خاص 'لوطن': قصّة حنان المتروكة 'بين الأغنام' تكشف 'تقصير الحكومة' ومعاناة 'خربة الرشا'

02.10.2013 02:21 AM

قلقيلية - وطن - سامي الساعي: خرجت عائلة الفتاة حنان سامي عودة (33 عامًا) من خربة وادي الرشا جنوب قلقيلية، عن صمتها، بعد أن أثارت قصتها التي نشرت على "وطن" ردود فعل متباينة، وجاءت تحت عنوان "حنان تُركت عارية بين الأغنام والدجاج".

وكشف أفراد من العائلة، أن قضية حنان ليست جديدة، بل منذ سنوات طويلة، محمّلين المسؤولية لمؤسسات السلطة الفلسطينية وتحديدًا وزارة الشؤون الاجتماعية، مضيفين "نعم نحن نتحمل جزءًا من المسؤولية، لكن ما باليد حيلة".

وأوضح أحد أقرباء حنان، ويدعى باسم صالح عودة، أنه أبلغ وزارة الشؤون الاجتماعية قبل أكثر من عشرة أعوام عن قضيتها، و"لم يفعلوا شيئًا لها سوى بعض الزيارات الخجولة، التي لا ترقى لتحمّل المسؤولية اتجاهها".

وأضاف عودة: لا يمكن أن ننكر بعض التفاصيل التي جاءت في قصة حنان ونُشرت على موقع وطن، لكننا نعيب على المؤسسات التي عرفت وتعرف قضية حنان، ولم تحرّك ساكنًا، بل حتى بعد نشر القصة بقي الحال على ما هو دون تحرك حقيقي.

وأكد أن الشرطة الفلسطينية حضرت إلى مكان سكن حنان، الاثنين، وأبلغتهم أن لديها تعليمات من قيادة الشرطة الفلسطينية ببناء غرفة تأوي حنان، إضافة إلى حضور وفد طبي من وزارة الصحة، "اكتفى بتقديم بعض الأدوية لها".

وتابع عودة: نحن كأبناء عائلة حنان قادرون على بناء بيت كامل وليس غرفة لحنان، الموضوع ليس موضوع غرفة ومكان للإيواء والنوم، الموضوع يتطلب نقلها إلى مكان مخصص للرعاية والعلاج، ولو كان على حسابنا الخاص، وقمنا فعلًا ولسنوات عديدة بمخاطبة الكثير من المؤسسات لهذا الغرض دون جدوى، فالغرفة لا تفيد حنان، إنما التأهيل والتدريب والرعاية هو ما تحتاجه".

ورفض ما قيل أن حنان "تعيش عارية بين الأغنام"، لافتًا إلى أنها تعيش مع عائلتها، لكنه عاد واستدرك: هي من تقوم بخلع ملابسها، وأكثر من ذلك أنها ترفض دائمًا مبادرات من حولها لكي تبقى نظيفة ومرتبة، فتقوم بتمزيق كل شئ أمامها، الفراش والملابس، وإن تُركت تخرج من البيت ويستدعي ذلك البحث عنها مطوّلا لإعادتها، فوضعها العقلي والصحي سيء جدًا وهي بحاجة لتأهيل.

وعن خربة "وادي الرشا" قال عودة: الخربة تبعد عن قرية حبله جنوب قلقيلية نحو كيلو متر واحد، ويسكنها نحو 200 نسمة، وفيها من العائلات 35 عائلة، وكل 3 أسر تعيش في بيت واحد، ويعتمد سكانها على تربية المواشي وأشجار الزيتون.

وعبّر عودة عن استياء أهالي الخربة بسبب "الإهمال" الكبير الذي تتعرض له من قبل السلطة والحكومة الفلسطينية، وقال "الخربة بقيت محاصرة بجدار الفصل العنصري نحو ثمانية أعوام، ومقفل عليها ببوابة وأسلاك شائكة".

مضيفًا: صودرت المئات من أراضيها الزراعية وأشجار الزيتون، وحتى الشارع المؤدي اليها غير معبّد، وهو بطول 800 متر، ويعاني سكانها وطلابها شتاء عند الخروج منها والعودة إليها، ويمنعهم الاحتلال من البناء فيها بحجة قربها من مستوطنة (ألفي منشي) المقامة على أراضي المواطنين.

ودعا عودة الصحافيين تحديدا، والمؤسسات التي تعنى بحقوق الإنسان لزيارة "خربة وادي الرشا"، والاطلاع عن قرب على أوضاع سكانها ومعاناتهم اليومية، وتساءل "أين تعزيز صمود المواطن الفلسطيني، أم هو كلام في الهواء؟".

تصميم وتطوير