قرية بيت الروش الفوقا.... عائلة واحدة في رمضان

مدينة الخليل- ساري جرادات- وطن: في أقصى جنوب الضفة الغربية، وخلف الجبال المترامية الأطراف وبين الأشجار والأراضي التي كساها الربيع، تستقبلك خربة بيت الروش الفوقا الواقفة على سفح جبل مليء بالهواء النقي والنسمات اللطيفة.

منذ مئات السنين وهذه الخربة تحافظ على عاداتها وتقاليدها بصورة عامة، وتتمسك بطقوسها وموروثها الرمضاني على وجه الخصوص، وشهر رمضان تحديدا يكون مختلفا تماما فيها، فالخربة لا تذر متعففا أو محتاجا في الشهر الفضيل، وهي القرية الوحيدة في الضفة الغربية التي تتمسك بهذه العادة وفق أقوال رئيس مجلسها القروي عمر كاشور.

وبين رئيس مجلس قروي بيت الروش الفوقا عمر كاشور أن عادة الإفطار الجماعي في شهر رمضان تعبر عن التلاحم والتعاضد والمحافظة على النسيج المجتمعي في القرية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الكل الفلسطيني.
ووفق أرقام مجلس قروي بيت الروش الفوقا فإن عدد سكان القرية يصل لنحو 1800 مواطن.

يقول المسن ياسر الحريبات إنه تم بناء قاعة قريبة من مسجد القرية لإقامة الموائد الرمضانية فيها، فيما كانت تجري العادة قديما ببناء خيمة مكان القاعة.

ولفت المسن الحريبات أن الافطار الجماعي في القرية له رونق مميز، كونه يؤدي إلى زيادة التماسك والتاريخ المجتمعي في القرية، ويحافظ على الموروث والعادات والتقاليد.

ووفق حريبات فإن الإفطار الحالي وصل لحوالي 20 ألف شيكل مع أجرة الطباخ والحلويات والعصائر والقهوة وما يتبع الإفطار من تفاصيل.
وأوضح المواطن عيسى الحريبات أن عدد الأشخاص الذين يحضرون الإفطار يصل لحوالي 500 فرد، نصفهم رجال وكذلك يتم تخصيص مكان خاص للسيدات، وفي بعض الأحيان يتم توزيع حصص على البيوت من ذات الإفطار الواحد.