خلال حلقة حوارية عقدها مركز افق الحرية ومرصد العالم العربي للديمقراطية والانتخابات

مرشّحون لانتخابات التشريعي : التحدّي الأكبر الذي يواجه المجتمع هو غياب الثقافة السياسية وثقافتي الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة

26.04.2021 02:54 PM

وطن للانباء : أكّد المرشح عن قائمة فلسطين الموحدة الدكتور عماد البشتاوي أنّ التحدّي الذي يواجه المجتمع الفلسطيني؛ هو غياب الثقافة السياسية وثقافتي الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، مبينًا أنّ ذلك ما يجعل الفلسطينيّون متشبّثين بإجراء الانتخابات.


وخلال ندوة عقدها مركز أفق الحرية للأبحاث والدراسات بالتعاون مع مرصد العالم العربي للديمقراطية والانتخابات وبالشراكة مع شبكة "وطن" الإعلاميّة تحدّث (البشتاوي) قائلًا:"هنالك حالتا ترهّل وتكلّس أصابتا الحالة السياسية الفلسطينية، ناهيك عن انشطار التنظيم الواحد إلى عدّة تنظيمات، وفيما يخص القوائم المستقلة؛ فإنني لا أرى أنّ عددها كبير مقارنةً مع الدول الأخرى، لكننا في فلسطين؛ عانينا من فكرة التوحيد، حيث كنّا نود أن تترشّح قائمتان مستقلتان كبيرتان تستقطبان الشارع الذي ملَّ من القوى السياسية الكلاسيكية، ومع ذلك؛ فإن هذه القوائم تعتبر إنجازًا للشعب الفلسطيني؛ لأنّها تعبّر عن كمّ من التيارات السياسية داخل هذا الشعب، لذلك يجب أن تحترم ككفاءات، وأن يكون لها دورًا في المستقبل".

وبيّن في معرض حديثه؛ أنّ التشاركية هي التي غابت عن صيرورة العملية الانتخابية في فلسطين، موضحًا أنّ قرار إجراء أو تأجيل الانتخابات يجب أن يتخذ بتشاركية بين جميع القوى الفلسطينية؛ وذلك حتى يكون لدى الشعب الفلسطيني الخيارات السليمة، متسائلًا:"لماذا لا يتم تقديم الاقتراحات؟!".

واستكمل البشتاوي حديثه مضيفًا:"لدينا إشكالية أخرى؛ أنّ من يملك المال؛ هو من يفوز، حتى في انتخابات مجلس الطلبة كذلك، وهذا ما جعل القوائم المستقلة في مأزق؛ وذلك لأنها تعبّر عن الطبقة الوسطى وما دون الوسطى، وهاتان الطبقتان لا تستطيعان منافسة الأحزاب التقليدية، خصوصًا، أنّ كثيرًا من القوائم حاولت الاعتماد على الموارد الذاتية في تمويل رسوم الترشّح والحملة الانتخابية، وما سيتضح خلال الفترة القادمة؛ الفوارق المادية بين القوائم المستقلة وهذه الأحزاب، لذا؛ فالظلم المادي يؤدّي إلى ظلم سياسي".

وفي السياق ذاته؛ انتقد  البشتاوي ميثاق الشرف التي وقّعته الفصائل الفلسطينية في القاهرة واصفًا إياه بـ"الكارثة"، أنّ من يحكم الانتخابات هو القانون وليس ميثاقًا عشائريًّا توقعه الفصائل الفلسطينية، مردفًا أنّ الخلل في آلية صنع القرار التي جعلت القوائم المستقلة تنتظر على أعصابه مصير الانتخابات (تأجيل أم إجراء)، مضيفًا أنّ فصيلين هما من يعرفان مصير الانتخابات، وهما من يقررا هذا المصير دون استشارة القوى الأخرى.

