ماذا حلّ بمخيم نور الشمس في طولكرم؟

06.05.2024 12:43 AM

كتب الطالب هارون ابو رميلة: 

يقع مخيم نور الشمس شرق مدينة طولكرم ويبعد عن مركزها 3 كم، على الشارع الرئيسي الواصل بين مدينتي نابلس وطولكرم، وحسب تقديرات "الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني" يبلغ عدد سكانه في منتصف العام 2023 نحو 7083 لاجئ، ويقدر عدد سكان مخيم نور شمس بنحو 11 ألف نسمة، يعيشون في مساحة لا تتعدى 232 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع)، وبحسب موسوعة المخيمات الفلسطينية فقد سُمي المخيم بهذا الاسم نسبة إلى معتقل "نور شمس" الذي أنشأه الاحتلال البريطاني في فلسطين عام 1919 من أجل سجن أصحاب "الأحكام القاسية" ممن حكم عليهم بالإعدام أو السجن مدى الحياة. ويمكن أن يكون المعتقل قد استمد تسميته "نور شمس" من خلال موضعه المكشوف طوال النهار لأشعة الشمس بحسب الموسوعة.
خلّف هجوم جيش الاحتلال على مخيم نور شمس شمالي الضفة الغربية دمارا واسعا في البنية التحتية والمنازل والممتلكات، ليصبح المخيم "غير صالح للعيش"، وفقا لبعض السكان الذين أذهلهم حجم الأضرار، وانسحبت قوات الاحتلال من المخيم الواقع شرقي مدينة طولكرم مساء السبت واحد وعشرون من شهر نيسان بعد عملية اقتحام وحصار استمرت قرابة 3 أيام، واستشهد خلالها 14 فلسطينيا، في حين أعلن جيش الاحتلال إصابة 9 من جنوده، واستيقظ السكان فجر يوم الأحد لتفقد ما حل بمخيمهم، فوجدوا الدمار في الشارع العام المحاذي للمخيم، والذي يصل بين مدينتي طولكرم ونابلس شمالي الضفة الغربية.
بعد عملية اقتحام وحصار استمرت 3 أيام، واستشهد خلالها 14 فلسطينيا وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، وأعلنت وزارة الصحة "وصول 13 شهيدا إلى مستشفى طولكرم الحكومي من مخيم نور شمس، مما يرفع حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال على المدينة والمخيم، منذ مساء الخميس إلى 14 شهيدا"، ورصد مراسل الجزيرة دمارا واسعا خلفه الهجوم الإسرائيلي على المخيم، في حين نُقلت جثامين عدد من الشهداء بعد انتهاء الحصار الذي فرضه جيش الاحتلال.
قد فرضت قوات الاحتلال حظر تجول وحاصرت المخيم بشكل كامل ومنعت الطواقم الطبية والصحفية من الدخول إليه، وأطلقت الرصاص باتجاه كل من يحاول الاقتراب، وتم تبليغ الطواقم الطبية بوجود عدد من الشهداء والجرحى داخل المخيم، لكن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف من الوصول إليهم.

وشهد حي المنشية أعنف الاشتباكات التي دمرت مباني بشكل كامل، وأخرى بشكل جزئي، فيما تظهر آثار الرصاص والتفجيرات في كل زاوية، وتقول الفلسطينية سميرة أوساجي (78 عاما) إن الجرافات العسكرية دخلت الحي، وبدأت تستهدف المنازل في كل اتجاه رغم وجود السكان فيها، وتضيف وهي تقف أمام منزلها "تعرض منزلي لتدمير جزئي، حيث أشعلوا النيران في الحي، لتصل إلى منزلي، ولولا لطف الله لالتهمتنا النار"، وتشير إلى أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار بشكل عشوائي على المنازل، رغم عدم وجود اشتباك مع مسلحين. وقالت إن الرصاص دمر النوافذ وترك آثارا في كل مكان.
وقد دخلت الضفة المحتلة يوم الأحد إضرابا شاملا حدادا على أرواح شهداء مخيم نور شمس، في حين تواصل قوات الاحتلال اقتحامها للمدن والبلدات، وأغلقت المؤسسات الحكومية والأهلية والمتاجر أبوابها، وتوقفت حركة النقل بين المحافظات الفلسطينية، كما تسببت العملية العسكرية بتدمير البنى التحتية في المخيم، وانقطاع التيار الكهربائي والمياه والاتصالات والإنترنت، الأمر الذي عزل المخيم عن محيطه بحسب وسائل إعلام فلسطينية.
ولا ننسى بالتزامن مع حربه المتواصلة على غزة منذ أكثر من 6 أشهر، يصعّد جيش الاحتلال عمليات الاقتحام والاعتقال في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، حيث يتم اعتقال المواطنين من شتى المدن، وكذلك بهجوم المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير