أعادوا تدوير قطع بلاط تالفة.. فتية وشباب يُعيدون الحياة لفن الفسيفساء بغزة

22.08.2023 03:37 PM

رفح- أمل بريكة- وطن: يتفنن مجموعة من الفتيان والشباب من كلا الجنسين في رسم لوحات فنية تُعيد فيها الروح والمجد لتاريخها الحافل بالهوية والتراث الفلسطيني، من خلال استخدام بقايا قطع بلاط غير صالحة؛ ليكون المُخرج النهائي لها "لوحة فسيفسائية" كانت غائبة عن العمل الفني بغزة لفترة من الزمن ليُعيد هؤلاء أحياءها من جديد.
وقال الفنان التشكيلي محمد أبو لحية، من مركز بُناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر بمحافظة خانيونس، إننا نعمل مع فتية وفتيات من 12-16 سنة ضمن خطة استراتيجية تنفذها المؤسسة بالشراكة مع الفئة المشاركة منذ عام 2022، فمن ضمن الأنشطة تم تنفيذ زيارة للمواقع الأثرية القديمة التي تهتم بالتراث الثقافي كدير القديس هيلاريون وكذلك المتاحف الأثرية بغزة.

وأضاف أبو لحية، أن الأطفال خلال زيارتهم تأثروا بتلك الأماكن، وخاصة جداريات الفسيفساء التي تُحاكي حقب زمنية مرت على فلسطين كالرومانية والبيزنطية مرورًا بالإسلامية، حيث قرروا هؤلاء الأطفال عند عودتهم للمؤسسة وضع أنشطة لرسم جداريات بأسلوب الفسيفساء.

وتابع، أن الأطفال اختاروا العمل على مواضيع تحاكي التراث الفلسطيني، كونه غني بمكوناته وعناصره وأساليبه، وتمكنوا من رسم المرأة الفلسطينية بالزي التقليدي، وكذلك ساحل بحر قطاع غزة، وشجرة الزيتون لرمزيتها الوطنية، و الرجل (الختيار) بالزي الفلسطيني.

ونوه أبو لحية، أن الهدف من ذلك هو إقامة بازار أو جدارية تكون واجهة للزوار للتعرف على التاريخ الفلسطيني، وقال إن هذا العمل سيكون المخرج النهائي لعمل 15 فتى/اة حضروا إلى ورشة العمل من الساعة 8 صباحا وحتى 3 مساءً بشكل يومي على مدار 5 أشهر.

تمكنوا من استخدام قطع السيراميك والخزف المستخدم وتقطيعه صغيرًا، علما بأن هذا البديل عن الحجر الأصلي الذي لم يدخل القطاع بسبب الحصار والاحتلال، وقد يحتاج الفنانين إلى حوالي 16 ألف قطعة لرسم أي لوحة فنية على شكل فسيفساء كـ لوحة المرأة التي استغرقت هذا الرقم وزيادة عليها بجوال 900 قطعة، حسبما قال.

ومن جانبه قال المشارك عبد الله العكاوي (21 عاما)، إنه شارك في إنتاج لوحات فنية من الفسيفساء في مدة زمنية استغرقت من شهر إلى 3 شهور لأكبر لوحة فنية وبطول من متر إلى مترين.

وأضاف العكاوي، أن هذا العمل أضاف له مهارات جديدة خاصة وأنه تعلم فن جديد، فيشعر أن السعادة تغمره عندما يتم إنجاز أي لوحة، مشيرًا إلى أن أكثر لوحة تأثر بها هي لوحة المرأة لما فيها من تفاصيل دقيقة من ارتداء الثوب الفلاحي الفلسطيني.

أما المشاركة لما العقاد (17 عاما)، أكدت أنها بدأت العمل ضمن الفريق من تاريخ 1 مارس من العام الحالي، من خلال تعلم أساسيات فن الفسيفساء، قبل الانتقال إلى المرحلة العملية واستخدام قطع البلاط القديم والمستخدم.

وتحلم العقاد، بأن يتم إنشاء مكان خاص (مدرسة) بغزة لتعلم هذا الفن، كوننا من الأوائل في صناعة هذا الفن وتجسيده في لوحات فنية تحاكي التراث الفلسطيني الحافل بتاريخه.

تصميم وتطوير