قراءة سريعة في نتائج الانتخابات الاسرائيلية

18.03.2015 08:11 AM

وطن- كتب: سامر عنبتاوي

نتنياهو لعب على وترين ..التهديد الايراني و الموقف المزاود تجاه الملف النووي ليظهر بموقف القوي في مواجهته امام شعبه ..و الثاني التلويح بخطر نمو و تزايد التأثير للجماهير العربية و تخويف الاسرائيليين من اعتماد هيرتصوغ على الاصوات العربية ..و لذلك لم يهزم نتنياهو و حافظ على 27 الى 28 مقعد.

- النتائج تضع 3 سناريوهات امام تشكيل الحكومة القادمة :
= حكومة يمينية بقيادة نتنياهو تعتمد على 64 مقعد و هي حكومة مغرقة في اليمينية و لكن في نفس الوقت هشة بسبب اغلبيتها البسيطة .
= حكومة بقيادة هيرتصوغ ( يسار الوسط) تعتمد على احزاب (اليسار ) وغطاء القائمة المشتركة و بعض الاحزاب الدينية و هي ايضا حكومة هشة بسبب تحكم الاحزاب الدينية فيها من جهة و من جهة اخرى تعارض هذه الاحزاب مع الاحزاب اليسارية و العلمانية .
= حكومة وحدة بين الليكود و المعسكر الصهيوني و بعض الاحزاب من اليمين و اليسار و هي حكومة برأسين و قد يتناوب نتنياهو و هيرتصوغ على رئاستها بسنتين لكل منهما ..و هذه الحكومة هي الاقوى حظا و الاكثر ثباتا في حالة تشكيلها .
- زيادة نسبة التصويت بين العرب و لو بنسبة قليلة ( حوالي) 5% مما اهل القائمة المشتركة لتبوء المركز الثالث بعد الليكود و المعسكر الصهيوني و قد يؤهلها لتزعم المعارضة في حالة تشكيل حكومة وحدة .
- اظهرت النتائج ثبات المجتمع الاسرائيلي بالجنوح نحو اليمين للقناعة بالقدرة على حمايته من جهة و لعدم تميز يسار الوسط و اليسار ببرامجه عن اليمين من جهة اخرى.
- تراجع الاحزاب المتطرفة مثل حزب اسرائيل بيتنا برئاسة لبرمان لحساب الليكود الذي استطاع اقناع الناخبين بضرورة تعزيز مواقعه .
- تميز القائمة المشتركة بتوحيد اربعة احزاب بوحدة اعطت المصداقية و الهيبة للقائمة و بروز مميز لرئيسها ايمن عودة كنجم معارضة .
- ثبت لمن كان ينتظر نتائج الانتخابات فلسطينيا ان لا تغير في الخارطة السياسية و لا البرامج الاسرائيلية بل على العكس مهما يكون القادم فسيكون اكثر تشددا و عنجهية بقيادة نتنياهو و استمراره بسياسته العنصرية .
- الخلافات بين الادارة الامريكية و نتنياهو كانت سيف ذو حدين بحيث حاولت اسقاط نتنياهو من جهة و لكن في نفس الوقت اظهرته بالشخص القوي الذي يحافظ على امن و مصالح الاسرائيليين و تحدي الولايات المتحدة .
- تصريحات نتنياهو خلال الحملة الانتخابية ستعكس الموقف بعد تشكيل الحكومة كرفض قيام دولة فلسطينية و الدولة اليهودية و غيره من المواقف .
- ثبت للفلسطينين ان هذه الانتخابات لن تغير الوضع و ان على الشعب ان يوحد كافة جهوده لتحقيق الوحدة و مقاومة الاحتلال و ان القيادة الاسرائيلية يجب ان تحاكم على جرائمها .
هيرتصوغ يرتدي القفازات الناعمة و نتنياهو يقلعها لتظهر الايدي الخشنة ..و المهم ان كلاهما بايدي خشنة ...فلا المعسكر الصهيوني و لا الليكود ستختلف مواقفه من الاستيطان و القدس و التهويد ( فالخل اخو الخردل) لكن المشكلة فيمن ينخدع بالقفازات الناعمة و ملمسها بيننا ...لا ننخدع فليس انعم من جلد الافعى !!
 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير