خاص لـ "وطن": بالفيديو... طولكرم: الدش ينتزع وظيفته بعد مقابلته في الشارع

07.02.2015 12:22 PM

طولكرم - وطن - همسه التايه: لم يكترث الشاب أحمد الدش، المرشد التربوي في مدرسة "خالد بن سعيد" الإبتدائية، في طولكرم، والمصاب بشلل رباعي كامل، لنظرات الاستغراب التي رمقه بها أحد أعضاء اللجنة المشكلة من قبل وزارة "التربية والتعليم"، قبيل مقابلته لملىء أحد الشواغر، بعدما دندن الأخير بصوت خافت وعلى مقربة منه "شو بدو يشتغل عنا هاد وهو ع كرسي"، ليعلن تمرده بضرورة إجراء المقابلة معه في الشارع كونه لا يستطيع الصعود للمبنى المخصص لمقابلته لأنه غير موائم لاستعمالات ذوي الإعاقة.

وبعد إلحاحه ومحاولات عدة من قبل اللجنة لرفعه ومساعدته في الصعود، أَجبرَ الدش، (31 عامًا)، من سكان مخيم "طولكرم"، اللجنة على عقد المقابلة، قائلًا "هذه مشكلة الوزارة التي لا تقوم بمواءمة المباني لذوي الإعاقة، والذين ضمن لهم القانون حقهم في التوظيف والعيش بكرامة"، ليعلن لاحقًا عن جدارته وكفاءته في الحصول على الوظيفة في شهر تشرين الأول/ يناير عام 2013، بعدما حصل على معدل 82%.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تقدم بها الدش بطلب توظيف للتربية، حيث واجه العديد من التحديات والعقبات في المرة الأولى والتي حصل من خلالها على الترتيب الأول لذوي الإعاقة بمعدل 72، والثاني على حيث تم رفضه سابقًا بحجج أن الأبنية تحتوي على درجات وغير مواءمة ولا يستطيع صعودها، وفق قوله، ويضيف: تقدمت بشكوى لوزيرة التربية والتعليم في السابق، وقمت بتفعيل قضيتي إعلاميًا كقضية رأي عام، ليخبرونني بضرورة التقدم مرة أخرى بطلب توظيف وبالفعل انتزعت وظيفتي رغم إعاقتي وبكفاءتي.

واستطاع الدش تحقيق الإنتصار لإعاقته التي جعلته حبيس كرسي متحرك، بعد تعرضه لحادث عرضي، عام 2003، في إحدى برك السباحة أثناء ذهابه وزملائه للتنزه ليسقط على رأسه ويصاب بشلل رباعي كامل، أفقده القدرة على السير، لينعزل ثلاثة أعوام بعيدًا عن مقاعد الدراسة، إلى أن استقر وضعه الصحي والتحق بالجامعة واختار تخصص "الخدمة الإجتماعية"، والذي يتناسب ووضعه الصحي.

وخلال فترة الدراسة تعرض الدش للكثير من الإشكاليات والتحديات التي رافقت تنقله وصولا إلى الجامعة بالإضافة إلى الصعوبات التي واجهته نظرًا لعدم قدرته على الكتابة واضطراره لتقديم الإمتحانات شفويا.

وطالب الدش الذي يعيل والده وشقيقاته الثلاث، وأشقاءه الأربعة، خلال حديثه لـ وطن، المجتمع بضرورة تقبل الأشخاص ذوي الإعاقة والتعامل معهم كونهم أشخاص منتجين، مطالبًا الحكومة الفلسطينية والمؤسسات الخاصة بضرورة تطبيق قانون ذوي الإعاقة، وضمان العيش الكريم لهم، وملاءمة الأماكن والمؤسسات كافة لهم لتأمين سهولة الوصول من قبلهم لهذه الأماكن بالإضافة إلى تأمين الوسائل المساعدة لهم. مشددًا على ضرورة عدم إعطاء أحكام مسبقة على الأشخاص ذوي الإعاقة قبل التعامل معهم، وعدم استغلال طاقاتهم.

مناشدًا الجهات المعنية بضرورة دعمه والوقوف إلى جانبه بتوفير كرسي كهربائي متحرك له، كونه يضطر إلى السير مسافة صعبة وطويلة جدا تقدر بنحو كيلومتر، من منزله في المخيم وصولًا إلى  مدرسة "خالد بن سعيد" الإبتدائية، التي يعمل بها خاصة وأنه يسير على كرسي متهالك وتالف.

تصميم وتطوير