معادلة..الارهاب الارهاب - بقلم :حمدي فراج

14.11.2014 11:16 AM

يكاد المرء يجزم اليوم ان اللفظة الاكثر ترديدا على ألسنة زعماء العالم  ومسؤوليه ، سياسيين او عسكريين ، هي لفظة الارهاب ، وبالكاد يمر يوم واحد دون ان نسمع بهذه اللفظة ترددها وسائل الاعلام على اختلاف انواعها وبكافة لغات الكوكب .

الجميع تقريبا يتناولونه تحذيرا منه وتحريضا عليه وتخطيطا للقضاء عليه ، بما في ذلك تشكيل احلاف وجبهات دولية تمتد لتصل ستين دولة من الدول المهمة والقوية والعاتية ، ومع ذلك يقولون انها معركة صعبة وطويلة وخطيرة ، فيما يتعلق بمحاربة داعش ، آخر ما حرر على شاشات الرادارات الاستخبارية ،  والالتراساوند التي تعرف نوعية الجنين في بطن أمه ولا تعرف ان كانت القاعدة حامل ام لا ، وانها ستنجب كتائب عبد الله عزام وابو مصعب الزرقاوي والنصرة وداعش وجند الشام وبيت المقدس ، وعشرات منظمات الارهاب .

قبل حوالي خمسين سنة ، كان "الارهاب" ، محصورا ومقتصرا على حركات التحرر من وجهة نظر المستعمر ، وحتى هذه الحركات ، لم تكن مشمولة في اطار المصطلح ، وكانت الكثير من الشعوب والحكومات تناصرها وتمد لها يد العون والمساعدة ، في قارات العالم الثالث ، حتى نجحت في انجاز تحررها الوطني ، لكنها لم تنجح في انجاز تحررها الاقتصادي وبالتالي الاجتماعي ، فسقطت في براثن الديكتاتورية والتخلف والتبعية ، ولهذا قيل عن ان مستعمرها خرج من الباب واعاد الهيمنة عليها من الشباك .

في منطقتنا العربية ، التي ترزح اليوم تحت وطأة موجة ارهاب تسونامية ، عامة وطامة ، تطول الوطن من اقصاه الى اقصاه ، من سهله الى جبله ، من مسجده الى كنيسته  ، من سنييه الى شيعته ، ولم ينج منها حتى الاموات في قبورهم ، حتى وصل عدد نازحيه ولاجيئه ثلاثة عشر مليونا من سوريا والعراق فقط ،  تكاد شعوبه وحركات تحرره لا ترى نهاية له ، بل في تفاقم متصل ، يتجاوز المؤلم الى المخزي ، فيما يتعلق بالمرأة وبيعها في المزاد والنخاسة ، وتحليل نكاحها الجهادي من جهة ،  ورجمها حتى الموت في بث حي ومباشر ، من جهة اخرى ، الى ردم المقامات والاثار التاريخية بالغة القيمة الحضارية والانسانية الى الذبح العلني على الشاشات بالسيف والسكين .

في الماضي اقتصر هذا الارهاب على اللاجئين الفلسطينيين ، الذين رفضوا الرضوخ والانصياع الى ارادة رأس المال انشاء دولة تحميه وتحمي مصالحه في موطنه الغربي الاصلي ، وامتداداته في الوطن العربي كأسواق او مواد خام ، عبّر عنها كاتب امريكي بقوله  : "منذا الذي زرع بترولنا تحت رمالهم" . فقال مظفر النواب أنذاك : يعلّم كلب الشرطة ان يعرف رائحة اللاجيء من غير اللاجيء / ان كلاب الشرطة هذه لتنسق بالتأكيد مع السلطات العربية والامريكية والقردة / يأكل قط ما يشبع عائلة في عدن / وضعوا المذبحة الآن هنالك قدام نيافات رصيد المال الديني  / رصيد الدين المالي / رصيد القتل / وهذا الغرب بكل تكامله وتفاضله الذريين /على النفط جميعا يجمعنا/ وعلى النفط جميعا يذبحنا .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير