خاص لـ "وطن": بالفيديو... الخليل: البساط "السموعي".. تراث فلسطيني عريق قابل للاندثار

08.02.2015 11:22 AM

الخليل - وطن - دعاء سيوري: ما تزال النسوة في بلدة السموع (جنوب الخليل)، تنفرد بحياكة ونسج البساط البلدي على نحو متماسك ومرصوص، رغم بدائية الأدوات وصعوبة التسويق.

واقترنت السموع بنسج البساط البلدي حتى بات يعرف بـ "البساط السموعي" نتيجة اعتماد السكان على المواشي كمصدر رزق، الأمر الذي ساعد في الحصول على صوف الأغنام، والحفاظ على البساط كتقليد تراثي لا يندثر مع الأجيال المتعاقبة.

وتتبادل العاملات في جمعية "السموع" الخيرية الأدوار إلى أن يخرج البساط بطريقة فنية جميلة .

وتشرح السيدة انتصار الحوامدة، لـ وطن، مراحل إعداد البساط، بعد أن بعد أن أمضت  15 عامًا في هذه المهنة، قائلة: نبدأ بغسل الصوف لتنقيته من الشوائب العالقة به ولفه بشكل كروي ليصبح بعدها صالحًا للغزل.

وتتابع: ثم نبدأ بغزل الصوف بواسطة مغازل قديمة على شكل خيوط ثنائية، لتأتي بعدها مرحلة صباغة الصوف بألوان متعددة، خاصة اللون الأحمر التقليدي والأخضر والأزرق والبني إضافة للبنفسجي ولون الصوف الطبيعي.

وفي مرحلته الثالثة تضيف الحوامدة: يجب وضع كل خيطيين مع بعضهما من أجل المتانة والقوة.

أما المرحلة الرابعة فيتم نسج البساط بواسطة النول، حيث تتشاور النساء بطريقة إخراجه بشكل فني لائق.

ويعود الفضل في تعلم السيدة فاطمة المحاريق، (47 عامًا)، نسج الصوف، إلى والدتها حينما كانت في ربيعها التاسع حيث تفخر بإسهامها في بقاء البساط البلدي وعدم نسيانه كي يكون تاريخيًا فلسطينيًا غير قابل للنسيان.

وتوضح المحاريق وهي تنسج بساط على آلة نول تقليدية، أن ارتفاع قيمته الشرائية تعود إلى الصعوبات التي تواجههم في إنتاج البساط خلال مرحلة التصنيع مؤكدة أن الصوف يفقد ثلث وزنه بعد تنقيته من الشوائب.

وحول سؤالنا عن أشكال الصوف تجيب المحاريق أن هناك "المزودة والبجاد والبساط"، لافته أن لكل منهم خيوطه وألوانه الخاصة.

وتثير المخاوف لدى جمعية "السموع" الخيرية من انقراض البساط البلدي بعدما تبنت الحفاظ عليه.

وأرجع مدير الجمعية، محمد الحوامدة سبب تراجع الطلب على البساط البلدي يعود إنشاء جدار الفصل، الذي أعاق دخول المواطنين في الأراضي المحتلة الـ48 إلى أراضي الضفة الغربية. واعتبر أن السبب الثاني يعود إلى تراجع الظروف السياسية المنعكسة سلبًا على الحركة السياحية  في فلسطين.

فيما يشكل الإقبال على السجاد والأقمشة المستوردة سببًا ثالثًا في تضاءل الطلب على البساط السموعي، الذي هو بالأساس تراث فلسطيني يزهر به التاريخ، وفق الحوامدة.

تصميم وتطوير