هاكم برنامج الزيارة.

دعوة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس محكمة العدل الدولية ورئيس الجمعية العمومية لزيارة غزة الأسبوع القادم!

16.03.2024 04:52 PM

 

 

كتب: سامي مشعشع

 

فلسطين- السيد غوتيريس عبر وبحس انساني صادق عن غضبه وحزنه العميق تجاه مجازر الإبادة الرهيبة على أهل غزة والتي طالت، فيما طالت، وحتى اللحظة ١٦٥ من زملائه العاملين بالأونروا.

الدول المتواطئة والدول الصامتة والدول المترددة والدول صاحبة الأقوال الطنانة والأفعال الخائبة والدول التي تعمل بخبث خلف الكواليس مع القتلة – كلهم ، كلهم شركاء في الجريمة. لا أرصفة وموانئ بحرية لإمدادات غذائية تسعفهم ولا براشوتات هوجاء تشفع لهم. صواريخهم وقنابلهم وجسورهم البرية والجوية والبحرية نصرة للكيان، واغلاقهم المعابر قسرا وتسخيرهم لأبواقهم الإعلامية وأقلامهم المأجورة .. كلها، كلها تعريهم. الإبادة تتم عبر البث الحي والشعب منتفض ومعه أيضا كثر من أصحاب الضمائر الحية في العالم قاطبة. جميعهم الان يتطلعون اليك كأمين الأمم المتحدة العام. شئت أم أبيت فأنت "رئيس العالم"!

وعليه أدعوك لزيارة غزة الأسبوع القادم وهاك تصور وبرنامج الزيارة!

-ترأس وفدا أمميا مصطحبا معك دينيس فرانسيس، رئيس الجمعية العمومية ونواف سلام رئيس محكمة العدل الدولية والإنسانة الرائعة فرانشيسكا البانيز، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. توجهوا الى معبر رفح ومنه الى غزة والهدف المعلن هو الدخول لمنطقة تعيش إبادة فوق حصار فوق احتلال وفوق نكبة وتهجير. الهدف هو مقابلة أهل غزة والتحدث معهم والاستماع لهم. لا أكثر ولا أقل من الناحية الإنسانية الصرفة.

-تفقد مركزا تابعا للاونروا في رفح وشارك عائلة غزاوية (أو من تبقى منهم على قيد الحياة) إفطارهم الرمضاني وبما تواجد على مائدتهم ولا تسمح لمساعديك بترتيب إفطارا "لائقا" للتصوير وفقط لإنك ستشاركهم إفطارهم! استمع وإياهم للزنانة فوق رؤوسهم وللقصف والانفجارات والخوف واسمع منهم كثيرا كثيرا ولا تتحدث الا قليلا!

-تفقد مركز الاونروا الأخير الذي قصف واستشهد بداخله خمسة مدنيين احدهم زميل لك بالأمم المتحدة والأخر طفل دون سن الخامسة عشرة. تحدث مع العاملين هناك. دعهم يحدثونك عن زميلهم الذي قتل وعن مخاطر العمل. التقى بهم بعيدا عن أعين الكاميرات وطابور المسؤولين المتحلقين. اعتبرها جلسة تفريغ نفسي لهم بحضور المسؤول الأول في بيت الأمم المتحدة! تلمس ما معنى أن يفقدوا ١٦٥ من زملائهم وكثير من أفراد عوائلهم هم وأقاربهم.

-أصر إصرارا لا رجعة فيه عن حقك الوصول الى شمال غزة. لا تلق بالا بالتهديدات من الأطراف المعهودة ولا تستمع لتحذيرات دائرة الأمن والسلامة التابعة لمنظمتكم (ولهم تقصيرات كبيرة) ولا تجعل الطريق البري الذي تم إنشاءه على أشلاء ودماء الأبرياء فاصلا جنوب عزة عن شمالها يثنيك. ادخل للشمال. تفقد أهل الخيام والذين يعيشون فوق ركام منازلهم. اكسر معهم صيامهم بكسرة خبز من تبن وغلف. قم بزيارة عائلة زميل أو زميلة قتلوا قصفا او غدرا  او عندما انهار عليهم مبني كان يرفرف عليه العلم الأزرق! استمع لخصال هذه الزميلة أو الزميل الذي قتل ومن تركوا وراءهما وماذا كانت احلامهما!

-قم بزيارة لأنقاض مسجد ولبقايا كنيسة ومركزا ثقافيا. حاول أن تلتقى مع الصحفية الشابة الشجاعة المكلومة بيسان. اللقاء معها لهو تأكيد على عشق شباب غزة للحياة ولقهرهم.

-ادخل الى مقر رئاسة الاونروا المهدم. قف والجميع دقيقة صمت على أرواح زملائك الذين استشهدوا. ضع لبنة من الطوب في منتصف المقر وأعلن أن هاهنا سيبني نصبا تذكاريا لهم وتذكارا لأعظم خسارة بالأرواح للعاملين بالمنظمة منذ تشكيلها.

-أمام كاميرات العالم ادعو بصفتك الأخلاقية والسياسية والكونية الى وقف فوري ودائم لإطلاق النار ولحرب الإبادة. حدد وبلغة لا تحتمل اللبس ان بناء رصيفا بحريا للعمل بعد ٦٠ يوما وباراشوتات عبثية وتنقيط مساعدات عبر معابر برية لا تغنى ولا تسمن من جوع. أوضح للجميع أن العائلة التي معها افطرت وتموت جوعا ببطيء لن يساعدها رصيفا بحريا بعد شهرين ولا سفينة أمريكية ستصل بعد أسابيع حاملة وجبات ساخنة كمكدانولدز مثلا! وان المعابر البرية يجب ان تفتح مصراعيها الان وحالا.

-ان مقتل ١٦٥من زملائك و٤٠٠ مدني كانوا يحتمون بمقار الاونروا هو جريمة حرب. أعلن وبوجود، رئيس محكمة العدل الدولية، انها كذلك وانك كسكرتير الأمم المتحدة ستشكل فريقا مختصا للتحقيق الرسمي وستقدم الملف للمحكمة ولمحكمة الجنايات الدولية أيضا.

-أعلن من غزة أن الأمم المتحدة ستقاضي الكيان للتعويض المادي لاسر الزملاء الشهداء والتعويض المادي للدمار الممنهج لمنشآت الاونروا وغيرها من منظمات الأمم المتحدة. وأعلن من غزة بإنك ستنشر على الملأ تقرير الاونروا المكتوم المتعلق بالتعذيب والإساءة الجنسية بحق عاملي الاونروا الذين تم اعتقالهم واستجوابهم وإكراههم على تقديم اعترافات قسرية.

-أعلن من غزة أن الأمم المتحدة لن تسمح ببدائل عن الاونروا واطلب من الدول زيادة تبرعاتها لها وتلك التي حجبتها بضرورة ارجاع دعمها للاونروا واطلب من الباحثين عن بدائل لها بالكف عن ذلك وبصريح العبارة.

وأخيرا وقبل الخروج عبر معبر رفح اعقد لقاءا صحفيا واعتذر فيه باسم الإنسانية لشعب غزة لخذلالنا لهم وكيف سمحنا لإبادة أن تتم وتستمر وببث حي لقرابة نصف عام.

مهما حصل او لن يحصل ( وحتى لو منعت من الوصول للشمال) ومهما كانت نتائج زيارتك على الأقل يمكن لأبناء غزة أن يقولوا انك قدمت لغزة وانتصرت للحق وللإنسانية ولحقهم بالحرية والخبز والحياة.

وكما يقولون بالانكليزية

" you at least owe them this!”

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير