الاستيطان والفساد وجهان لعملة واحدة !!!!!

10.08.2015 02:55 PM

وطن كتب رياض سيف

الاستيطان يستفحل وينتشر كالنار فى الهشيم ..ولاشئ سوى الشجب والاستنكار !!!!!
فرق الموت والتخريب من قطعان المستوطنين  تجوب الارض طولا وعرضا ..تغتصب الارض وتقتلع الاشجار وتحرق قوت وقلوب الناس , وليس سوى الشجب والاستنكار والتهديد بمحكمة الجنايات الدولية !!!!!!!!!!!

قرى بأكملها هجرت او اجبرت على التهجير ..وشعب بأكمله يزاحمه ويسرقه الغرباء ..حتى باتت المستوطنات مدنا وبتنا كوتات صغيره متناثرة هنا وهناك تفصلنا الحواجز والدوريات وتمارس علينا ابشع عمليات التعذيب والاذلال وما زلنا نشجب ونستنكر ونهدد بما لا يهتز له جفن مستوطن وجد فى دعم مسئوليه وجيشه حافزا لكي يمارس شذوذه وجرائمه دون رادع ..

سوسية ليست الاخيره التى يفكر الاحتلال فى اغتصابها وتحويلها الى معاقل لقطعان المستوطنين لكي يتخذوها منطلقا لمرحلة ابعد فى تفريغ المنطقة من اهلها واصحابها ..وجريمة حرق عائلة الدوابشه ليست الاخيرة فى سلسلة الوحشية المبرمجة فى خطط حكومة اليمين المتطرف ..وشعب فلسطين ليسوا فى منآى عن احياء فكرة الترانسفير الممنهج والمدروس ..فبعد ان اصبحت القضية الفلسطينية مطلبا للتحرير من البحر الى النهر , وبعد ان تقلصت المطالب الى حدود عام 1967 , اصبحت القضية متمحورة لدى مسئولينا فى حاجز سردة وحاجز عطارة , وحاجز عناب , ومئات الحواجز , حتى اذا ما اعلن الاحتلال عن رفع حاجز بادرت الادارة الامريكية الى الثناء على هذه البادرة الحسنة التى تفضل بها الاحتلال على الشعب الفلسطينى بل وكافأت الاحتلال بالمال والعتاد على حسن صنيعها .ونحن لاحيلة لنا سوى ان نتمسك بالرهان الخاسر ابدا بمواصلة المفاوضات التى ملت نفسها حتى انها كفرت بكل من ينطق بأسمها ..

والادهى والامر هو ما يجري على الساحة الفلسطينيه . فبدل ان يفكر مسئولينا بحماية شعبنا  تتسرب الخبايا بالفساد من كبار المسئولين دون رادع او حسيب، وكأن مسئولينا يتوقعون اللحظة التى يصل بها الاستيطان الى معاقلهم فيعدون العدة بالنهب والسلب وتحويل الارصدة الى الخارج تحسبا لذلك اليوم ..حتى اصبحت فلسطين برأيهم شركة على حافة الافلاس والنبيه من يستطيع ان يهبر ما يمكن ليؤمن لنفسه حياة رفاهية بالخارج .حتى ما يسمى ديوان الرقابة المالية والادارية , ولجنة مكافحة الفساد وغيرها من الاسماء حين تنظر بقضية ما تنظر لها من منظار سياسي خالص ..فاذا كان المتهم خارج عن ارادة السلطة اجازت عليه الحكم , اما المتنفذين ممن شهدنا وشهد الاعلام صفقاتهم وتورطاتهم المالية والاخلاقيه يتم ابعادهم عن الاضواء حتى ينسى الناس قضاياهم ويعودو بأفضل مما كانو عليه حالا ..

سؤال ارسلته الى الرقابة الادارية والمالية منذ شهرين او اكثر حول اموال تتسرب هنا وهناك وعمليات تنفذ بأموال شعبنا ..وممارسات ادارية ومالية عبثية , ولم اتلق رد على استفساري , بل ان الامر فى التجاوز الاداري والمالي ازداد امعانا فى العبث المبرمج الى درجة اضر بفئات كثيرة من المجتمع الفلسطينى كانت هي احق بهذا المال من غيرهم بالخارج .
تلاحم الاستيطان مع الفساد هما الحدثان البارزان فى العناوين الكبيرة التى تبيح للاحتلال ان يحرق طفلا وعائلته وتجيز للمحتل وقطعانه اقتلاع الناس من بيوتهم واراضيهم , وتشرع اليأس والاحباط الذى وصل اليه الناس نتيجة الضغوطات الخارجية والداخلية ..
لانريد حلا من الخارج فقد اتبتث الوقائع ان لافائدة من انتظار الامل من حكومات اوغلت فى دماء شعبها حتى صار الدم ارخص من الماء فى فضائها ..

مانريده ان نحمي انفسنا بأنفسنا ..واجزم لو علم المستوطنين بوجود قطعة سلاح واحدة بيد قرية او مدينة لما تجرأوا على النظر اليها حتى من بعيد ..
من حق شعبنا ان يكون لديه لجان شعبية مسلحة تحمى كل بيت وكل قرية وكل شجرة زيتون ..واذا كان الاحتلال لا يسمح فى بعض المناطق التى تسمى ( ج) فهناك وسائل على المسئولين التفكير بها . ومن يريد ان يحمى بيته وعرضه لاتمنعه قوة على الارض ان يستعمل الوسيلة المناسبة لذلك . فهل هناك اسوأ من الانتداب البريطانى على ارضنا الذى كان يحاكم الفلسطينى على حمله لسكين بالاعدام. ومع هذا كانت البيوت لاتخلو من سلاح مهما كان نوعه  .
 

والمسألة لاتقتصر على الحماية الذاتية فقط , بل ان للاعلام دوره فى توعية الناس فى كيفية التعامل مع المحتل , وكيفة التصرف فى حالة العدوان عليه من قطعان المستوطنين .وتوجيه رسائل للداخل والخارج
ومن باب اوسع استغلال الدراما التلفزيونيه لفضح ممارسات الاحتلال والمستوطنين عبر اعمال كبيرة تترجم لعدة لغات ..وتوزع للمشاهد العربي والاسلامي والعالم الحر ليرى حياة الفلسطينى ويعرف حقيقة الاستيطان ودوافعه ليصطف الى جانب الحق بمعرفته بمعنى الاستيطان وجرائمه .

فبدل ان تصرف مئات الالاف على اعمال مشتراة لا تهم قضيتنا بشئ . من الواجب ان نستغل كل هذه الامكانيات لخدمة قضايانا دراميا . ليس فقط على مستوى ما يجري الان على الارض الفلسطينية , بل ويتجاوزها الامر الى طرح قضية اللاجئين فى دراما مؤثرة وموجعة انسانيا

عشرات الخطوات والسبل نستطيع بها ان نقاوم هذا السرطان الجاثم فوق رؤسنا ..ولكن هل هناك من يهمه الامر من مسئولي الوطن , الذين جعلوا من الوطن شركة يتقاسمون ارباحها اما خسائرها فيجيرونها الى الشعب .والشعب دائما هو الضحية .

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير