الاستشهاد ثقافة حياة لا ثقافة موت

05.01.2016 08:10 PM

وطن - كتبت:د.ديما أمين:الشهادة تعريفا هي التضحيه بالنفس في سبيل قضية محقة عن وعي قصدي وهو اختيار يتخطى بمعانيه الوجود الحسي ليسموا الى درجات عليا من الإيثار و النبل. بمعنى آخر التضحية كخيار ليحيا الآخرين في عز وكرامة ناتج عن الايمان بقضية عادلة والاستعداد لدفع ثمن باهظ من اجلها.

الاستشهاد هو جسر عبور لحياة افضل وهو ليس هدفا بحد ذاته انما واقعا يعبر من خلاله النضال من اجل قضية يؤمن بها سواء اجتماعية او وطنية.

الاستشهاد ثقافة حياة تعبر عن العطاء بلا حدود وهو حالة تمنح الترقي في معنى الحياة والوجود، وان كان هناك من عمد الى وصفها بثقافة الموت، انما ذلك ابجدية ملوك الجريمة وقهر الشعوب في سياق الاستثمار السياسي وتوظيفه في الاحداث مما افقد الاشياء دلالاتها.

فعندما يكون هناك من يرغبون في النيل من قضية كبرى فانهم يحاولون ان يبتذلوها الى مستويات مادية سخيفة ويخفون ما ينبت من الاستشهاد من قيم النبل والعزة والكرامة وجمال الحياة.

يتميز النضال من اجل الحق في الارض والكرامة بدرجة عالية من الانسانية المتلحفة بمعايير اخلاقية واجتماعية واقتصادية راقية.

اما المسمى الابعد لثقافة الاستشهاد فهو ثقافة المقاومة وهي جزء لا يتجزأ من ثقافة الحياة والجمال، انما ثفافة الموت هي تلك الدعوة الى عدم النضال وتأييد الاحتلال ونشر التخلف.

الاستشهاد هو كلمة السر الوحيدة للنصر عبر التاريخ، وبالمعنى القومي فان الانتصار لا يتم انجازه بدون تقديم الدم على مذبح القضية التي نؤمن بها، هو الفعل الحقيقي المعبر عن الايمان بالارض والكرامة والانسان وبالتطور الاخلاقي للشعوب.

ختاما الشهادة للحق كما الاستشهاد بالجسد فعلان يتكاملان على طريق تحقيق انسانية الفرد.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير