جامعة القدس المفتوحة عبر وطن: نجحنا في بناء نموذج محوسب للتنبؤ بمدى انتشار فيروس كورونا في فلسطين خلال الأشهر المقبلة

رام الله- وطن: أكد مستشار رئيس جامعة القدس المفتوحة، عماد اشتية، أن الجامعة نجحت في بناء نموذج محوسب للتنبؤ بمدى انتشار فيروس كورونا في فلسطين، خلال الأشهر المقبلة.

وقال اشتية خلال لبرنامج "شد حيلك يا وطن" عبر شبكة وطن الإعلامية: استطعنا أن نبني معادلة رياضية محوسبة، من خلالها سنرصد ونتنبأ بمدى تطور المرض خلال الأشهر المقبلة.

وأضاف: تنبأنا بداية بحجم انتشار المرض خلال شهر إبريل/نيسان، وفقا لإحصائيات وزارة الصحة حول انتشار المرض في شهر آذار، واعتمادا على نظرية التباعد الاجتماعي، التي أقرّتها الحكومة في التعامل مع الوباء.

وأوضح اشتيه أن نظرية التباعد الاجتماعي ساهمت في تقليل انتشار الوباء بشكل كبير، والحد من تطوره، ولهذا السبب حتى نهاية شهر 3 كانت الزيادة في الحالات قليلة، وفي بداية شهر 4 بدأ دخول عمالنا من الداخل المحتل، والأعداد بدأت تزيد وانتقلنا في العد من خانة الآحاد إلى خانة العشرات.

موضحاً أنّ التنبؤ هذا الشهر سيكون أقل دقة من الأشهر المقبلة بالنسبة لآلية عمل النموذج، والسبب هو دخول متغير جديد عليه، وهو استقبال مجموعة كبيرة من عمال الداخل، الأمر الذي لم يؤخذ بعين الاعتبار مسبقا لدى إعداد النموذج.

ولكنه أكد أن النموذج الحوسبي سيساعدنا بشكل كبير في الأشهر المقبلة للتنبؤ بمدى انتشار الفيروس.

وأوضح اشتيه أن الوباء ينتشر بمتتالية هندسية، والتوقعات العالمية تشير إلى أن كل شخص مصاب، ينقل العدوى الى 2.8 شخص، وكنا نتوقع أن يكون عدد المصابين خلال شهر 4، 219 إصابة، ولكن دون أن نحسب متغير عمال الداخل.

من جهته أكد د. محمد أبو عمر رئيس قسم أنظمة المعلومات في جامعة القدس المفتوحة، وأحد أعضاء الفريق المختص ببناء النموذج المحوسب، أن النماذج الرياضية تستخدم عادة لحل المشكلات التي تواجه المجتمعات سواء كانت اقتصادية أو إدارية أو علمية أو اجتماعية وغيرها.

وأضاف: في هذا النموذج اعتمدنا على معادلات رياضية وخوارزميات قائمة على التنبؤ، وتمت حوسبة هذه المعادلات وفقا لبرمجيات حاسوبية متقدمة، ووفقا لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وحول آلية العمل، أوضح أبو عمر أنّ النموذج يستطيع التعامل مع المعلومات التي نقوم بتزويدها لهذا النظام، وهو يقوم بمعالجتها، فنحصل على النتائج المتوقعة بعدد الإصابات بفيروس كورونا في فلسطين.

قائلاً إن الحكومة استخدمت الاستراتيجية الوقائية وغلّبتها على الاستراتيجية العلاجية، واستنادا لمرسوم الحكومة بتاريخ الخامس من آذار الماضي، تم تطبيق حالة الطورائ.

وأضاف: كل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة وكل هذه المتغيرات أُخذت بعين الاعتبار كعامل اجتماعي تم قياسه في النموذج، بالإضافة إلى العامل الإحصائي وهي عدد الإصابات بين 5-3 إلى 31-3 وفقا للمصادر الرسمية.

وأكد أبو عمر أن الدراسة أثبتت أن معدل نمو الفيروس لا يزيد وإنما ينقص، فقد كان معدل النمو -15، وهذا مؤشر على انحسار الفيروس، في فلسطين.

من جهته قال اشتية إن البحث تم قبوله للنشر في مجلة علمية عريقة في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد يومين فقط من إرساله لها، مشيرا إلى أن المجلات العلمية تخضع الأبحاث لمحكمين علميين قبل نشرها.

وأضاف: بالنسبة للباحثين كان ذلك مصدر فخر كبير وشجعنا كثيرا، ونحن سعداء بهذا النظام الذي يربط بين المعادلات الحاسوبية والعوامل الاجتماعية.