اثر ويريد لجليد الثلاجات ان يمتد لوجداننا وذاكرتنا, اسبوع واحد لم يتسع للاجابة عن السؤال المتاهة الذي القاه في حجورنا محمد دراغمة والذي يحاكي فيه وصيتك "احنا لوين رايحين" سؤال بحجم متاهتنا وتعامينا معلق كغصة, اسبوع واحد فقط دفع سباعنة كي يخرج علينا برسم موجع كالملح فوف جراحنا التي ما عدنا نعرف من اين تنزف ,ليرينا صورتنا التي نهرب منها .

من يكره وطنه؟ ان من يتهمنا بكراهية وطننا كمن يتهم الشهداء بكراهية الحياة , والمبدعين بكراهية الجمال .

لماذا علينا ان نتمزق الف مرة في اليوم , وان نتوه في البديهيات ,وان نتشظى ونكسر من داخلنا .
احزنوا على ما سيجري لكم بعدي ,, فهل ما وصلنا اليه هو" بعدك "!! ام ان الهاوية لا زالت امامنا.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير