هل ترضي حماس قطر.. أم مصر.. أم الشارع الفلسطيني ؟ بقلم : محمد اللحام

16.07.2014 02:21 AM

من الواضح ان هنالك فجوة كبيرة بين ما تم طرحه بالمبادرة المصرية، وما بين سقف مطالب كتائب القسام التابعة لحركة حماس . والتباين واضح ما بين مواقف قيادات حماس فيما يتعلق بمبادرة التهدئة من خلال تصريحات عضو مكتب سياسي حماس عزت الرشق، قابلها تصريحات لا تتفق معه تماما من قبل زميله بالمكتب السياسي موسى ابو مرزوق، عدى عن تصريحات متحدث حماس سامي ابو زهري .

فإلى اي حد ستكسب ام ستخسر حماس من بلورة موقف اتجاه المبادرة المصرية ؟

الإجابة لها تفرعات خطيرة وحسابات ودقيقة .

دعونا نتفق ان حماس وفي معركة صراع الإرادات لا يشكك عاقل بأنها حققت نصر في معركتها مع الاحتلال كونها رأس الحربة في المقاومة من قطاع غزة . وفيما يتعلق بالشق السياسي فان الاحتلال ظهر بمظهر الحمل أمام العالم ووافق على التهدئة وأعلن عن ذلك . وهنا ليس بخافي على احد انه سجل نقطة سياسية بالادعاء بالالتزام وكأنه كان يراهن على إرباك حماس التي ظهرت للإعلام العالمي كطرف غير ملتزم وغير معني بالتهدئة عبر ما رشح من صواريخ انطلقت من قطاع غزة، بالرغم من ان الاحتلال لم يلتزم بالتهدئة إلا إعلاميا وواصل عدوانه .

فهل كان من الحكمة ان تلتزم المقاومة بالهدوء لساعات حتى ينجلي الموقف ويتم تدارس بنود الاتفاقية للتهدئة وتفويت الفرصة على لعبة الاحتلال الإعلامية ومن بعدها تكون الخطوة التالية ؟ .

تصريح البيت الأبيض بمثابة إعطاء موافقة ودعم للاحتلال بإطلاق يده لزيادة وتيرة العدوان على اعتبار ان حماس ترفض التهدئة وعلى الاحتلال ان يدافع عن نفسه .

هذا الإعلان الأمريكي من البيت الأبيض على ما يبدو مؤشر على ضوء اخضر للعملية البرية التي يتوعد بها الاحتلال منذ بداية الحرب بالرغم من معرفته وإدراكه للاثمان المنتظرة إلا ان حجم أهدافه البرية وجرعة انتقامه ستكون قاسية أيضا على أهلنا في القطاع .

حماس في ساحة الفعل المقاوم ميدانيا  في وضع أفضل بكثير من ساحة الفعل السياسي المطلوب منه وقف الاعتداءات وحماية الجمهور وخاصة ان حماس أعلنت مرارا وتكرارا أنها لم ترغب في المواجهة بل فرضت عليها، وبالتالي هنالك متطلبات للجبهة الداخلية في القطاع تتمثل في احتياجات الناس وأمنهم وغذائهم وعلاجهم وتماسكهم فقطاع غزة مليون و800 الف نسمة ومعظمهم ليس منخرطين بالمقاومة بل أناس بسطاء عزل .فهل كان من الحكمة الاعتداء على وزراء حكومة التوافق التي مولت القطاع باحتياجات كبيرة من الدواء والغذاء منذ بداية العدوان كواجب واستحقاق وطني؟ .

العقدة أمام حماس تتمثل في محاولة كسب ود النظام المصري، وعدم إغضابه، وبالتالي محاولة التجاوب مع مقترحاته بما يحفظ لها سقف تطلعاتها ومطالبها التي نادت بها بعد انطلاق هذه الحرب . وهنا كان الله في عون حماس لإيجاد حلول التوازن المطلوب .

العقدة الثانية أمام حماس قد تكون الشريك حركة الجهاد الإسلامي وحسابات إيران مع مصر تحديدا والتناقض بينهما ، مما يتطلب من حماس العمل على تفكيك هذا الملف بأقل الخسائر أيضا .

العقدة الثالثة أمام حماس تتمثل بالموقف القطري المتعارض مصالحيا مع النظام المصري .والمصالح الكبيرة التي تربط حماس بقطر وضرورة إعطائها دورا ومساحة تزاحم بها الدور المصري ضمن صراع المعادلات الإقليمية في المنطقة .

بالنتائج فان المتوقع ان يتم تعديل المبادرة المصرية بإضافة امتياز هنا او هناك لصالح حماس لدفعها للتوقيع على التهدئة .ويبقى للشارع الحكم على نجاعة القيادة السياسية لحركة حماس في التعامل مع ملف العدوان والتهدئة .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير