عودة دحلان بين حماس والرئيس عباس - سفيان ابو زايدة

30.09.2013 08:27 PM
لم يتوقف الحديث في وسائل الاعلام عن امكانية اتمام المصالحه بين الرئيس عباس و القيادي في فتح محمد دحلان.

الجديد في الامر ان هناك ربط بين هذه المصالحة و بين المتغيرات الاقليمية.

وسائل الاعلام تتحدث اليوم على ان هناك ضغط مصري مدعوم بقوة دفع اماراتية و بتشجيع اردني يهدف لانهاء الخلاف بين الرئيس عباس و دحلان كضرورة مُلحة في هذه المرحلة.

تكرار الحديث في هذا الموضوع يتبعه في الغالب تصريحات مضادة من بعض القيادات و الاشخاص الذين يعتبرون ان عودة دحلان، او حتى مجرد الحديث عنها ، هو بالنسبة لهم كارثة شخصيه، خاصة اولئك الذي استفادوا من هذا الخلاف، و اللذين لا تزدهر و تترعرع نفوسهم المريضة الا في ظل الخلافات بين الكبار.

على الرغم من نفي البعض، احيانا من منطلق عدم المعرفه لحقيقة ما يجري من اتصالات، واحيانا اخرى من منطلق تنفيس للاحقاد الشخصية التي آخر ما تفكر به هو مصلحة الحركة و وحدتها و تماسكها، الا ان الاتصالات و على اكثر من مستوى لم تتوقف لحظة واحده.

ليس بالضرورة كل ما ينشر من تفاصيل هو صحيح و لكن جوهر هذه الاخبار صحيح مئة بالمئة.

عودة دحلان يجب ان تتم بأسرع وقت ليس لان هناك متغيرات اقليمية و ليس لان هناك ضغوط من دول صديقة و شخصيات مهمه جدا في المعادلة الاقليمة، بل لان عودة دحلان هي ضرورة سياسية و ضرورة تنظيمية و الاهم من ذلك كله هي ضرورة اخلاقية.

التفريط بقائد بحجم دحلان في ظروف كالظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني و قضيته العادله هو غباء سياسي، و بالتالي المطلوب تصحيح هذا الخطاء كضرورة فلسطينية بمعزل عن اي اعتبارات اقليمية اخرى، الا اذا كان هناك ما زال من يعتقد ان الطريق نحو الدولة والقدس وعودة اللاجئين ووقف الاستيطان و اقامة الدولة على حدود 67 سالكه بدون دحلان.

عودة دحلان هي ضرورة تنظيمية فتحاوية قبل ان تكون مطلب اقليمي. فقط اعمى البصر والبصيرة، او احقادة الشخصية تعميه عن رؤية الحقيقة من يدعي ان اوضاع فتح الداخلية افضل اليوم مما كانت عليه قبل عامين. من يحاول تجميل الصورة اما ان يكون ليس له علاقة بالواقع الذي تعيشة الحركة، او لا يريد الاعتراف بهذا الواقع لكي لا يقر بعجزه او ليس له اصلا في رأس مال هذه الحركة و لم يسمع به ابناءها من قبل الا في السنوات الاخيرة.

و الاهم من كل ذلك ان عودة دحلان هي ضرورة اخلاقية، وهي تصحيح لخطاء تم ارتكابه استخدمت فيه القوة والصلاحيات والقانون والظرف الزمني والجغرافيا في محاولة "شيطنة" لدحلان وشطبه نهائيا من الخارطة السياسية و التنظيمية دون ان يكون هناك دليل واحد على كل الاتهامات التي تذرعوا بفصله بسببها.

هذا على الرغم ان هناك من عمل و مازال ليل نهار من استجواب و جمع معلومات و احيانا نسج اكاذيب و حتى الاستعانه برؤوس فساده على امل ان تكون كافية لتوجيه تهمه تبرر ما اتخذ بحق الرجل من اجراءات.

عودة دحلان يجب ان تكون في اطار التراجع عن أخطاء ارتكب بحقه، اكثر منها عودة لاسباب اقليمية.

ابناء فتح بشكل خاص و ابناء الشعب الفلسطيني الذين ليس لهم مصلحة مباشرة في هذا الصراع، يستخفون و ربما يشفقون على بعض الشخصيات التي تقول دحلان انتهى بلا رجعه و ان دحلان ليس له شيئ على الارض.

الناس تستخف بهم لان من يعيش بين الناس و من يتواصل مع القواعد الشعبية يعرف ان شخص بوزن دحلان يمارس العمل السياسي و التنظيمي و الجماهيري و ما يمتلكه من قدرات وكاريزما لا يمكن شطبه بقرار او بتصريح. الرئيس عباس هو اكثر من غيره يعرف هذه الحقيقة.

من المنطقي جدا تفهم عداء حماس لدحلان الذين على ما يبدو يفهمون حجم هذا الرجل اكثر بكثير من قيادات في فتح.

من المنطقي جدا تفهم تخوف حماس من امكانية عودة دحلان للساحة السياسية و الفتحاوية لانهم يعرفون تماما حجمه على الارض، و يعرفون تماما شعبيته بين اوساط فتح. لذلك يمكن فهم توجه حماس الاعلامي الذي لم يتوقف لحظة عن عداءه له.

ولكي لا يفهم بعض صغار العقول حديثي في غير مكانه، امن حماس الداخلي على سبيل المثال عندما يعتقل شخص فتحاوي في غزة السؤال الاول يكون هل انت عباسي ام دحلاني و السؤال الثاني ما هي علاقتك بدحلان و السؤال الثالث ما هي خطط دحلان لاسترجاع قطاع غزة.

حماس تتعاطى بكل جديه مع اي تصريح او تحرك او موقف له علاقة بدحلان، و حماس تتعاطى بكل جدية مع الحديث الذي يدور عن عودة دحلان بجهود اقليمية لانها تعرف بالضبط الحجم الحقيقي لهذا القائد، على الاقل بالمقارنه مع القيادات الاخرى.

تعرف بالضبط وزنه الحقيقي على الارض لذلك لا تستهر به، و بعكس الكثيرين من قيادات فتح هي تعرف انه لم يغب لحظة و احدة عن دائرة الفعل والتأثير.

خلاصة القول ان دحلان يجب ان يعود ليس من اجل اقصاء احد او التآمر على احد بل يجب ان يعود وفورا للمساهمه في تحقيق المصالحة الوطنية و المجتمعية، يجب ان يعود لمساندة القيادة الفلسطينية في معركتها السياسية، يجب ان يعود للمساهمة في توحيد الحركة كجزء من المصالحة الداخليه.

لا تنتظر طويلا سيادة الرئيس، الوقت من ذهب و الوطن اكبر من الجميع.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير