بعد منعها في "تل أبيب".. يهودي يعرض مسرحية عن دير ياسين في واشنطن

29.03.2014 11:28 AM

وطن - وكالات: يبدأ السبت عرض مسرحية "ادميشان" (اعتراف) في واشنطن، للكاتب اليهودي موتي ليرنار، ومن إخراج سايناي بيتر، التي يتناول فيها مذبحة "دير ياسين" التي نفذتها العصابات الصهيونية في فلسطين، بعد أن منعت الحكومة الإسرائيلية عرضها في إسرائيل بسبب "توقع إثارة توتر سياسي واجتماعي".

لكن، حتى يهود واشنطن ترددوا في الموافقة على عرضها في واحدة من مسارحهم وفق ما ذكر موقع جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية.

وكان الكاتب كرر أنه لن يعرضها خارج إسرائيل، وإذا اضطر إلى ذلك فلا بد أن يعرضها في مسرح يهودي، حتى لا يتهم بمعاداة السامية، أو على الأقل، وهو اليهودي، حتى لا يتهم بأنه يكره نفسه.

في نهاية السنة الماضية، وافق المركز الاجتماعي في واشنطن "جي سي سي" على عرض المسرحية، لكن اشترط أن تخفض من 34 منظرًا إلى 16 منظرًا، وألا تقدم مثل مسرحية، ولكن مثل ورشة عمل.

يعرض العمل على "مسرح جي" الحرف الأول من كلمة "جويش"، وهو مسرح يهودي معروف بتوجهاته الليبرالية، وله صلة بمنظمة شارع "جي" اليهودية الليبرالية في واشنطن، التي أسست قبل سنوات قليلة، لكنها بدأت تسبب صداعًا للمنظمات اليهودية الكبيرة في واشنطن، مثل أكبرها "ايباك" لجنة العمل الأمريكية الإسرائيلية.

يقع "مسرح جي" داخل مبنى المركز الاجتماعي اليهودي "جي سي سي"، لهذا اضطر إلى أن يوافق على شروط المركز بتخفيض مناظر المسرحية، وبأن يسميها "ورشة عمل"، لا "مسرحية".

دير ياسين هي قرية فلسطينية تقع غرب القدس المحتلة عندما دخلتها العصابات الصهيونية المسلحة عام 1948. ونفذوا فيها مذبحة بشعة بقيادة مناحم بيجن، الذي صار في وقت لاحق رئيسًا لحكومة الاحتلال، واقتسم مع الرئيس المصري أنور السادات جائزة نوبل للسلام بعد اتفاقية كامب ديفيد عام 1979.

وحسب تقارير دولية، ذبح اليهود 107 مواطنين فلسطينيين، بين رجل وامرأة وطفل "يقول آخرون إن العدد كان 450"، حصدوا بالرصاص كل الرجال لدى عودتهم من الحقول ثم ألقوا بهم في بئر القرية.

وبعد المذبحة استوطن اليهود القرية. وفي عام 1980 أعادوا البناء فوق أنقاض المباني الأصلية، وأسموا الشوارع بأسماء مقاتلي منظمة "ارغون" الذين نفذوا المذبحة.

في مذكراته، كتب بيجن، قائد المذبحة "كانت نار العرب حامية. واضطر اليهود إلى أن يحاربوا من شارع إلى شارع، ومن دار إلى دار".

في ذلك الوقت، قال كبير مندوبي الصليب الأحمر في فلسطين كريتش جونز "ذبح 300 شخص دون مبرر عسكري، ودون استفزاز من أي نوع. كانوا رجالا كبارًا في السن، ونساء، وأطفالا رضعًا، بل إن شابة يهودية أرتني سكينها ويديها تقطر دمًا، دليلاً على النصر".

في ذات السياق، كتب محرر الشؤون المسرحية في صحيفة "واشنطن بوست" بيتر ماركز، تعليقًا على المسرحية "هذه دراما إسرائيلية تسبب العذاب. هذا تراث إسرائيل العنيف وهي دولة في بدايتها. هذا تراث يبدو أنه لن ينتهي، لأنه يستمر يصب وكان منبعه بحيرة عذاب لا قاع لها".

ورغم أن ماركز قال إن العرب واليهود يتبادلون الاتهامات حول أسباب المذبحة، وما حدث فيها، أضاف دون أن يتهم اليهود مباشرة: يبدو أن اتهامات الإبادة ضد الجنود الإسرائيليين قلقة جدًا، وتثير المشاعر.

متابعًا: الدليل على ذلك أن المسرحية أثارت نقاشًا حادًا (دون أن يقول وسط اليهود) منذ أن كانت فكرة في إسرائيل. وأثارت نقاشًا أكبر عندما قرر مسرح (جي) في واشنطن أن يعرضها، لأول مرة في العالم.

 

تصميم وتطوير