الاحتلال يقتل ويعتقل الصحفيين تحت ستار الإبادة الجماعية
نقابة الصحفيين لـوطن: الاحتلال يمارس حرب إبادة إعلامية لحجب الرواية الفلسطينية
وطن: تواصل سلطات الاحتلال التصعيد من سياسة اعتقال الصحفيين، إلى جانب التهديدات والاعتداءات الميدانية، والاحتجاز والملاحقة المستمرة، وذلك في ضوء استمرار حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين عمر نزال، يقول إن الاحتلال يمارس حرب إبادة إعلامية، تحت ستار حرب الإبادة الجماعية المتواصلة للشهر التاسع على التوالي في قطاع غزة، مشيراً إلى ارتقاء 141 صحفياً في قطاع غزة وصحفياً واحدا في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر الماضي.
الصحفيون في غزة يعيشون بين ناري الاستهداف والقتل والاعتقال والتعذيب
ويعيش الصحفيون في غزة بين ناري الاستهداف والقتل والاعتقال والتعذيب، يُضاف إلى ذلك فقدان كل الصحفيين في القطاع لمكاتبهم ومقارّ عملهم، يقول نزال.
50 صحفياً رهن الاعتقال على خلفية العمل الصحفي وما يُسمى بـ"التحريض"
وفي تعليقه على تصعيد الاعتقالات في صفوف الصحفيين، يؤكد نزال أن الاحتلال يتجه لتصعيد الاعتقالات بهدف الردع وتخويف الصحفيين الآخرين، ويقول إن الاحتلال اعتقل نحو 80 صحفيا فلسطينيا منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، أفرج الاحتلال عن 30 منهم وأبقى على اعتقال نحو 50 صحفياً وصحفية في سجونه ومعتقلاته، وتم اعتقالهم جميعاً على خلفية عملهم الصحفي، وبند ما يُسمى بـ"التحريض".
7 صحفيات مُعتقلات
وعن الصحفيات المُعتقلات يقول نزال: "لا تزال 7 صحفيات رهن الاعتقال، هن: إخلاص صوالحة، وبشرى الطويل، وأسماء هريش -ويخضعن للاعتقال الإداري- ورولا حسنين المعتقلة بذريعة "التحريض"، ورشا حرز الله المُعتقلة أيضاً بذريعة "التحريض"، وأمل شجاعية واعتقلت فجر اليوم من منزلها في بلدة دير جرير برام الله، وسمية جوابرة التي تخضع لشروط مشددة فرضت عليها، ولا تزال رهن الحبس المنزلي".
ويشير سلوك الاحتلال وتصعيده للاعتقالات في صفوف الصحفيين، إلى عجزه عن مواجهة الرواية الفلسطينية، الآخذة في الانتشار والاتساع، لذا يسعى لقمع واعتقال الصحفيين لحجب الصورة وإسكات الصوت الفلسطيني.
صحفيو غزة المُعتقلون و"المصير المجهول"
وعن الصحفيين المعتقلين من غزة "أصحاب المصير المجهول" يقول نزال إن عدد الصحفيين المعتقلين يبلغ 12 صحفيا، غالبيتهم اعتقلوا خلال العدوان الواسع الذي شنه الاحتلال على مستشفى الشفاء في غزة".
ويتابع: "رغم وجود مؤشرات على اعتقالهم، إلّا أن سلطات الاحتلال تواصل جريمة الإخفاء القسري بحقهم، ولا يزال مصير 5 صحفيين مجهولاً ولم ننجح بمعرفة أي معلومات عنهم".
وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا قد أيدت الجيش وأصدرت قراراً مفاده "أن من حق الجيش أن يرفض إعطاء معلومات عنهم".
وأثمرت ضغوط المؤسسات الحقوقية الإسرائيلية والدولية بنقل 1000 أسير من معتقل "سديه تيمان" جنوب فلسطين المحتلة معظمهم -من قطاع غزة- إلى معتقلات أخرى، وتقليص عدد الأسرى فيه إلى 200 معتقل.
سعيٌ إسرائيلي محموم لعزل الصحفيين الفلسطينيين على المستوى الدولي
ويوضح نزال في حديثه لبرنامج "وطن وحرية" ويقدمه الزميل عبد الفتاح دولة، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، إلى أن انتهاكات الاحتلال بحق الصحفيين، لا تتوقف عند القتل المباشر والاعتقال والتعذيب، مشيراً إلى سعي الاحتلال المحموم لعزل الصحفيين الفلسطينيين على المستوى الدولي.
ويذكُر أن وزارة الخارجية الإسرائيلية والسفارة الإسرائيلية في فرنسا، سارعت إلى إصدار بيان تطالب فيه السُلطات الفرنسية، بسحب جائزة فرنسية من الصحفي معتز العزايزة بدعوى أن تغطياته الصحفية منحازة للفلسطينيين، أضف إلى ذلك ممارسة الاحتلال لضغوط كبيرة، بهدف حجب جائزة اليونسكو عن صحفيي القطاع، خلال الأشهر الأولى للعدوان على غزة.
من جهة أخرى تواصل المُنطمات الدولية ذات العلاقة وعلى رأسها اليونسكو وهي المؤسسة المعنية بحماية حقوق الصحفيين حول العالم، والاتحاد الدولي للصحفيين الاصطفاف إلى جانب الصحفيين الفلسطينيين، وتقديم الدعم لهم ويصفه نزال بالجيد، لمساندتهم في استكمال تأدية الرسالة الإعلامية، التي لن تتوقف رغم تكلفتها الغالية.
قضايا ضد "إسرائيل" في "الجنائية الدولية" والمحاكم الأمريكية
ويشير ضيفُنا إلى أن منظمة "مراسلون بلا حدود"، تقدمت في السابع والعشرين من أيار الماضي، بشكوى جديدة -هي الثالثة- أمام المحكمة الجنائية الدولية حول "جرائم حرب ارتكبتها إسرائيل في حق فلسطينيين"، ودعت المنظمة، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى "التحقيق في جرائم ارتكبت في حق ما لا يقل عن 9 مراسلين فلسطينيين بين 15 من ديسمبر 2023 و20 مايو 2024"، بينما رفعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، دعوى قضائية في المحاكم الأمريكية ضد الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية آنتوني بلينكن.