المرشّحة عن قائمة تجمّع المستقلين تمارا حدّاد بيّنت خلال حديثها أنّ الانتخابات الفلسطينية المرتقبة؛ هي مصلحة وطنية عليا من أجل إحداث التغيير الجذري، متسائلةً عن دور المرأة في هذه الانتخابات، والتي تمثّل -بحسب حدّاد- نصف المجتمع، مطالبةً بتعزيز دور المرأة في مجريات العملية الانتخابية (الترشّح، الاقتراع)، مؤكّدةً أنّه من الضروري أن تكون هنالك رؤية أنثوية في المجلس التشريعي القادم.

وأضافت حدّاد مستكملةً:"القوانين بحاجة لتعديلات فيما يخص حقوق المرأة، خصوصًا، أنّ هذه القوانين وضعت من وجهة نظر ذكورية، لذلك؛ فإن دور المرأة في تشريعها مهم؛ لأنّ المرأة هي من تلامس احتياجات المرأة، ومن الجدير ذكره؛ ما تعرّضت له المرأة خلال جائحة (كورونا) من تضرّر اقتصادي ومعيشي، لهذا؛ كنا نأمل أن تأخذ الفصائل الفلسطيني خلال حوار القاهرة قضية المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية كأولوية وطنية، وإعادة التفكير بـ"الكوتا" التي تحظى بها المرأة الفلسطينية في المجلس التشريعي".

واستطردت حدّاد موضّحةً:"التحدّي الأبرز الذي يواجه القوائم المستقلة؛ هو التحدّي المالي، فكثير من القوائم تعتمد على التمويل الذاتي؛ وهو أمر ليس سهلًا؛ لأنّ معظم هذه  القوائم من الطبقة الوسطى؛ وهي الطبقة التي تمثّل أغلبية الشعب الفلسطيني، ومن الملاحظ؛ أنّه لا يوجد عدالة فيما يتعلّق بالتنافس بين القوائم، خصوصًا المستقلة البحتة، وليست قوائم الظل التي تستخدمها بعض القوى، ونأمل أن ينتخب الشعب الفلسطيني بناءً على قاعدة من لا يملك المال؛ هو الذي يمثل الهم الوطني".

وحول مصير الانتخابات؛ بيّنت أنّ أيّا وطني فلسطين لا يقبل بإجراء الانتخابات بدون القدس، مردفةً أنّه إن كان ولا بدّ من التأجيل؛ فيجب أن يكون ضمن شروط، وأن تُستشار جميع القوى الفلسطينية لوضع الأفكار والتصورات.

المرشّح عن القائمة المستقلة طارق حامد أجمل التحديات بتحدّي العامل الزمني، مؤكّدًا أنّ الفترة ما بين إصدار مرسوم إجراء الانتخابات وبين الترشّح لها شكّلت أزمةً للقوائم، خصوصًا المستقلة.

وأضاف حامد قائلًا:"المجلس التشريعي جاء ليوحّد الشعب الفلسطيني، لذلك؛ كنت أتمنى أن يكون هنالك برنامج واحد للقوائم المستقلة ضمن معايشتها للقضايا الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الفلسطيني؛ لأنّ الأحزاب التقليدية التي تنافسها القوائم المستقلة لديها برامج انتخابية جاهزة".

ولم يخفِ حامد خلال حديثه تعرّض عدد من المرشحين للضغط من أجل عدم الترشّح ضمن القوائم المستقلة، مبينًا أن ضغوطًا تعرّض لها هؤلاء من فصائل وجهات أمنية.

واستكمل حديثه مستطردًا:"يجب أن يفوز من يملك الرؤية، والشعب الفلسطيني يريد وجوهًا جديدةً في الساحة السياسية؛ لأنّه تم إقصاء كثير من القوى المستقلة التي تعبّر عنه، وأن معظم الاجتماعات حصلت بعيدًا عن هذه القوائم".

وختم حديثه مؤكدًا أن القوائم المستقلة لها أدواتها الدعائية والإعلامية والسياسية، مضيفًا أنّها أيضًا تمثّل الشباب المشبع بالوعود والأحلام من الأحزاب الكلاسيكية، داعيًا القوائم المستقلة لوضع رؤية وطنية واحدة لها عبر حوار فعلي بينها.

تصميم وتطوير