داعش من تنظيم مرفوض لواقع مفروض

06.11.2014 04:13 PM

وطنتاج الدين عبد الحق

تتحرك محاربة تنظيم داعش، على وقع ما ينقله الإعلام، لا على ما يحدث في الميدان، والاهتمام الذي أظهره العالم بتمدد التنظيم في العراق والشام، يتراجع جغرافيا ليتركز على مدينة عين العرب كوباني، ويتراجع سياسيا، لتصبح الممارسات والتجاوزات غير الإنسانية للتنظيم عنوانا للأزمة، ومفتاحا لها، وكأن استمرار وجود التنظيم محسوم، واستمرار سيطرته على مناطق أخرى مقبول.


الذين يتطلعون لحسم المواجهة مع التنظيم ليسوا قادرين، والذين يملكون القدرة مترددين. وفي كلا الحالين تأخذ المواجهة طابع السجال السياسي والإعلامي، أكثر من طابع المواجهة الميدانية، بحيث تصبح العمليات العسكرية للتحالف أقرب لرفع العتب أو تقطيع الوقت، بانتظار التوافق على كيفية الحسم أو إمكانيته.

وبين العجز عن الفعل، وبين التردد فيه، تعيش المنطقة حالة انتظار مكلفة، تستنزف فيها دول المنطقة بشريا وماديا، وتتآكل قدراتها على حشد الاستعداد لمواجهة الخطر الذي يقف على حدودها، أو يمنع انفجارالخطر المتربص في داخلها.

ومن تابع الوقت الذي احتاجته تركيا للسماح لقوات البشمركة الكردية لنجدة أهالي كوباني، ومن انتبه إلى طبيعة التقارير الميدانية حول المدينة، يشعر كما لو أن سقوط كوباني أو صمودها هو الذي سيغير معادلة المعركة مع داعش، ويفتح الطريق لتصفية الإرهاب واجتثاثه علما بأن هناك مدنا كاملة، وأقاليم واسعة، يسيطر عليها التنظيم، تتعرض لممارسات أقسى، وأفظع مما حدث ويحدث في كوباني وما حولها.

للمزيد على شبكة ارم الاخبارية

رئيس تحرير شبكة ارم الاخبارية

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير