خاص لـ "وطن": بالفيديو... طولكرم: مسنة تعاني الوحدة.. وتنتظر من يحضر لها الطعام

05.01.2015 11:18 AM

طولكرم - وطن - سندس علي: تقطن مع روحها بين جدران منزلها الذي يحاكي عمرها، قتلتها الوحدة التي لم تكن تستشعرها أيام صباها على حد تعبيرها، الحاجة عائشة فريج "أم عبدالله" في الخامسة والسبعين من عمرها، من ضاحية شويكة (شمال مدينة طولكرم).

توفي زوجها منذ 35 عامًا، ولم يرزقها الله الذرية، لكنها كانت وما زالت بمثابة أم لأبناء أخواتها وإخوتها، الذين حفظوا لها اهتمامها ورعايتها أيام طفولتهم وشبابهم، إذ كانت دائما تستقبلهم في منزلها وتوفر لهم كل ما يسعدهم عند قدومهم لزيارة شويكة من الأردن، والآن يرسلون لها الأموال التي تساعدها على مشاق الحياة، وأحضروا لها هاتفًا نقالًا للتواصل معها.

وفي شتاء العام الماضي، عندما قُطعت الكهرباء، كُسر حوض الحاجة أم عبدالله التي تعاني ضعفًا في البصر والسمع، ومكثت في المستشفى على إثرها لمدة شهرين، ثم انتقلت إلى "بيت المسنين" الذي أمضت فيه أربعة شهور، مقابل مبلغ 300 دينار دفعتها أختها التي تسكن الأردن، وفق قولها.

وأشارت أم عبدالله إلى سبب مغادرة بيت المسنين، لأنها لم تأخذ راحتها فيه، لا من حيث المأكل ولا المشرب ولا حتى النوم والجلوس، إذ لم يراعوا احتياجاتها التي اعتادت عليها على حد تعبيرها.

وتضيف لـ وطن، لم آكل طوال سنوات حياتي المعلبات سوى "السردين"، لكن في "بيت المسنين" يعتمدون كثيرًا عليه، إضافة لزيت الذرة الذي لم أتذوقه في حياتي، إذ كنت عندما أجبر نفسي على تناوله ولا يتقبله جسدي وأتقيؤه.

وتتابع: فضلت البقاء في منزلي أتمتع براحتي وأتناول ما يتقبله جسدي رغم وحدتي وعدم مقدرتي على قضاء حاجاتي، مضيفة: أبقى طويلًأ دون طعام، لعدم مقدرتي الوصول إلى المطبخ، فالجيران قليلاً ما يقومون بزيارتي لانشغالهم بالحياة والأعمال، موضحة بتواجد عاملة تأتي ثلاث مرات أسبوعيًأ لتعتني بها، مقابل مبلغ من المال..

الحاجة أم عبد الله نموذج لكثير من المسنين أمثالها، الذين يحتاجون الرعاية والاهتمام الحكومي والمجتمعي والتطوعي، وليس فقط من خلال يوم "المسن العالمي"، أو أيام تطوعية تقتصر على مساقات الخدمة المجتمعية في الجامعات.

ومن الجدير ذكره أن نسبة كبار السن (الأفراد 60 سنة فأكثر) بلغت  4.4% من مجمل السكان في فلسطين، بواقع 4.8% في الضفة الغربية و3.7% في قطاع غزة، ورغم الزيادة المطلقة لأعداد كبار السن في فلسطين خلال السنوات المقبلة، إلا أنه يتوقع أن تبقى نسبتهم من إجمالي السكان منخفضة وفي ثبات، أي لن تتجاوز 4.5% خلال سنوات العقد الحالي، في حين من الممكن أن تبدأ هذه النسبة في الارتفاع بعد عام 2020، حسب جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني لعام 2013.

تصميم وتطوير